خلال جميع أيام المؤتمر العالمي حول السلامة الطرقية، الذي عُقد في مراكش في الفترة الممتدة بين 18 و20 فبراير 2025، لم يكن هناك حديث في أوساط العديد من المسؤولين الحكوميين والخبراء سوى عن ضرورة جعل السلامة الطرقية ضمن أولويات جميع الحكومات في العالم، بهدف تقليص نسبة الحوادث إلى 50%. ويأتي ذلك في ظل تزايد عدد الوفيات بسبب حوادث السير، الذي بلغ 1.2 مليون وفاة سنويًا، ما جعل البعض يصف هذه الإشكالية بالجائحة.
وقد أكد العديد من المشاركين على نجاح المؤتمر، ومع اختتام أشغاله واستعداد الوفود للمغادرة إلى بلدانها، يبقى التحدي الأكبر هو تنزيل "إعلان مراكش" على أرض الواقع. وتظل مسألة تخفيض نسبة الحوادث المسجلة في المجالين القروي والحضري من أبرز التحديات التي تواجه المسؤولين في المغرب، وهو ما لا يمكن تحقيقه، حسب بعض المتتبعين، إلا من خلال مشاركة جميع المعنيين والمتدخلين في هذا الملف.
تشكل السلامة الطرقية أحد أهم التحديات، حيث تترتب على حوادث السير خسائر بشرية ومادية جسيمة. لذلك، من الضروري الالتزام بقواعد السير، ونشر ثقافة السلامة الطرقية وسط التلاميذ طيلة الموسم الدراسي، وتكثيف الحملات التوعوية، بالإضافة إلى التشدد والصرامة مع المخالفين لقانون السير. كما أن توفير وسائل نقل جماعية فعالة يمكن أن يخفف من الاعتماد المفرط على السيارات والدراجات، مما يساهم في تقليل الحوادث.
وتظل السلامة الطرقية التزامًا أخلاقيًا وإنسانيًا، ومسؤولية مشتركة تتطلب تضافر جهود جميع أفراد المجتمع من أجل الحد من حوادث السير وإنقاذ الأرواح.