مَحمد المذكوري: تنظيم استخدام التكنولوجيا وحماية الأطفال والكبار في العصر الرقمي

مَحمد المذكوري: تنظيم استخدام التكنولوجيا وحماية الأطفال والكبار في العصر الرقمي مَحمد المذكوري

على هامش المؤتمر الفكري الرابع لحركة الطفولة الشعبية الذي انعقد ايام 3-4-و5 ماي بمدينة وزان حول التربية على تدبير المجال الإعلامي والتربوي، ومن خلال مناقشات متفرقة في الورشات والاستراحات والأحاديث الجانبية (لضيق الوقت) ، ناقشت مع البعض أسس نظريات تربوية وقع تبنيها من طرف بعض الجهات العلمية والجمعوية والتربوية للحد من استفحال الإدمان على الشاشات، ولو ان الحديث عن فعاليتها سابق لأوانه لأنها فقط في مرحلة التجريب ولم يعرف بعد مدى نجاحها لعدم تعاقب أجيال عديدة عليها ، ولو ان مؤتمرنا كان هو اكتشاف عوالم التربية الإعلامية والرقمية واكتشاف مضامينها وتهديف وسائلها انسجاما مع مبادئنا التربوية وبالخصوص ملائمتها مع مبادئ التربية الشعبية، وأننا في مراحل سابقة لتأسيس قواعد لسلوكيات اجتماعية اسرية ومدرسين وتنشيطية، ولو أنه توجد برمجيات للآباء لوقاية و حماية القاصرين ومستعملي الألواح والشاشات والبرامج ؛ كان من جملة هذه المناقشات بالأساس : وقت التعاطي للشاشات، تنظيم هذا الوقت، مراقبة وتتبع ومواكبة ذلك بالنسبة للأطفال والشباب أو الطرق الفعّالة للحفاظ على التوازن بوضع حدود زمنية واضحة لاستخدام الأطفال للشاشات... فرغم فوائد التكنولوجيا العديدة، إلا أنها تثير أيضًا مخاوف بشأن تأثيرها على الصحة النفسية للأطفال والشباب ومختلف المتعاملين، لأنها تحول مجتمعي شامل.

عدت إلى دفاتري ومراجع البحث العنكبوتي والاصطناعي، واقتبست مجموعة من القواعد، أقدمها كمداخل لمناقشات وبحوث وتجريب ما دمنا في حاجة الى ذلك في هذا الوقت، بطموح استنباط واقتباس وابداع ما يصلح لمجتمعنا وعملنا التربوي ارتكازا على مبادئنا وأهدافنا بدون تقليد أعمى واستنساخ مجاني ربما يؤدي عكس ما هو مطلوب منا لندبر مجال التربية الإعلامية والرقمية:

 

1.  قاعدة 3-6-9-12 هي إرشادات وضعها "الطبيب النفسي الفرنسي سيرج تيسيرون (Serge Tisseron)» لتنظيم تعرُّض الأطفال للشاشات الرقمية حسب مراحلهم العمرية، بهدف "حمايتهم من المخاطر النفسية والذهنية والاجتماعية" المرتبطة بالاستخدام المبكر أو المفرط للتكنولوجيا.

تفصيل القاعدة حسب العمر:

· قبل 3 سنوات: لا شاشات

· من 3 إلى 6 سنوات: أقصى ساعة يوميًا (بإشراف الوالدين)

· من 6 إلى 9 سنوات: ساعتين يوميًا (مع تحديد المحتوى)

· من 9 إلى 12 سنة: استخدام مضبوط (مع منع الشبكات الاجتماعية)

· بعد 12 سنة: استخدام مستقل مع توجيه (بحذر من الإفراط)

أهمية القاعدة:

1. الوقاية من الأضرار الجسدية: السمنة، قصر النظر، اضطرابات النوم والنفسية: القلق، الاكتئاب، ضعف التركيز.

2. تعزيز التطور الصحي: التفاعل الاجتماعي المباشر.

ملاحظة: يمكن تعديل الساعات حسب نشاط الطفل ووضعه الصحي.

