زين العابدين الوالي: علينا كسر الصّمت الدولي ضد فظاعات ارتكبت ضد الصّحراويين فـي جنوب الجزائر

زين العابدين الوالي: علينا كسر الصّمت الدولي ضد فظاعات ارتكبت ضد الصّحراويين فـي جنوب الجزائر زين العابدين الوالي، رئيس المنتدى الإفريقي للأبحاث والدراسات في حقوق الإنسان
ما‭ ‬تزال‭ ‬انتهاكات‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬التي‭ ‬يتعرض‭ ‬لها‭ ‬الصحراويون‭ ‬في‭ ‬جنوب‭ ‬الجزائر،‭ ‬خاصة‭ ‬في‭ ‬مخيمات‭ ‬تندوف،‭ ‬تشكّل‭ ‬جرحًا‭ ‬مفتوحًا‭ ‬في‭ ‬الضمير‭ ‬الإنساني،‭ ‬وسط‭ ‬صمت‭ ‬دولي‭ ‬مستمر‭. ‬هذه‭ ‬الجرائم،‭ ‬التي‭ ‬تتراوح‭ ‬بين‭ ‬الاحتجاز‭ ‬القسري،‭ ‬والتعذيب،‭ ‬والقمع‭ ‬السياسي،‭ ‬والاختفاء‭ ‬القسري،‭ ‬تتم‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬غياب‭ ‬آليات‭ ‬المحاسبة،‭ ‬ممّا‭ ‬يطرح‭ ‬تساؤلات‭ ‬حول‭ ‬دور‭ ‬المنظمات‭ ‬الدولية‭ ‬وصمت‭ ‬المجتمع‭ ‬الدولي‭ ‬إزاء‭ ‬هذه‭ ‬الانتهاكات‭.‬‮ ‬

وتشير‭ ‬تقارير‭ ‬حقوقية‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬الصحراويين‭ ‬في‭ ‬مخيمات‭ ‬تندوف‭ ‬يعيشون‭ ‬تحت‭ ‬سيطرة‭ ‬جبهة‭ ‬البوليساريو‭ ‬في‭ ‬ظلّ‭ ‬ظروف‭ ‬قاسية‭ ‬من‭ ‬القمع‭ ‬والاضطهاد‭. ‬وكلّ‭ ‬من‭ ‬يجرؤ‭ ‬على‭ ‬معارضة‭ ‬سياسة‭ ‬الجبهة‭ ‬أو‭ ‬يطالب‭ ‬بحقه‭ ‬في‭ ‬التنقل‭ ‬أو‭ ‬التعبير‭ ‬يُزج‭ ‬به‭ ‬في‭ ‬المعتقلات،‭ ‬حيث‭ ‬يتعرض‭ ‬للسّجن‭ ‬التّعسفي‭ ‬والتعذيب‭ ‬الوحشي‭. ‬منظمات‭ ‬دولية،‭ ‬مثل‭ ‬هيومن‭ ‬رايتس‭ ‬ووتش‭ ‬والعفو‭ ‬الدولية،‭ ‬وثّقت‭ ‬حالات‭ ‬تعذيب‭ ‬داخل‭ ‬مراكز‭ ‬الاحتجاز‭ ‬في‭ ‬تندوف،‭ ‬حيث‭ ‬يُعامل‭ ‬المعتقلون‭ ‬بوحشية‭ ‬مفرطة،‭ ‬تصل‭ ‬إلى‭ ‬حدّ‭ ‬الإعدام‭ ‬خارج‭ ‬نطاق‭ ‬القانون‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬الحالات‭.‬‮ ‬

وتعاني‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬العائلات‭ ‬الصحراوية‭ ‬من‭ ‬ظاهرة‭ ‬الاختفاء‭ ‬القسري،‭ ‬حيث‭ ‬يختفي‭ ‬أقاربهم‭ ‬دون‭ ‬أي‭ ‬أثر‭ ‬بعد‭ ‬اعتقالهم‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬عناصر‭ ‬البوليساريو‭ ‬أو‭ ‬المخابرات‭ ‬الجزائرية‭. ‬بعض‭ ‬هؤلاء‭ ‬المختفين‭ ‬يظهر‭ ‬بعد‭ ‬سنوات‭ ‬في‭ ‬مقابر‭ ‬جماعية،‭ ‬بينما‭ ‬يُعتقد‭ ‬أن‭ ‬آخرين‭ ‬لا‭ ‬يزالون‭ ‬محتجزين‭ ‬في‭ ‬سجون‭ ‬سرّية‭ ‬تحت‭ ‬سيطرة‭ ‬الميليشيات‭ ‬المسلّحة‭.‬

