المخرج يوسف المدخر : الفيلم السينمائي "زاز" يمزج الكوميديا بالدراما والتشويق

المخرج يوسف المدخر : الفيلم السينمائي "زاز" يمزج الكوميديا بالدراما والتشويق المخرج يوسف المدخر(يمينا) وبطل الفيلم الفنان عبدو الشامي
إنتهى المخرج "يوسف المدخر" مؤخرا من تصوير فيلمه السينمائي الطويل "زاز"، وهو الآن في مرحلة التوضيب استعدادا لعرضه في القاعات السينمائية المغربية. 
وترتكز فكرة الفيلم حول حكاية شخصية عفوية تُدعى "زاز" يعيش حياة بسيطة مع زوجته، لكن تتغير حياته رأسا على عقب، بعد انتشار مقطع فيديو له وهو ينتقد أحد البرلمانيين، ليجد نفسه فجأة في دائرة الأضواء والشهرة على منصات وسائل التواصل الاجتماعي ويعيش العديد من المواقف الطريفة والأحداث المؤثرة بعد بروز نزاعات بينه وبين زوجته وأبيه وتعقبه من طرف الشرطة بتهمة خطيرة.
في هذا الحوار الحصري مع موقع "
أنفاس بريس"، يكشف مخرج فيلم "زاز" عن تفاصيل خاصة بنوعية الفيلم وتيمته الرئيسية وطريقته في تناولها سينمائيا والوجوه الفنية المشاركة في الفيلم.
 
 ماهي نوعية فيلم "زاز" ؟ 
الفيلم ينتمي لنوعية "دراما _ كوميدي" ولا يخلو من عناصر أفلام التشويق البوليسي، لكنه يركز على البعد الإنساني في القصة العامة والمواقف الساخرة، بحكم أنه يتعرض لتأثير وسائل التواصل الاجتماعي على حياتنا بشكل كوميدي. 
كان التنقل بين الكوميديا والدراما والتشويق البوليسي مهمة تتطلب مجهودا كبيرا، لكنها كانت مثيرة للغاية، بحكم أني كنت أثق في السيناريو واخترت أيضا كاستينغ مناسب لهذه النوعية من الأفلام، حيث شارك في الفيلم ممثلون من أجيال مختلفة ونجوم لهم حضور قوي على الساحة الفنية.
 
 كيف جاءت فكرة الاشتغال على فيلم الزاز ؟
 الفكرة هي للفنان عبدو الشامي بطل الفيلم، واشتغل معه في تطوير السيناريو والحوار الإعلامي والسيناريست رشيد صفـَر وأنا أكيد أن الفكرة تحمل رسالة قوية، تتعلق بالشهرة وأثرها على الشخصيات العادية في المجتمع. أعجبتني الفكرة لأنها لا تركز على نقد وسائل التواصل الاجتماعي بشكل سطحي، بل تطرح تساؤلات عن "الشهرة الزائفة" ومدى تأثيرها في حياة الأفراد. الرؤية الإخراجية كانت تهدف إلى تقديم هذا الموضوع بأسلوب ساخر و واقعي، بحيث يشعر المشاهد بأن هذه الأحداث قد تحدث للعديد من الناس في حياتهم اليومية، و هذه العناصر جعلت العمل على إنجاز  الفيلم ممتعا ومؤثرا، حيث تتعقد الأحداث مع توالي المشاهد، عندما يكتشف "زاز" أن الشهرة قد تكون مجرد فخ يخفي وراءه صراعات مع المحيطين به. في الوقت ذاته، يعتمد الفيلم على عنصر المفاجأة والتشويق، ليجعل المتلقي مندمجا ومنجذبا لهذه الفرجة السينمائية طوال مدة الفيلم، وهذا رهان اشتغلت بدقة وعناية على تحقيقه في السرد البصري للفيلم.

 بما أن الفيلم يدمج الكوميديا مع الدراما والتشويق البوليسي ماهي التحديات التي وجدتها في الربط على مستوى الإخراج بين عناصر هذا الفيلم ؟
 بعد قراءتي للسيناريو مرات عديدة، قررت الاشتغال على تحويل النص إلى سرد بصري وفي للفكرة من خلال خلق التوازن بين الضحك والسخرية السوداء، مع التأكيد على عواقب الشهرة وتأثيراتها النفسية. كان التحدي الأكبر هو كيفية الانتقال بسلاسة بين لحظات الكوميديا والدراما دون أن يشعر المشاهد أن هناك قفزا غير منطقي من حدث لآخر. لذلك، اعتمدت على تقديم الكوميديا بشكل هادف، مع إدخال لمسات درامية ستجعل المشاهد يعيد التفكير في المواقف التي قد يظن أنها مجرد ترفيه في بداية الأمر.
وبحكم أن الجمهور المغربي يعشق الفرجة التي تنبني على قوة القصة والمواقف التي تمس الحياة الواقعية، فأنا جد راض عن فكرة الفيلم وأسلوب الاخراج، والأداء الذي أبان فيه الممثلون عن انضباطهم المتميز للسيناريو والحوار والإخراج وقوة تشخيصهم لأحداث هذه الفرجة السينمائية.
 
في نظرك هل سيحقق الفيلم نجاحا مع المنافسة القوية التي يعرفها قطاع السينما خصوصا الأفلام التجارية ؟
أنا متفائل جدا بأن الفيلم سيحظى بمتابعة جيدة، لأنه يقدم مزيجا من الكوميديا السوداء والدراما الاجتماعية، في سياق معالجة موضوع الشهرة و وسائل التواصل الاجتماعي وهو أسلوب يتماشى مع اهتمامات الشباب المغربي وكل أفراد العائلة وكذا المهتمين بالسينما المغربية.. 
كما أن اختياري لنجوم و وجوه شابة، لتقمص أدوار الفيلم، سيزيد من جاذبيته للجمهور. الفيلم ليس فقط للضحك، بل أيضا لإثارة التفكير حول بعض القضايا الاجتماعية.
 
 متى سيخرج الفيلم للقاعات السينمائية ؟
قبل أن أجيب عن هذا السؤال أوجه الشكر  لعناصر الفريق التقني والفني للفيلم، الذين رافقوني في كل مراحل إنجاز هذه الفرجة السينمائية.
الفيلم سيكون جاهزا للعرض في القاعات قريبا. وسنعلن عن تاريخ العرض، في ندوة صحفية في غضون الأيام القليلة القادمة.
ونحن متأكدون أن الجمهور سيستمتع بتجربة سينمائية غنية بالمواقف الكوميدية الساخرة والأبعاد الإنسانية والتشويق.