 

2. قاعدة 20-20-20  هي قاعدة صحية بسيطة تهدف إلى تقليل إجهاد العين الناتج عن الاستخدام المطوّل للأجهزة الرقمية (الهواتف، الحواسيب، الشاشات بشكل عام). للدكتور بنجامين بوتسفورد، طبيب العيون بكلية الطب في جامعة ماساتشوستس تشان، ويتم تطبيقها على النحو التالي:

كل 20 دقيقة من النظر إلى الشاشة:

  1. حوِّل نظرك بعيدًا عن الشاشة لمدة 20 ثانية وأدمج الحركة: استغل الـ 20 ثانية في الوقوف أو التمدد.
  2. ركّز نظرك على شيء آخر يبعد حوالي (20 قدمًا) أي ما يقارب 6 أمتار

الهدف العلمي:

 

  1. قاعدة 1-2-3 لوقت الشاشات للأطفال في اليوم

 

  1. قاعدة 90-20 (للإنتاجية والتركيز)

 

  1. قاعدة 5-2-1-0 (للصحة العامة للأطفال)

طورتها جمعيات طب الأطفال لمكافحة السمنة.

 

  1. قاعدة 30-30-30 (للأمان الصوتي)

للوقاية من ضعف السمع (بحسب منظمة الصحة العالمية).

"منظمة الصحة العالمية": يجب ألا يقضي الأطفال أكثر من ساعة يوميا أمام الشاشات.

 

  1. قاعدة 2-2-2 (للعلاقات الأسرية في العصر الرقمي)

 

  1.   قاعدة 4-7-8 (للإقلاع عن الإدمان الرقمي)

 

ومن أجمل ما قرأت:

7 نصائح لإدارة الشاشة بشكل صحي في المنزل( هناك أنواع أخرى كثيرة )

ورغم صعوبة التطبيق لكن كثير من الدراسات العلمية تؤكد فعاليتها، وعندما نعتبر هذه القواعد إطارًا مرجعيًا يمكن دمجه مع أدوات الرقابة الأبوية لإنشاء بيئة رقمية آمنة، فلأنها ليست جامدة: للأطفال: 3-6-9-12 أو 5-2-1-0 وللإنتاجية: 90-20 أو 20-20-20 وللصحة العامة: 4-7-8 أو 30-30-30، لكنها إرشادات يمكن تكييفها حسب العمر والاحتياجات، وبالتوعية بها للمساعدة في بناء عادات رقمية متوازنة، بالإضافة الى استبدال  السلوك السلبي بالإيجابي: مثل استبدال ألعاب العنف بألعاب تعليمية وتحديد "مناطق خالية من الشاشات" مثل غرف النوم أو موائد الطعام وتقليل استخدام الوالدين للشاشات أمام الأطفال.

ويبقى بكل تأكيد تنظيم وقت وشكل وأهداف استعمال أدوات التكنولوجيا الحديثة في المجال التعليمي الدراسي من اختصاص المنظومة التعليمية وهيئات التدريس وفقا لقواعد ونظم ومنهجيات مدروسة ومقررة وفق خطة متكاملة وهادفة، وتتبع ومواكبة علمية لتعامل المتمدرسين ومردوديتهم وتطوراتهم في التعاطي مع ذلك.

وفي الختام، فان ما  قدمنا اعتمد في كثير من مضامينه على قواعد وتجارب أجنبية لم تُختبر بعد في سياقاتنا المحلية، ولم تُدعَّم بما يكفي من المعطيات الميدانية أو التجارب الواقعية، إلا أنها تظل مبادرات جديرة بالتقدير، لما تحمله من وعي متنامٍ بضرورة ضبط العلاقة مع الوسائط الرقمية، وتوجيه استعمالها داخل الأسر والمؤسسات التربوية،  إنها محاولة– ولو غير مكتملة – نحو بناء ثقافة رقمية متوازنة، تحمي الأطفال والشباب من الإفراط، دون الوقوع في فخ التحريم أو المنع التام، وتفتح المجال لتجريب تربوي جاد ينبني على التكييف الذكي، بدل النسخ الأعمى.

 

انظر تفاصيل أخرى في مقالنا: أطفالنا والشاشات الالكترونية بموقع أنفاس بريس

 https://anfaspress.com/news/voir/81188-2021-05-30-09-24-54?fbclid=IwY2xjawKQXwFleHRuA2FlbQIxMQBicmlkETEwaG9reGRvcjIwQlBERkR2AR7G2hpndcSGCObfskzURg-7BIqzOPXLQDo0E-Oon8cQN8CC0q3aE5bT0VILdw_aem_3_igc-iW2IS0v27MfCxyAA بتاريخ الأحد 30 مايو 2021