ويُمنع‭ ‬الصحراويون‭ ‬في‭ ‬مخيمات‭ ‬تندوف‭ ‬من‭ ‬مغادرتها‭ ‬بحرية،‭ ‬إذ‭ ‬يحتاجون‭ ‬إلى‭ ‬تصاريح‭ ‬خاصّة‭ ‬تخضع‭ ‬لمزاج‭ ‬قادة‭ ‬البوليساريو،‭ ‬وعلاوة‭ ‬على‭ ‬ذلك،‭ ‬يتم‭ ‬استغلال‭ ‬اللاّجئين‭ ‬الصّحراويين‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬تجار‭ ‬البشر،‭ ‬حيث‭ ‬تشير‭ ‬تقارير‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬بعضهم‭ ‬يُجبر‭ ‬على‭ ‬العمل‭ ‬القسري،‭ ‬بينما‭ ‬يتم‭ ‬تجنيد‭ ‬الأطفال‭ ‬الذين‭ ‬ينتهي‭ ‬يهم‭ ‬المطاف‭ ‬في‭ ‬الجماعات‭ ‬المسلحة‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬الساحل‭ ‬والصحراء‭.‬
 
‬استغلال‭ ‬الأطفال‭ ‬بتواطؤ‭ ‬جزائري
إحدى‭ ‬الظواهر‭ ‬الأكثر‭ ‬خطورة‭ ‬التي‭ ‬تفاقمت‭ ‬في‭ ‬السنوات‭ ‬الأخيرة‭ ‬هي‭ ‬استغلال‭ ‬الأطفال‭ ‬الصحراويين‭ ‬تحت‭ ‬غطاء‭ ‬برامج‭ ‬زائفة‭ ‬مثل‭ ‬ما‭ ‬يسمى‭ ‬“عطل‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬السلام”،‭ ‬وهو‭ ‬برنامج‭ ‬ظاهريًا‭ ‬يهدف‭ ‬إلى‭ ‬إرسال‭ ‬الأطفال‭ ‬الصحراويين‭ ‬إلى‭ ‬دول‭ ‬أوروبية،‭ ‬وخاصة‭ ‬إسبانيا‭ ‬وإيطاليا،‭ ‬لقضاء‭ ‬عطلة‭ ‬الصيف‭ ‬بعيدًا‭ ‬عن‭ ‬ظروف‭ ‬المخيمات‭ ‬القاسية‭. ‬غير‭ ‬أن‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬التقارير‭ ‬كشفت‭ ‬عن‭ ‬استغلال‭ ‬هذا‭ ‬البرنامج‭ ‬كغطاء‭ ‬لعمليات‭ ‬تبنٍّ‭ ‬غير‭ ‬شرعية‭ ‬واتجار‭ ‬بالبشر،‭ ‬حيث‭ ‬يتم‭ ‬إرسال‭ ‬الأطفال‭ ‬إلى‭ ‬عائلات‭ ‬أجنبية‭ ‬دون‭ ‬ضمان‭ ‬حقهم‭ ‬في‭ ‬العودة،‭ ‬وأحيانًا‭ ‬دون‭ ‬علم‭ ‬أهاليهم‭.‬

