قراءات في كتب: من النص النظري إلى التفاعل المعرفي

قراءات في كتب: من النص النظري إلى التفاعل المعرفي جانب من اللقاء
في أجواء فكرية رصينة ومفعمة بالحوار الأكاديمي، احتضن المركز الجهوي لمهن التربية والتكوين – فرع تطوان يوم الجمعة 18 أبريل 2025، لقاء تربويا نوعيا ضمن فعاليات الأسبوع التكويني التكميلي لفائدة الأستاذات والأساتذة المتدربين، واستهدف تقريبهم من أدبيات البحث التربوي وعلم النفس الاجتماعي ومنهجيات التحليل، من خلال قراءة في ثلاثة أعمال علمية حديثة، تحت إشراف وتأطير: الدكتور عبد الواحد الفقيهي والدكتور محمد بنيعيش، وتسيير الأستاذ عبد السلام الجعماطي

المحاور الأساسية للقاء:

الكتاب الأول: "منهجية البحث وتحليل المضمون" – د. أحمد أوزي.. تناول خلاله الدكتور عبد الواحد الفقيهي الأبعاد التطبيقية لمنهجية البحث التربوي، مركزًا على:
خطوات صياغة الموضوع والإشكالية، بناء الفرضيات، واختيار المنهج..ثم تحليل المضمون كأداة نوعية لفهم الإنتاجات التربوية.. وقدم قراءة نقدية في مدى ملاءمة محتويات الكتاب لاحتياجات الباحث الميداني داخل السياق المغربي.

الكتاب الثاني: "البحث التدخلي: علوم، تنمية، ديمقراطية" – د. خالد الأندلسي.. عرض فيه الدكتور الفقيهي ملامح البحث التدخلي باعتباره نهجا علميا تشاركيا، ينطلق من الواقع ويعود إليه بالفعل والتحول، مبرزا: خصوصيته المنهجية وأهميته في تطوير الممارسة المهنية، وقيمته الديمقراطية والمعرفية في بناء التغيير داخل الحقل التربوي.

الكتاب الثالث: "مدخل إلى علم النفس الاجتماعي" – د. محمد ابن يعيش.. وقد تطرق إليه مؤلفه أيضا، مبينا كيف أن هذا الكتاب يعد مدخلا بيداغوجيا لفهم سلوك الأفراد في سياق الجماعة، ومفسرا لعدد من الظواهر التربوية (الجماعة. المتمثلات. الصورة النمطية...) التي تظهر داخل القسم أو المؤسسة التعليمية.

عرف اللقاء تفاعلا نوعيا من طرف المتدربين، حيث طرحت أسئلة عميقة حول علاقة النظرية بالممارسة، وحول دور الباحث التربوي في إنتاج المعرفة. وتم التأكيد على أهمية الاطلاع المبكر على أدبيات البحث العلمي، وعدم الاكتفاء بالمقاربة الإجرائية، بل ربطها بالسياق الفكري والنفسي والاجتماعي.

شكلت هذه القراءات لحظة علمية نوعية أعلت من قيمة الكتاب كأداة للتكوين، وربطت بين الورق والممارسة، بين النظرية والتحليل، وبين التأمل والميدان. كما فتحت شهية المتدربين لاكتشاف الكتابات التربوية والمنهجية بلغة نقدية ووعي متبصر.