هذا ما تتطلبه الفلاحة البورية مع دخول مَنْزِلَةْ "البطين" في هذا التاريخ

هذا ما تتطلبه الفلاحة البورية مع دخول مَنْزِلَةْ "البطين" في هذا التاريخ صورة أرشيفية
تعتبر منزلة "البطين" خامس منزلة من مْنَازَلْ فصل الربيع خصوصا في السنوات الممطرة، والتي كان الفلاحون يستبشرون بقدومها خيرا، لأنها فترة نضج حبوب المزروعات من شعير وقمح، إلى جانب الفول والجلبانة والدرة.

إن أول يوم من دخول مَنْزِلَةْ "البطين" هو يوم 18 أبريل من كل سنة فلاحية ومدتها 13 يوما يث تنتهي يوم 30 أبريل.

ومما تدونه الأقوال المأثورة على لسان الفلاحين بعالمنا القروي بالمناطق البورية عن منزلة "البطين" قولهم: (إلَا دْخَلْ البطين، أدخُلْ الدرة بزُوجِينْ، أُو سَوَّلْ عْلَى الْحَصَّادْ فِينْ كَايَنْ) بمعنى انطلاق عملية تقليب التربة بالمحراث وزوج بهائم "إثنين من الدّواب" (بغل + حمار أو حمارين) لجر المحراث أثناء "تكراب" حقول الذرة البورية، وهي عملية تتعلق بقلب التربة المحيطة بجنبات أغصانها، وإزالة النباتات الطفيلية التي تضايق نموها.

ومن المعلوم أن أغصان نباتات الدرة البورية والبلدية تزامنا مع دخول منزلة "البطين"، تتطلب عملية "التَّكْرَابْ" بواسطة المحراث الخشبي التقليدي عوض "التْكَرْبِيلْ" بواسطة "الْعَتْلَةْ" التي كان العمل بواسطتها شاقا ويتطلب مجهودا عضليا قويا، فضلا على أنها مكلفة وكانت تتطلب وقتا طويلا.

يشار إلى أن المقصود من معنى قول: "سَوَّلْ عْلَى الْحَصَّادْ فِينْ كَايَنْ" فإنه خلال هذه المنزلة تبدأ حقول حبوب الشعير والقطاني بالنضج حيث يبدأ الفلاح في الاستعداد والتفكير في موسم الحصاد.

ونظرا لأن منزلة "البطين" هي جزء من شهر أبريل فقد وصفه الفلاح بقوله : "شْهَرْ أبرِيلْ جَبَّادْ الْغَمْرَةْ مَنْ قَاعْ الْبِيرْ" وقول: "فِي شْهَرْ أبْرِيلْ يَتَّفْرَزْ الْكَمْحْ مَنْ الشْعِيرْ"