تفوقت الواقعية التي لعب بها فريق اتحاد الفتح الرياضي على طموح منافسه النهضة البركانية، ومنحته لقبه السادس في كأس العرش وذلك بفوزه عليه بهدفين نظيفين في المباراة النهائية لنيل لقب الموسم الرياضي 2013-2014، التي جمعت بينهما عصر اليوم الثلاثاء، على أرضية ملعب المجمع الرياضي الأمير مولاي عبد الله بالرباط.
وسجل هدفي فريق اتحاد الفتح الرياضي، الذي خاض اليوم النهائي الثامن في مشواره الرياضي كل من محمد الناهيري ومراد باتنة على التوالي في الدقيقتين 44 و49، وقادا الفريق الرباطي إلى ترصيع خزانته بلقب سادس أضافه إلى ألقابه السابقة والتي حققها سنوات 1967 و1973 و1976 و1995 و2010 وتساوى بالتالي مع فريق الكوكب المراكشي. أما فريق النهضة البركانية، ففشل في قطف باكورة ألقابه في هذه المسابقة بعدما خاض اليوم ثاني نهاية في مشواره الرياضي بعد الأولى التي خسرها سنة 1987 بثلاثية نظيفة أمام فريق الكوكب المراكشي.
وجاءت أطوار هذا اللقاء، الذي أقيم في غمرة احتفالات الشعب المغربي بالذكرى ال59 لعيد الاستقلال وأداره طاقم تحكيم بقيادة رشيد بولحواجب (حكم رئيسي) بمساعدة يوسف مبروك (مساعد أول) وعبد الله إنسيس (مساعد ثان) وجميعهم من عصبة عبدة دكالة لكرة القدم، متوسطة تقنيا لكنها قوية تكتيكيا. فقد عمل أشبال المدرب وليد الركراكي على فرض أسلوب لعبهم منذ الوهلة الأولى وحاولوا السيطرة على مجريات اللعب وامتصاص حماس لاعبي الفريق البركاني، وهو النهج الذي نجح فيه أصدقاء العميد محمد الشيحاني إلى أبعد الحدود. وعلى الرغم من خلو المباراة من فرص واضحة وصريحة للتهديف، فإن الأجواء الاحتفالية والحضور الجماهيري الكبير (أزيد من 40 ألف متفرج) وحماس اللاعبين واندفاعهم بحثا عن تدوين أسمائهم في سجل هدافي الكأس الغالية، كلها عناصر شدت انتباه عشاق ومحبي الفريقين المتباريين إلى حين الصافرة النهائية.
وفي الوقت الذي كان فيه الجمهور الحاضر ينتظر انتهاء الشوط الأول كما بدأ بلا غالب ولا مغلوب، باغث محمد الناهيري، مدافع فريق اتحاد الفتح الرياضي، الجميع بتوقيعه الهدف الأول في الدقيقة 44 من كرة ثابتة سددها قوية ومركزة في الزاوية اليمنى للحارس منير لمرابط مستفيدا من خطإ على مستوى جدار التغطية. وفي الوقت الذي حاولت فيه العناصر البركانية مع بداية الشوط الثاني العودة في نتيجة اللقاء، فاجأ المارد مراد باتنة دفاع الفريق البركاني ومعه الحارس لمرابط بتسديدة يسارية غاية في الروعة استقرت الكرة على إثرها في الركن الأيسر موقعا هدف الاطمئنان لفريقه. واندفع أشبال الإطار الوطني عبد الرحيم طاليب نحو معترك الفريق الرباطي في محاولة منهم لتقليص الفارق والإبقاء بالتالي على حظوظهم من خلال تنويع محاولاتهم بين التسديد من بعيد والتسرب عبر الأجنحة، لكنهم اصطدموا بفريق رباطي منظم تعامل مع مجريات اللقاء بذكاء كبير وعرف كيف يستغل تجربته وخبرته في مثل هذه المناسبات.