‮هذا‭ ‬البرنامج‭ ‬الذي‭ ‬بدأ‭ ‬في‭ ‬الثمانينات‭ ‬كوسيلة‭ ‬لكسب‭ ‬تعاطف‭ ‬الرأي‭ ‬العام‭ ‬الأوروبي‭ ‬مع‭ ‬قضية‭ ‬البوليساريو،‭ ‬تحول‭ ‬تدريجيًا‭ ‬إلى‭ ‬تجارة‭ ‬مربحة‭ ‬لبعض‭ ‬القيادات‭ ‬المتنفذة‭ ‬في‭ ‬الجبهة،‭ ‬حيث‭ ‬يتم‭ ‬إرسال‭ ‬مئات‭ ‬الأطفال‭ ‬الصحراويين‭ ‬سنويًا‭ ‬إلى‭ ‬أوروبا‭ ‬دون‭ ‬آليات‭ ‬رقابة‭ ‬حقيقية‭. ‬وفي‭ ‬حالات‭ ‬كثيرة،‭ ‬لم‭ ‬يتمكن‭ ‬بعض‭ ‬الأطفال‭ ‬من‭ ‬العودة‭ ‬إلى‭ ‬المخيمات،‭ ‬إذ‭ ‬تم‭ ‬إدماجهم‭ ‬قسرا‭ ‬في‭ ‬عائلات‭ ‬أجنبية،‭ ‬بل‭ ‬وتم‭ ‬تغيير‭ ‬هوياتهم،‭ ‬مما‭ ‬حوّلهم‭ ‬إلى‭ ‬ضحايا‭ ‬لفقدان‭ ‬الهوية‭ ‬والانتماء‭ ‬الثقافي‭.‬

التقارير‭ ‬الدولية‭ ‬تحدثت‭ ‬عن‭ ‬وقائع‭ ‬مقلقة‭ ‬مرتبطة‭ ‬بهذا‭ ‬البرنامج،‭ ‬حيث‭ ‬أُجبر‭ ‬بعض‭ ‬الأطفال‭ ‬على‭ ‬البقاء‭ ‬في‭ ‬أوروبا‭ ‬دون‭ ‬أي‭ ‬وسيلة‭ ‬للاتصال‭ ‬بذويهم،‭ ‬وتم‭ ‬استغلال‭ ‬بعضهم‭ ‬في‭ ‬أعمال‭ ‬غير‭ ‬مشروعة‭. ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬ذلك،‭ ‬كشف‭ ‬بعض‭ ‬النّاجين‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬البرامج‭ ‬عن‭ ‬تعرّضهم‭ ‬لاستغلال‭ ‬جنسي‭ ‬أو‭ ‬عمالة‭ ‬قسرية‭ ‬داخل‭ ‬البيوت‭ ‬التي‭ ‬تمّ‭ ‬إرسالهم‭ ‬إليها‭.‬

الأمر‭ ‬الأكثر‭ ‬إثارة‭ ‬للقلق‭ ‬هو‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬الأنشطة‭ ‬تجري‭ ‬بتواطؤ‭ ‬جهات‭ ‬داخل‭ ‬الجزائر‭ ‬وجبهة‭ ‬البوليساريو،‭ ‬التي‭ ‬تعتبر‭ ‬هؤلاء‭ ‬الأطفال‭ ‬بمثابة‭ ‬“سفراء”‭ ‬للقضية،‭ ‬بينما‭ ‬يتم‭ ‬في‭ ‬الواقع‭ ‬بيعهم‭ ‬بشكل‭ ‬غير‭ ‬مباشر‭ ‬تحت‭ ‬غطاء‭ ‬برامج‭ ‬إنسانية‭. ‬بعض‭ ‬الأطفال‭ ‬الذين‭ ‬تم‭ ‬تهريبهم‭ ‬إلى‭ ‬أوروبا‭ ‬لم‭ ‬يتمكنوا‭ ‬من‭ ‬استعادة‭ ‬أصولهم‭ ‬وهوياتهم،‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬تم‭ ‬تغيير‭ ‬وثائقهم‭ ‬وتسجيلهم‭ ‬كلاجئين‭ ‬أو‭ ‬كأطفال‭ ‬متبنين،‭ ‬ما‭ ‬يجعل‭ ‬إمكانية‭ ‬استرجاعهم‭ ‬شبه‭ ‬مستحيلة‭.‬
 
