جمعية لاميج: استمرارية وتجديد.. التزام دائم بقضايا المجتمع شعار الذكرى  69 لتأسيسها

جمعية لاميج: استمرارية وتجديد.. التزام دائم بقضايا المجتمع شعار الذكرى  69 لتأسيسها مشاهد من الحفل

تحت شعار " لاميج : استمرارية وتجديد.. التزام دائم بقضايا المجتمع"، نظم المكتب الجهوي للجمعية المغربية لتربية الشبيبةAMEJ للرباط  وسلا والقنيطرة، السبت 17 ماي 2025 بسلا حفلا كبيرا جرى خلاله تكريم عدد من قدماء الجمعية مركزيا وجهويا، وتقديم فقرات موسيقية وغنائية، وذلك بمناسبة تخليد الذكرى التاسعة والستين لتأسيسها.

 

وفي بداية الحفل تمت  تلاوة الفاتحة على روح الفقيد العايدي الحنبالي عضو المكتب المركزي ، الكاتب العام السابق للنقابة الوطنية للتعليم العالي الذي وافته المنية في ثالث أبريل الماضي، والذي كان من المقرر تكريمه بمناسبة، هذه الذكرى.

 

وفي كلمة تأبين الفقيد أستاذ الرياضيات بكلية العلوم بالرباط، قال الكاتب الصحافي جمال المحافظ الذي جاور الفقيد بالمكتب المركزي لأميج، خلال هذا الحفل الذي عرف حضورا مكثفا لفعاليات من مختلف الأجيال، غضت بهم القاعة الكبرى للمركب التنشيط الفني والثقافي بحي تابريكت بمدينة سلا، إن بوفاته تكون أسرة التربية والتكوين والحركة الجمعوية والنقابية والسياسية برمتها، قد فقدت أحد وجوهها البارزة التي كانت تشتغل بصمت الحكماء وبدون ضجيج متوقفا عند بعض المحطات الرئيسة من مساره وعلاقاته خاصة مع مربي الأجيال محمد الحيحي الرئيس الأسبق الجمعية المغربية لتربية الشبيبة, وأضاف أن  الراحل ، كان لا يكتف، بتفكيك المعادلات الرياضيات، بل كان يفكك أيضا أسباب التخلف، ويفتح في نفس الوقت الأفق والأمل للشباب، مدافعا عن مغرب الحداثة، مغرب الديمقراطية وحقوق الإنسان والعدالة الاجتماعية.

 

 كما ألقت مريم الحنبالي كلمة باسم عائلة المرحوم، استعرضت بعض جوانب من حياة والدها، معبرة عن شكرها وامتناها للواقفين وراء هذه المبادرة التي تترجم قيم الوفاء والاعتراف التي تميز جمعية لاميج التي كان والدها، يتحدث لهم عنها متشبثا بمبادئها، تمثل مبادئها وأهدافها، وصيانة تراثها، حافظا لذاكرتها وفيا لقيمها ورموزها.  

 

كما جرى خلال الحفل تكريم عدد من قدماء الجمعية المغربية لتربية الشبيبة في مقدمتهم حمادى الريح الرئيس الأسبق للجمعية،  وفعاليات أخرى بجهة الرباط سلا والقنيطرة، حيث تم تقديم شهادات في حق المحتفى بهم. وفي كلمة باسم المكتب الوطني للجمعية، توجه محسن بهدي الكاتب العام للجمعية بنداء إلى كل أبناء مدرسة لاميج الحاملين لرسالتها المؤسسين والرواد والقدماء وجيلها الجديد صناع هدا الصرح العتيد بأجمل التحيات والتقدير معبرا لهم عن الاعتزاز بالانتماء المشترك لهذه المنظمة. 

وقال محسن بهدي،بالمناسبة،  إن الاحتفال بهذه الذكرى محطة تذكر بنضالات الشعب المغربي ورواده وعلى رأسهم عريس الشهداء المهدي بنبركة، والانتصار  لخيار الاستمرارية في مشروعه الفكري التنويري والذي لازال حاضرا على مر العصور، في أدبيات الجمعية. معتبرا أن هذه المناسبة، تشكل فرصة للاستعادة المبادرة رفقة الحركة الجمعوية الجادة لمواصلة المرافعات حول القضايا المجتمعية، والتعبئة كحركة جمعوية من أجل تقوية وتحصين الوحدة الترابية.

 

كما أكد على أن الخروج من الأزمة المتمثلة في تراجع عمل مؤسسات التنشئة الاجتماعية، لن يتأتى الا بالاستمرارية في ترسيخ قيم المواطنة المجتمعية لكل أفراد المجتمع والرفع منها بإشاعة ثقافة العمل التطوعي المسؤول من أجل شباب فاعل مساهم في توطيد العمل الجماعي الهادف، من أجل جيل مدافع على قضايا المجتمع وقيم المواطنة الإيجابية.

