أم الجمعيات تقرأ واقع الطفولة بوزان بمناسبة اليوم الوطني للطفل

أم الجمعيات تقرأ واقع الطفولة بوزان بمناسبة اليوم الوطني للطفل حركة الطفولة الشعبية بوزان تُخلد اليوم الوطني للطفل وتدعو لتفعيل آليات حماية حقوق الأطفال بالإقليم
احتفاء باليوم الوطني للطفل الذي سبق للملك الراحل الحسن الثاني أن دعا في خطابه الموجه للمؤتمر الوطني الأول حول حقوق الطفل سنة 1994، (دعا) لتخليده يوم 25 ماي من كل سنة، أعلنت حركة الطفولة الشعبية بوزان في بيان أصدرته بالمناسبة، عن تفعيلها لحزمة من الآليات التي تصب في النهوض بحقوق أطفال الإقليم وحمايتها. وهذا نص البيان كما توصل به موقع "أنفاس بريس".
 
           
بمنسوب عال من الوعي بجسامة المسؤولية الملقاة على عاتق أطر وأبناء حركة الطفولة الشعبية بوزان، اللواتي والذين لا يدخرون جهدا من أجل النهوض بحقوق الطفل وحمايتها، والترافع من أجل أن يتمتع بهذه الحقوق على قدم المساواة مختلف فئات الأطفال.

ولأن حدث الاحتفاء بهذا اليوم الوطني يشكل فرصة للوقوف على واقع الطفولة بوزان في كل تجلياته، وتقييم مستوى انخراط مختلف المتدخلين الذين يوجدون في علاقة احتكاك مباشر بأوضاع الطفولة، وآثار هذا الانخراط على جودة الخدمات الموجهة للطفل حيث يتواجد.

والتزاما من جمعيتنا بتفعيل الأدوار التي حددها دستور المملكة للجمعيات (المساهمة في اعداد قرارات ومشاريع لدى المؤسسات المنتخبة والسلطات العمومية، وتفعيلها وتقييمها)، فإننا نسجل ما يلي:
 
 - النجاح النوعي الباهر الذي حققه المؤتمر الفكري لحركة الطفولة الشعبية الذي استضافه فرع الجمعية بوزان أيام 3/4/5 ماي 2025، وتبني عضوات وأعضاء هذا الأخير مخرجات المحطة الفكرية الهامة، مع الالتزام بتفعيلها بشراكة مع مختلف المتدخلين إقليميا.

ـ الافتخار بزخم الأنشطة والفعاليات التربوية والثقافية والفكرية التي قامت الجمعية بتنزيلها ترابيا خلال هذا الموسم، رغم محدودية الامكانيات وشحها في كثير من الأحيان، حيث ترك حجمها ومضامينها النوعية المتميزة صدى طيبا، وارتياحا واسعا في صفوف أطفال وزان وأسرهم.

ـ ارتفاع صبيب الوعي عند ثلة من المتدخلين بالإقليم الذين أدركوا بأن تفعيل "مبدأ التشاركية" هو المدخل الأساسي لتنزيل برامج ترابية تشكل حقوق  الطفل قطب رحاها، فسارعوا للانفتاح على جمعيات المجتمع المدني. وبالمناسبة فإننا في حركة الطفولة الشعبية نهنئ أنفسنا على الدور الفعال الذي لعبته أم الجمعيات في نفض الغبار عن جملة من الشراكات بعد أن ظلت سجينة رفوف هذا القطاع الحكومي أو ذاك.

