إدريس المغلشي: من يمثل الشعب ؟

إدريس المغلشي: من يمثل الشعب ؟ إدريس المغلشي
في الحقيقة ماقام به عبد الاله بائع الحوت بمراكش يفوق بكثير ما نناقشه الآن، بعدما أصبح حديث الساعة حول ثمن مادة تعتبر قوت الغلابة ، وكيف فضح المتلاعبين بأسعار المواد الأساسية في زمن فشلت فيه كل المخططات وبكل ألوانها الأزرق منها والأخضر ولم نحاسب أحد . استطاع النقاش أن يخفي وراءه كيف أننا في دولة تمتلك (جوج بحور ياحسرة ...) بلا عائد اقتصادي ومواطن لايعرف حتى أسماءالسمك الأبيض فكيف السبيل إلى الوصول إليه؟بل يعتبر من سابع المستحيلات.

لعل من غريب الصدف أن يخرج علينا شاب من مدينة ليس فيها بحر ليلقن الجميع دروسا في القناعة وصناعة الفرح على محيا الغلابةومحاربة المضاربات والاحتكار ونحن على أبواب الشهر الفضيل.عبد الاله وهو يقوم بهذا الدور البطولي المشرف مادام قدرنا أن يحشرنا البعض في زاوية المطالب الدنيا للعيش عوض ان نطالب بأساسيات الحياة الكريمة واصبح الجميع يسقط نجاح هذه التجربة العميقة الدلالة لتنسحب على مواد أخرى لا تقل أهمية على السردين.
 
بل هناك جهات تجنى من ورائها أرباحا بأرقام فلكية دون أن نجد من يوقف النزيف . في اعتقادي المتواضع عبد الإله رد بمواقفه على عنصرين بارزين وأساسين لدرجة إحراجهما .في المقام الأول رد على اخنوش ولقنه درسافي الوطنية والتواضع والقناعة والوقوف مع الشعب في الأزمات عوض ابتزازه ومراكمة الأرباح على حساب المحرومين والمقهورين .في المقام الثاني ولغرابة الصدف أن يخرج عبد الإله من نفس المدينة التي خرج منها ذات يوم في شهر يناير بالضبط في القبة التشريعية البرلماني يونس بن سليمان، ليستشيط غضبا مبررا أفعال أمينه العام ورئيس الحكومة مدافعا عن كوارثه وفي محاولة لتحسين الصورة لدى سيده.و ليصب جام غضبه على من انتفضوا في حملة رمزية لمحاربة غلاء الأسعار. عوض مناقشة هذه الحرب المستعرة على جيوب المواطنين والقيام بما تمليه عليه مسؤوليته من خلال احترام القوانين والتقارير الصادرة عن مؤسسات دستورية كمنتخب.

شاهدنا كيف انتقض في الوقت الميت وبشكل مفضوح ليرافع على قرارات لاشعبية وصرنا أمام معادلة مقلوبة لكنها مفضوحة. ولانملك القول سوى المثل المشهور ( سكت دهرا ونطق كفرا). يكفي أن نتابع ردود أفعال المواطنين على خرجته الغير محسوبة لنقف على درجة السخط التي جناها من فعلته النكراء في المقابل عاينا كيف كان استقبال الشاب عبد الاله من طرف الساكنة التي بادلته الوفاء بعدما أجزل العطاء. الشعب لا يخون من يفي بوعوه. أما السيدة العمدة فخارج التغطية لاهي في العير ولا في النفير وكأن ساكنة مراكش تنتمي لكوكب آخر.

لنتأمل بساطة هذاالحدث وعمق دلالاته. ليضعنا امام الخلاصة التالية ومن كل ماوقع فحق لنا أن نتساءل فعلا، من يمثل هذا الشعب حقيقة ؟أظن أن الجواب واضح لكنه ليس بعيد المنال فبعد محاولة عبدالإله سنحتاج حتما لنماذج أخرى قادرة على المحاولة ولاتكتفي بردة الفعل فقط، نحن لانريد القضاء على الشناقا في جانب المواد الغذائية لوحدهم فقط بل التوجه نحو آخرين غير مرئيين ونافذين في مجالات متعددة لاتقل أهمية وحساسية على مانحن بصدده.