الاتجار‭ ‬في‭ ‬البشر‭ ‬وصمت‭ ‬دولي‭ ‬
في‭ ‬بعض‭ ‬الحالات،‭ ‬اعترفت‭ ‬عائلات‭ ‬في‭ ‬إسبانيا‭ ‬وإيطاليا‭ ‬بأنهم‭ ‬تلقوا‭ ‬أطفالًا‭ ‬من‭ ‬المخيمات‭ ‬دون‭ ‬أي‭ ‬وثائق‭ ‬رسمية،‭ ‬بل‭ ‬فقط‭ ‬بتزكية‭ ‬من‭ ‬بعض‭ ‬الجمعيات‭ ‬الداعمة‭ ‬للبوليساريو‭. ‬هذا‭ ‬الأمر‭ ‬يضع‭ ‬مسؤولية‭ ‬كبيرة‭ ‬على‭ ‬الحكومات‭ ‬الأوروبية‭ ‬التي‭ ‬لم‭ ‬تتّخذ‭ ‬إجراءات‭ ‬صارمة‭ ‬للحدّ‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬النّوع‭ ‬من‭ ‬الاتجار‭ ‬بالبشر،‭ ‬حيث‭ ‬ما‭ ‬زال‭ ‬يتم‭ ‬التّرويج‭ ‬لهذا‭ ‬البرنامج‭ ‬على‭ ‬أنه‭ ‬مبادرة‭ ‬إنسانية،‭ ‬بينما‭ ‬هو‭ ‬في‭ ‬الواقع‭ ‬غطاء‭ ‬لعمليات‭ ‬غير‭ ‬قانونية‭.‬

ورغم‭ ‬أن‭ ‬التقارير‭ ‬الدولية‭ ‬تواصل‭ ‬توثيق‭ ‬هذه‭ ‬الظواهر‭ ‬المقلقة،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬المجتمع‭ ‬الدولي،‭ ‬وبالأخص‭ ‬المنظمات‭ ‬الإنسانية،‭ ‬لم‭ ‬تتخذ‭ ‬إجراءات‭ ‬ملموسة‭ ‬وفعالة‭ ‬للحد‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬الجرائم‭ ‬ضدّ‭ ‬الأطفال‭ ‬الصحراويين‭. ‬إن‭ ‬استمرار‭ ‬هذه‭ ‬الممارسات‭ ‬يشكل‭ ‬انتهاكا‭ ‬صارخا‭ ‬لكل‭ ‬المواثيق‭ ‬الدولية‭ ‬الخاصة‭ ‬بحماية‭ ‬حقوق‭ ‬الطفل،‭ ‬وعلى‭ ‬رأسها‭ ‬اتفاقية‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬لحقوق‭ ‬الطّفل‭ ‬التي‭ ‬تحظر‭ ‬أيّ‭ ‬شكل‭ ‬من‭ ‬أشكال‭ ‬الاتجار‭ ‬بالقُصّر‭ ‬أو‭ ‬نقلهم‭ ‬خارج‭ ‬بلادهم‭ ‬دون‭ ‬موافقة‭ ‬صريحة‭ ‬من‭ ‬أوليائهم‭.‬
‮ ‬
تقارير‭ ‬وثقت‭ ‬لانتهاكات‭ ‬جزائرية‭.. ‬وازدواجية‭ ‬التعامل‭ ‬
على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬تقارير‭ ‬عدة‭ ‬وثّقت‭ ‬الانتهاكات‭ ‬في‭ ‬جنوب‭ ‬الجزائر،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬مجلس‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬التابع‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬لم‭ ‬يتخذ‭ ‬مواقف‭ ‬حاسمة‭ ‬ضد‭ ‬هذه‭ ‬الجرائم‭. ‬وبالمثل،‭ ‬فإن‭ ‬بعض‭ ‬المنظمات‭ ‬الحقوقية‭ ‬الدولية‭ ‬تتعامل‭ ‬مع‭ ‬هذه‭ ‬القضية‭ ‬بحذر‭ ‬شديد،‭ ‬إما‭ ‬بسبب‭ ‬نقص‭ ‬المعلومات‭ ‬أو‭ ‬الضغوط‭ ‬التي‭ ‬تمنع‭ ‬أي‭ ‬تحقيقات‭ ‬مستقلة‭ ‬داخل‭ ‬المخيمات‭.‬

يلاحظ‭ ‬أن‭ ‬المجتمع‭ ‬الدولي‭ ‬يتعامل‭ ‬بازدواجية‭ ‬مع‭ ‬قضايا‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان،‭ ‬حيث‭ ‬يتم‭ ‬تسليط‭ ‬الضوء‭ ‬على‭ ‬بعض‭ ‬الانتهاكات‭ ‬في‭ ‬مناطق‭ ‬معينة،‭ ‬بينما‭ ‬يتم‭ ‬تجاهل‭ ‬أخرى‭ ‬تخدم‭ ‬مصالح‭ ‬بعض‭ ‬الدول‭. ‬هذا‭ ‬التناقض‭ ‬يسمح‭ ‬للانتهاكات‭ ‬بالاستمرار‭ ‬دون‭ ‬أي‭ ‬محاسبة‭ ‬فعلية‭.‬
 