إن تسجيلنا في حركة الطفولة الشعبية بوزان لسلة المكتسبات - رغم ضيق مساحتها - لفائدة أطفالنا كما أطرتها العناوين الكبرى أعلاه ، فإن ذلك لا يمكن أن ينتصب في وجهنا كما تنتصب الشجرة التي تخفي الغابة. وعليه فإن الحصيلة في مجال حماية حقوق أطفال الإقليم والنهوض بها لم ترقى إلى ما يتطلع إليه المجتمع الحقوقي، وهو ما يشكل عبئا ثقيلا يجثم على صدور أطفالنا، كل تأخر في معالجته يمكن أن يعصف برزنامة المكتسبات التي تم تحقيقها. وفي هذا الإطار تنبه أم الجمعيات إلى ما يلي:
 
- رغم المجهود المبذولة في قطاع التعليم إقليميا ، فإن نسبة الهذر المدرسي المسجلة في صفوف المتعلمات والمتعلمين (أزيد من 2000)، يشكل قلقا مزعجا عند مختلف المتدخلين.
 
ولأن الأسباب الحقيقية ليست عصية على التقاطها، فإننا نثمن اطلاق المديرية الإقليمية للتربية الوطنية قافلة التعبئة المجتمعية لمحاربة هذه الآفة، وندعو مختلف المتدخلين الانخراط فيها بوعي وحماس،  حماية لأطفال اليوم ، نساء ورجال الغد من كل أشكال الاقصاء الاجتماعي ، وما ينتج عنه من ظواهر اجتماعية خطيرة.

ـ إذا كان مجلس جماعة وزان يُسجل له دعمه لجمعيات المجتمع المدني، فإن ذلك لا يعفينا بأم الجمعيات التعبير عن قلقنا عدم تفاعل رئيسه مع مذكرة حركة الطفولة الشعبية التي توصل بها يوم 20 نونبر 2024 الذي يصادف اليوم العالمي للطفل. وتتجلى اللامسؤولية في التعامل مع مذكرة الجمعية التي يشكل تقديمها انفرادا متميزا قل نظيره وطنيا، وتفعيلا واعيا كذلك للفصل 12 لدستور المملكة، في عدم تعميمها على أعضاء مكتب مجلس الجماعة، وفي عدم تقاسمها مع عضات وأعضاء المؤسسة المنتخبة، ولا الشروع في تفعيل ما جاء فيها، وخصوصا بعض المقترحات التي لا يكلف الجماعة تفعيلها ولم مليما واحدا.  

- تعطيل المقاربة الوقائية ذات الأثر الملموس في التعاطي مع فئة الأطفال في وضعية صعبة، الذي يّثبت الواقع المرير بأن عددهم مرشح للارتفاع. ولنا في عدد الأطفال في وضعية الشارع، وأولئك الذين تستغلهم بعض النساء في التسول في الشارع العام، وغيرهم ممن يتعرضون لكل أشكال العنف بما في ذلك العنف الجنسي، والأطفال المتخلي عنهم... وغيرها من الصور الخادشة لكرامة الطفل. أوضاع تجسد بالملموس فشل البرامج التي يعتمدها مختلف المتدخلين على المستوى الترابي في علاقة ذلك بسلة الحقوق الأساسية للطفل كما هي واردة في الاتفاقية الدولية لحقوق الطفل، وباقي الأطر المرجعية الوطنية.

إننا في حركة الطفولة الشعبية ونحن نتقاسم هذا البيان مع عموم المهتمين بقضايا الطفولة بإقليم وزان، بمناسبة تخليد بلادنا لليوم الوطني للطفل، فإننا نعبر عن استعدادنا للانخراط المسؤول والهادف في كل مبادرة جادة تنتصر لحماية حقوق الطفل بإقليم وزان، والنهوض بها، وإثراء النقاش حولها، ولهذا ندعو مختلف المتدخلين إلى تفعيل حزمة آليات الاشتغال الكثيرة التي يوفرها القانون للمؤسسات التي يشرفون عليها، كما نّعول على المديرية الإقليمية لمؤسسة التعاون الوطني من أجل الدعوة لعقد لقاء موسع، يشارك فيه مختلف المتدخلين المؤسساتيين والمدنيين، وذلك من أجل قراءة رصينة وعلمية لأوضاع الطفولة بالاقليم، والمصادقة على خطة عمل واقعية تنتصر لحقوق أطفال إقليم وزان.