 

ومن جهة أخرى أعلن محسن بهدي، رفض الجمعية لكل المخططات التي ترمى الى النيل من الشعب الفلسطيني وحقوقه الوطنية المشروعة وفي مقدمتها بناء دولته المستقلة وعاصمتها القدس وكذا عودة كافة اللاجئين الفلسطينيين الى وطنهم

 

أما عبد الإله العبدلاوي رئيس المكتب الجهوي للجمعية، فقال إن  AMEJ ، كانت وما تزال قلعة من قلاع العمل التربوي والجمعوي في المغرب، والتي عرف مسارها تسعة وستون سنة من العطاء، من التكوين، من النضال، ومن الإيمان العميق برسالة التربية والتطوع، تسعة وستون سنة صنع فيها رجال ونساء الجمعية مسارات أجيال، وفتحوا آفاق الأمل أمام آلاف الشباب والفتيات، وأضاف " نحتفي اليوم بكل لحظة، بكل قصة نجاح، بكل تجربة علمتنا أن العمل الجمعوي هو نبض الحياة وروح التغيير، أننا اليوم، نحيي كل من مر من هنا، من غرس بذرة، من رسم حلمًا، ومن أضاء شمعة في درب التربية والبناء"،موضحا أن " هذه الذكرى ليست فقط وقفة مع الماضي، بل هي انطلاقة جديدة نحو المستقبل، ودعوة مفتوحة لكل من آمن بقيم الجمعية، وأن نواصل المسير يدًا في يد، وعزيمة لا تلين، لنبني جيلاً مبدعًا، واعيًا، وملتزمًا بخدمة وطنه ومجتمعه". بيد أنه لفت الانتباه إلى أن كل عام يمر، تزداد التحديات أمام الجمعية المغربية لتربية الشبيبة، لكن إرادتها القوية ورؤيتها المستقبلية تبقى ثابتة، وأن الاحتفال بذكرى 69 عامًا، ليس مجرد مناسبة للاحتفاء بما تم إنجازه، بل هو دافع للمضي قدمًا في مهمتها السامية.

 

وأعلن العبدلاوي أن لاميج " تستعد لفتح أفق جديد من العمل الاجتماعي والتربوي، حتى تتمكن من الوصول إلى أكبر عدد ممكن من الشباب في جميع أنحاء المغرب، وتحقيق أهدافها النبيلة في النهوض بالمجتمع المغربي، مشددا على أن العمل الجماعي والروح التطوعية هي منبع إلهام الجمعية، وأن النجاح في السنوات الماضية لم يكن ليتم لولا تعاون وانخراط الجميع بكل تفاني ونكران الذات، متعهدا بأن " نظل أوفياء لرسالتنا، متجددين في عطائنا، ثابتين في التزامنا، حاملين مشعل الأمل..".

 

وتضمن برنامج حفل الذكرى69 لتأسيس الجمعية المغربية لتربية الشبيبة، معرضا لصور وأرشيف الجمعية، التي تأسست سنة 1956، بعدما سعى قادة الحركة الوطنية آنذاك إلى توسيع نطاق الشبيبة المنظمة، بهيئات جمعوية موازية، تختص كل واحدة منها بمجال محدد على الصعيد الوطني، حيث أشرف الشهيد المهدي بن بركة على تأسيس كل من الاتحاد الوطني لطلبة المغرب لتأطير الطلاب، والشبيبة العاملة، لتكوين الشباب بالطبقة الشغيلة، وحركة الطفولة الشعبية للاهتمام بالطفولة وقضاياها، والجمعية المغربية لتربية الشبيبة لكي تتولى التأطير الفكري والثقافي والبدني لعموم الشباب، في حين تضطلع فتيات الانبعاث بمهام مواكبة وتكوين فئتي النساء والفتيات.

 

من بين المشاريع الكبرى التي ساهمت فيها بفعالية ،جمعيةلاميج التي كان أول رئيس لها عبد السلام بناني رجل المقاومة والتربية، وبعده محمد الحيحى مربي الأجيال، طريق الوحدة سنة 1957 ، أكبر مشروع تطوعي شبابي في المغرب الحديث.كما  عملت على تأطير العديد من الفعاليات في ميادين متعددة، منها حملات وطنية لمحاربة الأمية في ستينات القرن الماضي، وأوراش التشجير خاصة بغابة المعمورة بضواحى سلا، وغابة بوسكورة بالدار البيضاء، فضلا عن المساهمة في رفع معاناة قاطني أحياء القصدير في مقدمتها التجربة الرائدة التي قامت بها بسلا .