فاس.. قدماء الشبيبة الاتحادية في حفل تأبين رفيقهم/ ن عبد الكريم دودوح

فاس.. قدماء الشبيبة الاتحادية في حفل تأبين رفيقهم/ ن عبد الكريم دودوح تأبين المناضل عبد الكريم دودوح وتسليط الضوء على مسيرته النضالية وتأثيره
لم يخطر على بال ثلة من قدماء الشبيبة الاتحادية والاتصالات مكثفة بهم/ن من أخوات وإخوة جايلوا بعضهم/ن في مرحلة نضالية أطرتها استراتيجية النضال الديمقراطي، من أجل تنظيم النسخة الثالثة للمة وطنية بسقف انساني بمدينة فاس، بأن القدر سيقول كلمته في الموضوع....  لمة قدماء الشبيبة ستحتضنها فاس وهذه المرة بضيوف من خارج المدرسة الشبابية والسبب؟...  نسخة فاس لم يخيم على أجوائها الفرح  كسابقتيها.... بل وحده الحزن العميق، وانفجار ينابيع الدموع التي نجحت وفي زمن قياسي في حفر أخاديد على وجوه الطيف الحاضر .... لا صوت يعلو على صوت " عزاؤنا واحد ...فاجعة بكل المقاييس ....المصاب جلل.... وداعا عبد الكريم دودوح ....
 
 توافُدُ الكثير من وجوه قدماء الشبيبة الاتحادية من كل ربوع الوطن ومن خارجه ، وغيرهم/ن من أبناء الحركة الاتحادية، وطيف من الضيوف تتقدمهم رموز الصرح الطلابي "الاتحاد الوطني لطلبة المغرب" ، على مقر جماعة فاس يوم السبت 22 فبراير فرضه ثقل الحدث ... أسرة و صديقات وأصدقاء الفقيد الغالي المناضل قبل الأستاذ عبد الكريم دودوح ، ينظمون حفل تأبين الفقيد الكبير ...
 
الفقيد كان استثنائيا حتى في حفل تأبينه.... لقد نجح الكبير عبد الكريم ومن داخل قبره، بأن يبعث برسالة لمن حضر ولمن لم تسعفه الظروف تُذكر بما جاء على لسان الشهيد عمر بنجلون وهو يقدم التقرير الإيديولوجي في المؤتمر الاستثنائي ( يناير 1975) حيث قال " وفي الأخير يبقى علينا أن نؤكد على أن التحليل العلمي والمقاييس الموضوعية ليست وحدها الحافز للنضال ولقبول تضحيات النضال ، هناك الجانب الذاتي، الجانب الإنساني، جانب الوفاء والتشبع بالأخلاق الثورية ، جانب الأخوة وعدم التخلي عن الاخوان مهما كانت الظروف . إنه الجانب الذاتي.
 
ولكنه الظاهرة التي يعتز بها ويختص بها الاتحاديون الأوفياء الأحياء منهم والشهداء، الحاضرون منهم والغائبون، الاتحاديون الحاملون للتراث الحقيقي ، تراث حركة التحرير الشعبية ببلادنا "... انتهى الكلام ….
 
 قبل رحيل المناضل عبد الكريم دودوح، وهو يصارع المرض اللعين بنفس الارادة الصلبة التي واجه بها قلاع الفساد الذي ينخر جسد الوطن، كانت آخر رسالة تركها مدونة بحسابه الفيسبوكي " أحبكم" وكان تفاعل هذا الجميع يوم تلقى خبر رحيله، والمشاركة في موكب جنازته المهيبة، وزيارة قبره، وحفل تأبينه بدورنا " نحبك يا عبد الكريم"، وسنظل لتراثك النضالي الذي تركته أمانة في أعناقنا ، حافظات و حافظون، وللمبادئ والقيم التي تملكتها وفيات وأوفياء...
 
لم نجازف نحن نصف الفقيد بأنه كان استثنائيا ومتميزا حتى في وداعه للدنيا .... لنتمعن في هذه التواريخ القريبة:
عبد الكريم دودوح يرحل يوم 11 يناير ... ألم تتقدم الحركة الوطنية بوثيقة الاستقلال في مثل هذا اليوم من سنة 1944؟.
 
عدد كبير من قدماء الشبيبة الاتحادية ينظمون زيارة جماعية لقبر عبد الكريم دودوح للترحم عليه ، وذلك يوم 14 يناير ... أليس هو التاريخ الذي اعتمده المغرب رسميا ولأول مرة للاحتفال بالسنة الأمازيغية؟.
 
ألم يتزامن تنظيم حفل تأبينه مع تخليد النسخة المغربية لربيع الديمقراطية التي رفع فيها شباب المغرب ومنهم الفقيد عبد الكريم يوم 20 فبراير 2011 شعار  " حرية ، عدالة اجتماعية ، مساواة "؟.
 
هل هذه الصدف عادية... لرفيقات ورفاق من آمن بأن العمل السياسي النبيل والمسؤول يفرض على صاحبه  "الصلابة في المبدأ والمرونة في التكتيك" ووزن مواقفه ب " ميزان بيض النمل" كما كان يردد على الدوام.... لهؤلاء و لأولئك الكلمة لإيجاد تفسير منطقي لهذه الصدف إن كانت فعلا صدف ....!.
 
أن يحضر عبد الهادي خيرات ويلقي شهادة مؤثرة في حق الفقيد،، ويستثمر اللحظة المهيبة فيسرد على الحضور أسماء العشرات من مناضلات و مناضلي الحركة الاتحادية صنعوا بمعاناتهم وتضحياتهم مجد الإطار الذي أطره يوم التأسيس شعار "لا حزبية بعد اليوم "، قبل أن يحدث ما حدث .... وأن يشارك محمد الساسي في حفل التأبين بشهادة تجمع بين الصوت والصورة بعد أن تعذر عليه الحضور، وأن يبصم قيدوم الشبيبة الاتحادية عبد الرحمان الغندور على المشرق والجميل في المسيرة النضالية للفقيد، وغير ها من الشهادات، فهذه المشاركة النوعية ناذرا ما تحدث ، وحده الفقيد سي عبد الكريم دودوح انفرد بها ....
 
وداعا أيها المناضل الكبير، يعدك رفيقاتك ورفاقك قدماء المدرسة الشبابية الاستثنائية ذات زمن جميل حتى في جمره، بأنهم/ن على درب النضال من أجل العدالة الاجتماعية ، وحقوق الانسان، والديمقراطية الحقة، سائرات وسائرون.

{ كل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام }. 
إنا لله وإنا إليه راجعون .