سعيد عاتيق: مهمة اليسار الوحيدة اليوم

سعيد عاتيق: مهمة اليسار الوحيدة اليوم سعيد عاتيق
باتت الأحزاب السياسية المغربية في مجملها مجرد دكاكين تفتح أبوابها على أعتاب كل مرحلة انتخابية، وباتت في مجملها عبئا ثقيلا على المواطنين والدولة نفسها مادامت تتسم  بالتكلس والجمود ولا تقدم حلولا ولا مبادرات جريئة ولا تترافع على قضايا الأمة داخل البرلمان والأنكى والأمر أن تصوت ضدا على مصلحة البلاد والعباد بتبني قوانين وتشريعات تمس بنود الدستور وهو أسمى وثيقة والسند المتين الذي تنبثق منه كل القوانين والمحدد الرئيسي لهاته القوانين المفروض فيها ألا تزيغ عن قواعده الأساسية.
 
وتبقى الأحزاب ذات المرجعية اليسارية دون أثر رغم تملكها الشرعية التاريخية والتصاق  بعضها بقضايا الشعب لكن محدودية التمثيلية البرلمانية جد محدودة حد العدم وهذا راجع طبعا لأسباب كثيرة لكن يبقى عدم تكثيف مجهوداتها "أي هذه الأحزاب اليسارية " في الدفع بالمواطنين من أجل التسجيل في اللوائح الإنتخابية والمشاركة المكثفة هو تقصير لا مبرر له  بصفة عامة فضلا على التشتت الذي أحكم قبضته على إرادة التحرر من "الأنا"  لهذا اليسار المشبع بالإعتلالات.

لهذا، فإن ورش حث المواطنين على التسجيل في اللوائح الإنتخابية والمشاركة المكثفة هو واجب بل فرض عين على اليسار  إن كان لهذا اليسار الرغبة في حلحلة الوضع المتأزم والقفز على التباكي اللامتناهي وتخطي الإحتجاج السرمدي.

إن تسليط الضوء على واجب اليسار في حمل المواطنين والمواطنات بضرورة التسجيل في اللوائح الإنتخابية والمشاركة المكثفة في الإقتراع هي مهمة تتعلق بدور الأحزاب السياسية المغربية دون استثناء لكن الأحزاب ذات المرجعية اليسارية يبقى عليها الوزر الثقيل إن لم تتفرغ لهذه "المهمة/ الواجب" في تعزيز المشاركة السياسية من خلال حث المواطنين على التسجيل في اللوائح الانتخابية والمشاركة الفعّالة في العملية الديمقراطية لأن غيرها من الأحزاب ليس في مصلحتها هذا الأمر مادامت تحصد الأصوات وتحظى بالمقاعد التي تبوؤها المجالس المنتخبة وتتربع داخل البرلمان بأريحية بالطرق والأساليب اللاقانونية.
 
التسجيل في اللوائح الانتخابية يُعتبر خطوة أساسية لضمان حق المواطن في التصويت والمشاركة في اتخاذ القرارات التي تؤثر على مستقبل البلاد فبدون التسجيل يُحرم المواطن من هذا الحق الدستوري مما يقلل من تمثيلية مختلف فئات المجتمع في المؤسسات المنتخبة.
 
إن الأحزاب ذات المرجعية اليسارية مسؤولية خاصة في توعية المواطنين بأهمية المشاركة السياسية، نظراً لإلتصاقها التاريخي بقضايا الشعب وسعيها لتحقيق العدالة الاجتماعية. ومع ذلك، فإن محدودية التمثيلية البرلمانية لبعض هذه الأحزاب، مثل فيدرالية اليسار الديمقراطي قد ترجع إلى عدة عوامل من بينها:
قد يكون هناك تقصير في حملات توعية المواطنين بأهمية التسجيل في اللوائح الانتخابية والمشاركة في الانتخابات.
التشتت الداخلي إذ يعاني تيار اليسار من تشتت في الرؤى والأهداف مما يضعف قدرته على التأثير وجذب الناخبين.

إن الورش الكبير يتمثل في حملات توعية مكثفة: تنظيم ورش عمل وندوات في مختلف المناطق، خاصة في الأحياء الشعبية والمناطق الريفية لتوعية المواطنين بأهمية التسجيل والمشاركة الانتخابية.

استخدام وسائل التواصل الاجتماعي باستغلال المنصات الرقمية لنشر محتوى توعوي يشجع الشباب والفئات غير المسجلة على التسجيل والمشاركة.

التعاون مع المجتمع المدني في إطار الشراكة مع الجمعيات والمنظمات غير الحكومية لتنظيم حملات مشتركة تهدف إلى زيادة نسبة التسجيل والمشاركة.
 
بتكثيف هذه الجهود يمكن للأحزاب اليسارية تعزيز حضورها وتأثيرها في المشهد السياسي المغربي وضمان تمثيلية أوسع للفئات التي تسعى للدفاع عن حقوقها ومصالحها.

ونحن اليوم على أهبة الإنتخابات التشريعية فلا موضوع يعلو على هذا الموضوع وإلا نقول وبكل مسؤولية :
كفى من البيانات النارية وكفى من اللوم من أجل اللوم وكفى من المعارك التقليدية...

راااه المعقول هو إقناع الناس بمدى دورهم في قلب الموازين وفقا لبنود الدستور وروح كل القوانين وإلا سنبقى نجتر سمفونيات الثورة البلشفية فقط في الكرى أو خلسة مختلس.