بينما تتسارع أوروبا إلى الانخراط في سباق التسلح، توصلت الولايات المتحدة وأوكرانيا، من وراء ظهرها، في جدة بالمملكة العربية السعودية، إلى اتفاق على هدنة مدتها ثلاثين يوما قابلة للتجديد لتسليمها للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الذي سيتحدث معه الرئيس الأمريكي دولاند ترامب لاحقا.
لا يوجد أمام الاتحاد الأوروبي خيارا سوى تحمل الإذلال الناجم عن إبعاده عن محادثات السلام في حرب تدور رحاها بالكامل فوق الأراضي الأوروبية.
بشكل يثير الشفقة، تبتهج المفوضية الأوروبية لنتائج اتفاق جدة بالمملكة العربية السعودية، وتستعد لتقديم جواب كامل على مطالب ترامب حول زيادة الإنفاق العسكري والاستعداد لنشر قوة حفظ سلام في أوكرانيا وضمان أمن هذا البلد، المغلوب على أمره، بعد التوصل إلى اتفاق مع روسيا.
لم يسبق لأوروبا أن وجدت نفسها في مثل هذا الوضع المهين، ولم يسبق للنخب السياسية الأوروبية أن أظهرت مثل هذا العجز الديبلوماسي والغياب التام لاستراتيجية سياسية موحدة وواضحة.
ولكن هذا لم يكن كافيا.
ولإكمال الصورة، قدمت أورسولا فون دير لاين أيضا اقتراح قانون أوروبي لإعادة المهاجرين غير الشرعيين إلى أوطانهم، متوقعة اتخاذ إجراءات صارمة ضد المهاجرين الذين يتلقون أمر الطرد من بلدان الإتحاد الأوروبي.
وقد يتم احتجاز الأطفال والأسر في "مراكز الترحيل إلى الوطن الأم"، والتي يمكن بناؤها أيضا خارج بلدان الاتحاد الأوروبي. كما هو الحال لمراكز الاحتجار الإيطالية في ألبانيا.
إنه قانون غير مجدي، من جهة، لأنه ينتهك الحقوق الأساسية للبشر ويمثل انعكاسا لسياسة النفاق الأوروبية المخزية والغير الإنسانية، أوروبا التي تتشدق باحترام حقوق الإنسان، ومن جهة أخرى، لن يفلح هذا القانون بسبب عدم وجود اتفاقيات أوروبية مع العديد من بلدان المهاجرين حول الترحيل الفردي أو الجماعي...
وفي هذه القضية كذلك، يتبع الاتحاد الأوروبي بقيادة فون دير لاين سياسات ترحيل المهاجرين التي ينفذها الرئيس ترامب في الولايات المتحدة.