تنظم أكاديمية الفنون التقليدية، التابعة لمؤسسة مسجد الحسن الثاني بالدار البيضاء، يومي الأربعاء والخميس 23 و24 أبريل 2025، ملتقى علمياً دولياً تحت عنوان: «فنون الخط: التاريخ، الإبداع والوظيفة والنهضة».
سيجمع هذا اللقاء مجموعة من الباحثين والأكاديميين والمتخصصين القادمين من تركيا، والمملكة العربية السعودية، وتونس، والكويت، إضافةً إلى المغرب. كما سيشارك فيه ممثلون رفيعو المستوى عن منظمات دولية كمنظمة الإيسيسكو.
يُعد الخط، باعتباره تعبيراً فنياً وروحياً غنيّاً، من أبرز أوجه الحضارة العربية–الإسلامية. إذ حمل في طياته الكلمة الإلهية، فكان الوسيط الأول في نقل كتاب الله العزيز، مما جعله فناً مقدساً وضامناً لحفظ المعارف والفكر والعلوم الإسلامية. وتجاوز الخط مجرد كونه حركة يدوية إلى أن أصبح، عبر العصور، لغة جمالية وفكرية قائمة بذاتها.
وسيلقى "الخط المغربي" حيزاً خاصاً في هذا الملتقى، الذي يعد صورة واضحة عن الثروة الثقافية والفنية للمملكة. فهذا الأسلوب الذي تراكم عبر قرون من البحث والتنقيح، يتميز بأصالته وفرادته البصرية، وكان جسرًا يربط المغرب ببقية الأقطار الإسلامية الغربية، لا سيما الأندلس، مسهماً في تنشيط التبادل الثقافي والعلمي والديني والفني.
وفي عهد الملك محمد السادس شهد فن الخط نهضة غير مسبوقة، بفضل باقة من المبادرات والإنجازات الكبرى. فقد صدرت بتعليمات ملكية عليا إنشاء شعبة مخصصة للخط داخل أكاديمية الفنون التقليدية التابعة لمؤسسة مسجد الحسن الثاني بالدار البيضاء، وإطلاق عدة جوائز مرموقة من بينها جائزة محمد السادس للخط والزخرفة المغربية على الورق. وتهدف هذه الجوائز إلى تحفيز الإبداع، وتكريم التميّز، وضمان استمرارية هذا الفن النبيل.
وبالإضافة إلى الجلسات العلمية، ستنظم معرضاً لأعمال الخطّاطين وورشات تطبيقية بإشراف أساتذة بارزين وخبراء في الخط. وتهدف هذه الأنشطة إلى تقريب هذا الفن العريق من العامة، وتشجيع الأجيال الشابة على التعلّم والمساهمة في مواصلة مسيرته.
يطمح هذا الملتقى إلى جمع المختصين والخبراء والهواة والمحبين تحت هدفٍ واحد: إثراء وتثمين ونشر فن الخط بمختلف تجلياته، انطلاقاً من رؤية الملك محمد السادس في الحفاظ على التراث اللامادي للمملكة.