بجامعة محمد السادس.. برنامج “المثمر” يكشف عن حصيلة زراعة الزيتون

بجامعة محمد السادس.. برنامج “المثمر” يكشف عن حصيلة زراعة الزيتون تأثير برنامج "المثمر" على إنتاجية واستدامة زراعة الزيتون في المغرب
كشف برنامج “المثمر” عن نتائج المنصات التجريبية الخاصة بزراعة الزيتون، التي تهدف إلى تحسين الإنتاجية وتعزيز استدامة القطاع الفلاحي في المغرب. ومنذ انطلاق المبادرة، تم إنشاء أكثر من 6,930 منصة تجريبية، من بينها 987 منصة خلال موسم 2023-2024، استفاد منها بشكل مباشر أكثر من 640 فلاحًا، بالإضافة إلى دعم غير مباشر لأكثر من 6,000 فلاح من خلال التكوينات والورشات الميدانية.

وجرى استعراض تفاصيل دقيقة حول هذه النتائج خلال لقاء خاص عقد بجامعة محمد السادس للعلوم والتقنيات ببنجرير، حضره مسؤولون عن البرنامج ذاته، وعدد من الفلاحين المشتغلين في زراعة الزيتون بعدد من أقاليم المملكة.
 
رغم الظروف المناخية الصعبة، خاصة مع استمرار الجفاف لست سنوات متتالية، أظهرت البيانات تحسنًا ملحوظًا في الإنتاجية بفضل تبني نهج علمي متكامل في إدارة بساتين الزيتون. فقد ارتفعت معدلات الإنتاج في المنصات التجريبية بنسبة تتراوح بين 19% و38% مقارنة بالمزارع التقليدية، كما تحسنت إنتاجية استخدام المياه بنسبة تتراوح بين 11% و25%، مما ساهم في تحقيق استفادة أكبر من كل متر مكعب من المياه المستعملة.
 
تعتمد المنصات التجريبية على برنامج الإدارة المتكاملة للمحاصيل (ICP)، الذي يركز على أربعة محاور رئيسية تشمل الإدارة المثلى للري من خلال استخدام مجسات ذكية تقيس مستوى رطوبة التربة، ما يسمح بتوجيه المياه بشكل أكثر كفاءة. كما يتم تطبيق التسميد المتوازن وفق مبدأ “4Rs” الذي يضمن تقديم المغذيات بالمقدار الصحيح، في التوقيت المناسب، بالمكان المناسب، وبالتركيبة المناسبة. وإلى جانب ذلك، يتم تعزيز الحماية المتكاملة للمحاصيل من الآفات والأمراض عبر أساليب بيولوجية وكيميائية متوازنة، مع الاعتماد على منتجات زراعية متخصصة لتحسين صحة الأشجار وزيادة مقاومتها للظروف البيئية القاسية.

شهد الموسم الفلاحي 2023-2024 تراجعًا في إنتاج الزيتون إلى 950 ألف طن، أي بانخفاض قدره 11% عن السنة الماضية و44% مقارنة بالسنة القياسية 2021، نتيجة الجفاف وارتفاع درجات الحرارة خلال فترات الإزهار. ومع ذلك، أظهرت المنصات التجريبية تحسنًا ملحوظًا في الإنتاج، حيث بلغت المردودية في بعض المناطق 18.7 طن للهكتار، مما يعكس أهمية تبني الممارسات الزراعية المتطورة.
 
إلى جانب تحسين الإنتاج، ساهمت المنصات في رفع الربحية للمزارعين، حيث بلغ الهامش الربحي 30,363 درهم للهكتار مقارنة بـ 25,133 درهم للهكتار في الحقول التقليدية، بزيادة تتراوح بين 19% و32%. كما ساعدت التقنيات الحديثة على خفض استهلاك المياه بنسبة 25% في بعض الحالات، مما يثبت أهمية التحول نحو زراعة أكثر كفاءة واستدامة.

أكد عدد من المزارعين المشاركين في البرنامج أن تبني التقنيات الجديدة ساعدهم على تحسين إنتاجهم وتقليل التكاليف. وأوضح خالد لامعوي، فلاح من منطقة الحوز، أن استخدام المجسات الذكية مكّنه من ضبط الري بدقة، مما سمح له بتقليل استهلاك المياه بنسبة 25% مع الحفاظ على مستوى جيد من الإنتاجية. أما عبد الرحمن كاحاك، مزارع من مولاي يعقوب، فقد سجل معدل إنتاج قياسي بلغ 18.7 طن للهكتار، بعد اعتماده على توصيات المهندسين الزراعيين في “المثمر”، خاصة فيما يتعلق بالتسميد المتوازن.
 
تؤكد هذه النتائج أن تبني نهج علمي متكامل في إدارة مزارع الزيتون يمكن أن يساعد في التغلب على تحديات المناخ وتحقيق إنتاجية أعلى مع تحسين كفاءة الموارد. وتواصل مبادرة “المثمر” جهودها لتوسيع نطاق المنصات التجريبية وتوفير الدعم الفني والتقني للفلاحين، بهدف تعزيز تنافسية القطاع الفلاحي وضمان استدامته.