عمر المصادي: النظام الجزائري وقضية البوليساريو .. تبديد للثروات وعرقلة للتنمية المغاربية

عمر المصادي: النظام الجزائري وقضية البوليساريو .. تبديد للثروات وعرقلة للتنمية المغاربية عمر المصادي
في وقت تتطلع فيه شعوب شمال إفريقيا إلى مستقبل مشترك قائم على التعاون والتكامل الإقتصادي، لا يزال النظام العسكري الجزائري يصر على المضي قدما في دعم جبهة البوليساريو، وهي حركة انفصالية، إرهابية، يوظفها النظام الجزائري كأداة سياسية لإضعاف المغرب وعرقلة استقراره، رغم أن هذه القضية باتت متجاوزة على المستويين الإقليمي والدولي.
فمنذ عقود، صرفت الجزائر مئات الملايين من الدولارات على هذه القضية المفتعلة، دون أن تجني منها أي مكاسب تذكر، لا سياسيا ولا اقتصاديا، سوى مزيد من التوتر مع الجار المغربي، واستنزاف موارد كان الأولى أن تستثمر فيما ينفع المواطن الجزائري في الصحة، التعليم، وتطوير البنى التحتية والراسمال البشري داخل الجزائر.
والأدهى من ذلك، أن هذا الإنخراط الأعمى في دعم كيان وهمي يتم على حساب معاناة المواطن الجزائري، الذي يعيش يوميا تحت وطأة أزمة اقتصادية خانقة، ونقص في المواد الأساسية، وبطالة متفشية في صفوف الشباب.
في المقابل، اختار المغرب مسارا تنمويا واضحا على الصعيد الوطني بصفة عامة، وفي أقاليمه الجنوبية بصفة خاصة، حيث تحولت الأقاليم الجنوبية للمملكة المغربية إلى أوراش تنموية كبرى، بشهادة العديد من المؤسسات الدولية.
فالمغرب لا يكتفي بالدفاع عن سيادته التاريخية على صحرائه، بل يسعى جاهدا لتحسين ظروف العيش فيها، من خلال مشاريع استثمارية ضخمة في مجالات الطاقة المتجددة، البنية التحتية، الصحة والتعليم...
إن الإصرار الجزائري على إدامة هذا النزاع يضر و يجهض كل إمكانيات التنمية وبناء اتحاد مغاربي قوي، يلبي تطلعات الشعوب نحو الوحدة والتكامل. فالتاريخ والجغرافيا والمصير المشترك تحتم على دول المنطقة أن تتجاوز الخلافات المصطنعة، وأن تضع مصلحة شعوبها فوق كل اعتبار.
لقد آن الأوان للجزائر أن تراجع مواقفها، لأن الظرفية الدولية والسياق الإقليمي تغير، وأصبح يفرض شروطا جديدة على بلدان المنطقة، لقد مد المغرب يده لفتح حوار بناء مع الجزائر، وتجاوز الخلافات وبحث كل القضايا بأجندة مفتوحة وصراحة وموضوعية وحسن نية.
وذلك بإرساء علاقات جديدة قائمة على التواد وحسن الجوار، والتأكيد على ضرورة خروج الجزائر من الانكماش والتقوقع، للإنخراط في نظرة مستقبلية تقوم على التعاون المشترك والإنخراط الجماعي في دينامية اقتصادية تعود بالنفع على البلدين والشعبين، ومواجهة التهديدات التي تتربص بالسلم والأمن بالمنطقة، وأن توجه مواردها إلى التنمية في الداخل بدل توجيهها في فضية وهمية ودعم حركة إرهابية، فمستقبل الشعوب لا يبنى على دعم الإنفصال، بل على قيم الحوار والتعاون و المصير المشترك.
{إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ فَسَيُنْفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ ۝ لِيَمِيزَ اللَّهُ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ وَيَجْعَلَ الْخَبِيثَ بَعْضَهُ عَلَى بَعْضٍ فَيَرْكُمَهُ جَمِيعًا فَيَجْعَلَهُ فِي جَهَنَّمَ أُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ}.