ـ لماذا يهرب الجمع العام لجمعية الأعمال الإجتماعية لموظفي وزارة الثقافة إلى مركز اصطياف مدينة بوزنيقة؟ هل ضاقت بنا مدينة الرباط بما رحبت؟ أم أن القاعات التابعة لوزارة الثقافة سواء في مقرها الرئيسي أو خارجه لم تعد تتسع لموظفي هذا القطاع؟ لماذا اختار منظمو هذا الجمع العام الإبتعاد عن الوزارة؟ أليس من الأجدر بموظفي القطاع أن يناقشوا مشاكلهم في وزارتهم بدلا من اللجوء إلى مكان قصي؟
ـ لماذا تمت برمجت هذا الجمع العام في يوم 24 مارس 2025 الموافق لـ 23 رمضان 1446 هجرية؟ وكأن موظفي هذا القطاع ليسوا مسلمين وليس من حقهم أن يلتمسوا نفحات مباركة في العشر الأواخر من رمضان، ولماذا برمج الجمع في أول يوم من الرجوع للمدارس بعد عطلة مدرسية أليس للموظفين أبناء متمدرسون؟
برمجت أشغال الجمع العام لجمعية الأعمال الإجتماعية لموظفي وزارة الثقافة من الخامسة مساء حتى منتصف الليل، أي تحت جنح الظلام ولا يحتمي بالظلام ويلجأ لمكان قصي إلا من كان يقوم بعمل غير قانوني. لماذا يتوارى منظمو هذا الجمع العام من واضحة النهار، ولا يتوارى من نور الشمس إلا الكائنات الطفيلية التي تقتات على دماء ضحاياها؟
يوجد من بين موظفي قطاع الثقافة نسبة كبيرة من النساء هنّ عضوات بالجمعية المذكورة وهن في نفس الوقت أمهات وزوجات، وجدن أنفسهن أمام مفاضلة غريبة بين الاستفادة من حقهن في حضور الجمع العام وانتخاب أعضاء المكتب الجديد، و بين المكوث مع أسرهن في ليلة مفترجة، فأي زوج مغربي سيسمح لزوجته بالغياب عن بيتها من الخامسة مساء إلى ما بعد منتصف الليل؟ حتى وإن كانت حجتها ظروف العمل، فالجمع العام ينعقد خارج أوقات العمل وهذا إقصاء متعمد وممنهج ضد فئة عريضة من الموظفات والأطر النسائية بوزارة الثقافة وتمييز عنصري لا غبار عليه".
وزع الرئيس المنتهية ولايته دعوات لحضور الجمع العام على فئة من الموظفين وأقصى فئة أخرى خاصة من الأطر العليا ومن خريجي المعاهد التابعة لوزارة الثقافة رغم عضويتهم في الجمعية، ورغم أن الجمعية تحمل أسم موظفي وزارة الثقافة دون استثناء أو تمييز، فهل اعتبر السيد الرئيس المنتهية صلاحيته أن حضور الجمع العام هو فرض كفاية وليس فرض عين كما في صلاة الجنازة؟ و ما هذا الجمع إلا صلاة جنازة على هذه الجمعية المنتهية الصلاحية منذ مدة ليست بالقصيرة، أم أنه أقصى الأطر تفاديا للجدال والنقاش والمحاسبة خاصة وأن الجمع ينعقد في رمضان وهو صائم ولا قدرة له على الرد على الأسئلة المحرجة، فكفى نفسه وكفى أعضاء المكتب المنتهية صلاحيته جدالا لا جدوى منه، وأجل الحساب إلى يوم الحساب.
ماذا كان سيتغير لو تأجل الجمع العام إلى ما بعد عيد الفطر وانعقد بقلب الوزارة؟ أكيد أن عدد الحضور سيكون أكبر والنقاش سيحتدم، وشكايات الموظفين التي لم تلقى ردا ستطغى على الجمع، وسيكون الحاضرون في كامل لياقتهم البدنية وهذا من شأنه أن يجر المكتب المنتهية صلاحيته إلى ما لا تحمد عقباه.
إن لسان حال هذا الإعلان عن الجمع العام لجمعية الأعمال الإجتماعية لموظفي وزارة الثقافة يخاطبنا بالقول:
أيها الموظفون إنكم مدعوون إلى جمع عام لتجديد مكتب جمعية تحمل اسمكم ولكن حضوركم غير مرحب به، فامكثوا في بيوتكم اهتموا بأسركم وصلوا صلواتكم، واتركوا للثلة التي نصبت نفسها وصية عليكم أن تعقد جمعا عاما صوريا مهربا وتصوت على مكتب معد سلفا، وهي كفيلة بأن تفصل لكم قانونا على مقاسكم وليس عليكم سوى أن تلبسوا ما فصل لكم حتى وإن كان كفنا.
لا نحتاج لا لمقترحاتكم ولا نقاشاتكم ولا يتسع صدرنا لانتقاداتكم ولا معاناتكم مع المكاتب السابقة، فقط أعيرونا صفتكم نزين بها اسم الجمعية حتى تصرف لها المنحة من الوزارة الوصية واتركوا لنا صلاحية التصرف فيها بلا حسيب ولا رقيب، واحمدوا الله اننا نجود عليكم ببعض الفتات في مناسبات معينة، لا تزعجوا أنفسكم بالتنقل ليلا إلى مدينة بوزنيقة، ناموا واحلموا وأبشروا بسنوات عجاف أسوء من التي مضت.
أما أنتم أيتها الأطر العليا من خريجي المعاهد التابعة لوزارة الثقافة، أنتم محجور على آرائكم لعدم الأهلية، فالثلة المحظية المرضية لا تعترف بشرعيتكم ولا بأحقيتكم في المساهمة في تدبير شؤون جمعية الأعمال الاجتماعية.
أما أنت أيها المتقاعد من وزارة الثقافة "فمت – قاعدا" فجمعية الأعمال الإجتماعية لا تدرجك ضمن أعضاءها ولا يحق لك حتى الفتات الذي يرمى للموظف.
وأخيرا أبشروا، ستبقى دار لقمان على حالها وقد تصبح أسوء من ذي قبل، ما لم تنتفضوا وتوقفوا العبث بحقوقكم، إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم وحسبنا الله ونعم الوكيل.