"تشويه صورة وهران"
من جهته، أوضح الصحافي والمتابع للشأن الفني في الجزائر، يحيى طبيش، أن "الأغنية تحتوي فعلاً على كلمات تحرض على الكراهية. فولاية وهران، مثلها مثل باقي الولايات ليست ملكاً لأحد، وهي ملك لجميع الجزائريين، والقول بغير هذا هو دعوة للتفرقة".
كما أن "الأسوأ من ذلك هو تشويه صورة الولاية، رغم أن سكانها من بين أكثر الجزائريين ترحيباً بالضيف"، مردفاً أن "الأغنية صدرت في وقت ربما أراد من خلاله صاحبها العودة إلى الساحة الفنية أو الظهور مجدداً".
"استحداث نقابة للفنانين"
ومضى قائلاً: "هذه الذهنيات مضى عليها الزمن، فكلمات هذه الأغنية كما لو كانت من عقود سابقة، غير أن الوضع الآن اختلف. فالذهنيات تطورت، والأصل أنه لا مكان للجهوية في بلادنا، وخلق هذه النزاعات والنعرات من مخلفات الاستعمار".
فيما ختم مشدداً على أنه "يوجد خيط رفيع بين الاعتزاز بالأصل والنسب والحي وغيرها، وبين التحريض على التفرقة وإلغاء الآخر. لهذا وجب الحذر"، مبيناً أنه "علينا التفكير أكثر من أي وقت مضى في ضرورة استحداث نقابة للفنانين لضبط هذه الممارسات".
يشار إلى أن هذه ليست المرة الأولى التي يتهم فيها مغنٍّ بنشر خطاب الكراهية. ففي تسعينيات القرن الماضي، أصدر مغني طابع "الشعبي" عبد المجيد مسكود أغنية بعنوان "العاصمة"، قال فيها إن "الزحف الريفي تسبب في مقدم الغرباء"، ما أثار ضجة واسعة حينها في البلاد غير أن الأمور لم تتطور أكثر من ذلك.