لو وصل هذا التصريح إلى مسامعنا فقط دون الصورة لاعتقدنا وبدون شك اننا أمام ممثل شركة مختصة في بيع الغاز بشكل عام يحاول التسويق لمنتوجه الطاقي بأسعار تفضيلية لكسر حدّة التنافس مع شركات أخرى..
وقد لا يكون هذا الإستنتاج بعيداً حين نربط الصوت بالصورة بل مطابقا لملامح شخص تحت اسم عبد المجيد تبون الموظّف الذي تدرّج في سلالم الإدارة منتهيا مشواره المهني بمنصب رئيس دولة داخل بلده.. وبائع متجوّل لدى شركة سونتراك المالكة لحقول غاز الجنيرالات هناك..
لذلك سنلاحظ من خلال هذا التصريح التسويقي للغاز الجزائري عند هذا البائع المتجول غير مهتم بإنشاء المصانع في بلده والعمل على تنمية وطنه.. بل العمل على تنمية مصانع الغير وبأسعار تفضيلية ومتحفّزة مقابل شرط واحد ووحيد لاغير.. وهو ما افصح عنه مباشرة بعد التصريح أعلاه.. وسأنقله بأمانة كما شاهده الجميع معتذراً عن ركاكة أسلوبه :
( كما أشكر موقف سلوفينيا في ما يخص الصحراء الغربية… نتمنّى حلّ يرضي الطرفين تحت إشراف الأمم المتّحدة.. وإذاً القيام بتنظيم الإستفتاء من أجل تقرير المصير في الصحراء الغربية)
لوربطنا هذه الركاكة بملامح وجه هذا الرئيس لاكتشفنا حجم الصدمة والفشل في تغيير موقف دولة سلوفينيا الداعم للمقترح المغربي لحل النزاع باقاليمنا الجنوبية كما جاد في البيان السياسي المشترك 04 أبريل 2024 بالرباط وكما هو مؤكد خلال الزيارة الأخيرة للوزير السيد بوريطة قبل شهر تقريبا..
ولتأكيد فشل هذا البائع المتجول للغاز الجزائري فقد استبعد وعلى غير العادة مفردات مثل الجمهورية الصحراوية.. الشعب الصحراوي.. واكتفى بوصف منطقة النزاع بالصحراء الغربية.. بل الأكثر أنه انتقل إلى مستوى التمني في إيجاد الحل بعد أن عجز في استثمار ورقة الغاز والتعاون الثنائي لدفع سلوفينيا نحو موقف أكثر قربًا من طرحها، وهو ما يفسر تلعثم السيد الرئيس كما في هذه الجملة ( إذاً.. القيام بالإستفتاء)
هي خرافة نظام ورئيس يائس ينتقل إلى سلوفينيا بشكل مفاجئ وسط محيط إقليمي مضطرب كما في الحدود مع ليبيا ودول الجوار ناهيك عن أزمة طرد دبلوماسيين جزائريين من فرنسا بجانب أزمة خروف العيد داخل الجزائر..
كل ذلك لا يعني اي شيء بالنسبة لهذا للرئيس وعصابته أمام محاربة بلدنا ومصالح الحيوية.. فهي المعركة الوجودية لجنيرالات الجزائر منذ المقبور هواري بومدين إلى الثنائي تبّون-شنقريحة على رأس نظام بلغ به الحقد درجة بيع كل ماتملك الدولة من أجل تقسيم دولة أخرى مجاورة..
هو نظام - الظاهرة في العلاقات الدولية الذي ما يزال يخوض معركة حياة أوموت للفوز بمعارك وهميّة قاتلة لنفسها أوّلاً وللمنطقة عموماً..
هي صورته المكشوفة للعالم اليوم وبقناعة مشتركة لدى رؤساء الدول والشعوب تؤكد ان الصراع حول السلطة بالجزائر بين المجاهد والجنيرال انتصر فيه الحمقى يعشقون الصدام وإثبات التفوق بالقوة و العنف اللفظي و المعنوي وانهم لم يخلقوا إلا ليحكموا العالم كما في لغة بيان التهجم على دولة الإمارات التي انتجهت اسلوب المغرب في التعامل مع العصابة الجزائرية كما في الدارجة المغربية ( النّخال) لان المملكة المغربية الشريفة لا تمنح شرف العداء للحمّاق أو أفراد العصابة منعدمي المروءة والأخلاق..
هي ايضاَ زيارة إهانة أيضاً لهذا الرئيس الذي استقبلته رئيسة سلوفينيا بوضع قدمها في اتجاه وجهه في مشهد يخلو من أبسط البروتوكول الدبلوماسي. وقلة احترام لعمّي تبّون نفسه كإنسان..
وهي مناسبة أيضا للتذكير بقولة للمرحوم الملك الحسن الثاني ونحن على مشارف الإحتفال بنهاية السير والمسير لهذا النزاع نونبر المقبل إن شاء الله :
( عندما تكون الصحراء جزءاً من قلبك.. فهي لا تحتاج إلى مكر أو تدليس بل تحتاج إلى تاريخ.. وهو ما لا تملكونه للأسف)
هي صفعة بدون يد
صفعة بدون تلويث يد المملكة المغربية الشريفة
بهذا الغاز القابل للتجفيف يوما ما