ما‭ ‬المطلوب‭ ‬لكسر‭ ‬الصّمت؟
يجب‭ ‬على‭ ‬المنظمات‭ ‬الحقوقية‭ ‬والصحافيين‭ ‬الاستقصائيين‭ ‬توثيق‭ ‬الانتهاكات‭ ‬بشكل‭ ‬أكثر‭ ‬تفصيلًا،‭ ‬مع‭ ‬تقديم‭ ‬ملفات‭ ‬قانونية‭ ‬أمام‭ ‬محكمة‭ ‬الجنايات‭ ‬الدولية‭ ‬‮ ‬ولجان‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬المختصة‭. ‬الأدلة‭ ‬الموثقة‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تشكّل‭ ‬ورقة‭ ‬ضغط‭ ‬قويّة‭ ‬وتجبر‭ ‬المجتمع‭ ‬الدّولي‭ ‬على‭ ‬التّحرك‭. ‬كما‭ ‬يجب‭ ‬مطالبة‭ ‬الدّول‭ ‬الداعمة‭ ‬لحقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬إثارة‭ ‬القضية‭ ‬في‭ ‬المحافل‭ ‬الدولية،‭ ‬واستخدام‭ ‬الإعلام‭ ‬الدّولي‭ ‬لكشف‭ ‬الجرائم‭ ‬المرتكبة‭ ‬في‭ ‬جنوب‭ ‬الجزائر‭ ‬وتسليط‭ ‬الضّوء‭ ‬عليها‭. ‬بدعم‭ ‬الشهادات‭ ‬الحية‭ ‬لضحايا‭ ‬التعذيب‭ ‬والاحتجاز‭ ‬القسري،‭ ‬وإيصال‭ ‬أصواتهم‭ ‬إلى‭ ‬المنابر‭ ‬الحقوقية‭ ‬العالمية،‭ ‬مما‭ ‬سيمكن‭ ‬ويساعد‭ ‬على‭ ‬كسر‭ ‬الصمت‭.‬

الفظاعات‭ ‬التي‭ ‬تُرتكب‭ ‬ضد‭ ‬الصحراويين‭ ‬في‭ ‬جنوب‭ ‬الجزائر‭ ‬ليست‭ ‬مجرد‭ ‬تجاوزات‭ ‬عابرة،‭ ‬بل‭ ‬هي‭ ‬جزء‭ ‬من‭ ‬سياسة‭ ‬قمعية‭ ‬ممنهجة‭ ‬تهدف‭ ‬إلى‭ ‬إسكات‭ ‬أي‭ ‬صوت‭ ‬معارض‭ ‬وإبقاء‭ ‬سكان‭ ‬المخيمات‭ ‬في‭ ‬وضعية‭ ‬استغلال‭ ‬دائم‭. ‬فالمجتمع‭ ‬الدولي،‭ ‬الذي‭ ‬يرفع‮ ‬‭ ‬شعارات‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان،‭ ‬لا‭ ‬يمكنه‭ ‬الاستمرار‭ ‬في‭ ‬غضّ‭ ‬الطّرف‭ ‬عن‭ ‬هذه‭ ‬الجرائم‭.‬

إن‭ ‬معركة‭ ‬كشف‭ ‬الحقيقة‭ ‬وتحقيق‭ ‬العدالة‭ ‬للضّحايا‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬تستمرّ‭ ‬عبر‭ ‬جميع‭ ‬الوسائل‭ ‬الممكنة،‭ ‬لأن‭ ‬الصّمت‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬يومًا‭ ‬خيارًا‭ ‬أخلاقيًا‭ ‬أمام‭ ‬الجرائم‭ ‬ضد‭ ‬الإنسانية‭. ‬فالصحراويون‭ ‬الذين‭ ‬يعانون‭ ‬في‭ ‬تندوف‭ ‬يستحقون‭ ‬صوتًا‭ ‬عالميًا‭ ‬يطالب‭ ‬بحقوقهم‭ ‬ويضع‭ ‬حدًّا‭ ‬للمعاناة‭ ‬التي‭ ‬طال‭ ‬أمدها‭.‬