عاشت كلية أصول الدين بتطوان خلال أيام 27،26،25 فبراير2025، على إيقاع حدث ثقافي بارز تجلى في فعاليات أسبوع "اللغات والثقافات" الذي نظمته شعبة اللغات والثقافة والتواصل.
افتتح أشغال اللقاء الدكتور عبد العزيز الرحموني عميد كلية أصول الدين بتطوان، والذي رحب في مستهل كلمته بالحضور الكريم وعبر عن شكره وامتنانه للأساتذة الباحثين المشاركين في اللقاء من داخل المغرب وخارجه.
وأشار في كلمته إلى كون شعبة اللغات والثقافة والتواصل شعبة فتية، تأسست السنة الماضية استجابة لأهمية اللغات الأجنبية في عملية التواصل الحضاري والثقافي ولضرورة امتلاك طلبة كلية أصول الدين بجميع مسالكها للقدرات اللغوية التي تغني رصيدهم العلمي والمعرفي، وتؤهلهم لمباشرة الحوار الثقافي والحضاري على أحسن وجه.
كما أشار إلى الدور الفعال الذي تقوم به شعبة اللغات والثقافة والتواصل في تكريس وترسيخ أسس ومجالات الحوار الثقافي والحضاري من خلال تنظيم هذه التظاهرة الثقافية المتميزة.
وفي كلمتها خلال الجلسة الافتتاحية، التي سيرها الدكتور محمد علا نائب العميد المكلف بالتكوين، تطرقت رئيسة شعبة اللغات والثقافة والتواصل الدكتورة حنان المجدوبي في مداخلتها إلى ضرورة تعلم اللغات الأجنبية للتواصل مع الآخر والانفتاح عليه دون فقدان مقومات وخصوصية الهوية، وأيضا لأهمية اللغات كوسيلة للتعايش بين الأمم، كما اشارت الى اللغات كجسر لنقل المعارف والعلوم لفهم الآخر وتعزيز الحوار والتعايش بين الدول والشعوب المختلفة. واعتبرت "أسبوع اللغات والثقافات" دعوة للاستلهام من تراثنا وتجديد ارتباطه باللغات كأداة للتواصل والحوار.
المحاضرة الافتتاحية لهذا النشاط العلمي والثقافي قام بتسييرها الدكتور مصطفى بوجمعة نائب العميد المكلف بالبحث العلمي والشراكة والتدريب، وأطرها الدكتور مصطفى المرابط، رئيس مركز مغارب للدراسات في الاجتماع الإنساني بالرباط، حول سؤال «هل الإنسان في حاجة إلى الثقافة؟".
في بداية مداخلته اعتبر الإنسان كائنا بيولوجيا واجتماعيا وثقافيا، يختلف عن باقي الكائنات الحية من حيث وضعها ودورها في الكون؛ فإذا كان الحيوان يولد ومعه الغرائز والمهارات التي تخول له العيش والتفاعل في محيطه، فإن الإنسان يمر خلال حياته من عدة مراحل لاكتساب المهارات والمعارف ليتكيف مع محيطه ويطور قدراته في علاقته به، بل يتجاوزها في حالات متعددة محاولا تغيره بالكامل.
ومن هذا المنطلق، - حسب د. مصطفى المرابط- "فإن الإنسان لا يقر ولا يكتفي بغريزيته، بل يطور مهاراته ومعارفه الموجودة فيه بالقوة إلى ممارسة بالفعل. أمكن لنا أن نطلق عليها اسم الثقافة... فالقراءة، مثلا فعل موجود في الإنسان بالقوة وما عليه إلا تفعيله بالممارسة".
فالثقافة، إذن، هي اللغة التي يتحول فيها ما هو كائن بالقوة إلى كائن بالفعل، فهي لغة الفطرة التي تُعد مستودع مهارات الإنسان. كما اعتبر الثقافة ضرورة حيوية تسمح للإنسان أن يتعالى عن شرطه البيولوجي ويتحرر من سلطة القوانين البيولوجية.
وفي الأخير، أشار إلى موقع العقل والدين في الثقافة الإسلامية، بحيث دعا إلى ضرورة الانفتاح المتبادل بين العلوم الشرعية والإنسانية.
وبعد المحاضرة الافتتاحية تواصلت فعاليات أسبوع اللغات والثقافات بجلستين علميتين من طرف نخبة من الأساتذة الباحثين بداخل كلية أصول الدين وخارجها؛ الجلسة الأولى من تسيير أ. دة. حنان المجدوبي، تطرقت إلى المواضيع التالية:
-"El panorama lingüístico confesional y cultural entre la península y el norte de África a principios del siglo VIII"
أ. د. محمد المدكوري، جامعة مدريد المستقلة.
- "لغات وترجمات النصوص الدينية: خطوة نحو الحوار"،أ.دة. كريمة نور عيساوي، كلية أصول الدين بتطوان.
- " ترجمة المتلازمات اللفظية في النص الديني: تحليل أمثلة منها في ثلاث ترجمات إسبانية لمعاني القرآن الكريم"، أ. د. عبد الوهاب العمراني، مدرسة فهد للترجمة بطنجة.
-" الأب كارلوس كيروس (1884-1960) والمغاربة: قراءة في الصلات العلمية بين شخصيات مغربية وإسبانية خلال فترة الحماية على الشمال"،
أ، د. محمد بلال أشمل، كلية أصول الدين بتطوان.
وتطرقت الجلسة الثانية من تسيير أ. دة. لطيفة شهبي إلى المواضيع التالية:
"Le pouvoir de la langue" -
-"La culture numérique et son impact sur les generacions futurs".
أ. د. أمال الزميتة، كلية أصول الدين بتطوان.
-"Essential language skills in a global World: Rosetta Stone as a bentchmark"
أ.دة. هند ملحي،كلية أصول الدين بتطوان.
-"The importance of English language in the Making of RS. Students'Future:
New Perspectives"
فضلا عن الجلستين العلميتين، واصلت فعاليات أسبوع اللغات والثقافات ورشات تكوينية من طرف باحثين متميزين في مجال اختصاصهم، نذكر أبرزها:
كلية أصول الدين بتطوان.
واختتمت فعاليات أسبوع اللغات والثقافات بمسابقة "عرضي في 10 دقائق"، من تسيير أ. دة. أمينة المرابط شارك فيها 12 طالبا وطالبة في اللغات الأربع: العربية، الفرنسية، الإنجليزية، الإسبانية، وتوجت بجوائز تقديرية للفائزين والفائزات. بعد ذلك، توجه كل الحاضرين لزيارة معرض الأطباق الدولية برحاب الكلية.
- نادي اللغات والتواصل الحضاري بكلية أصول الدين/ تطوان
من اليمين إلى اليسار : د. مصطفى المرابط. د. مصطفى بوجمعة