صدر للشاعر والناقد المغربي، الدكتور رشيد طلبي، برسم سنة 2025، مؤلف نقدي بعنوان (الأفق الشعري لحداثة الكتابة –من القصيدة إلى العمل الشعري-) في جزئه الأول (عتبات نظرية)، عن منشورات الموجة الثقافية، من الحجم المتوسط، ويضم بين دفتيه 179 صفحة.
وتجدر الإشارة إلى أن هذا العمل، هو على ثلاثة أجزاء، الجزئين الثاني والثالث، ستصدر تباعا، بعد عتبات نظرية. وتختص هذه الأجزاء جميعها، بمدارسة (نظرية حداثة الكتابة) والأفق الشعري لدى الشاعر والمنظر والمناقد (صلاح بوسريف) انطلاقا من جميع أعماله التنظيرية والنقدية والإبداعية، والتي يصل عددها حوالي أربعين مؤلفا، أو يزيد.
وقد جاء هذا الجزء في قسمين. اختص القسم الأول منهما بالحديث عن تحولات الخطاب الشعري: العامل في التحول والكتابة. وهو في فصلين اثنين. اهتم الفصل الأول بتحديد بعض المفاهيم التي ترتكز عليها هذه الدراسة وهي: (مفهوم الخطاب الشعري)، و(مفهوم التصور الإدراكي)، و(مفهوم حداثة الكتابة)، و(مفهوم الكتابة الملحمية). بينما خاص الفصل الثاني في (تطور القصيدة العربية)، عبر ثلاث دوائر؛ (القصيدة التقليدية)، و(القصيدة منذ النهضة حتى حداثة القصيدة العربية)، و(قصيدة النثر). ليتم الخوض في نقطة ثانية ضمن الفصل نفسه، وهي بخصوص عوامل التحول في الكتابة، وتتمثل في (العامل التاريخي)، و(العامل الثقافي).
أما القسم الثاني، وهو صميم هذه المدارسة. فقد خصص ل(التصور الإدراكي وحداثة الكتابة. صلاح بوسريف: التصور وفعل حداثة الكتابة). وهو في فصلين اثنين. اهتم الفصل الأول بنقطيتين أساس، النقطة الأولى تتعلق بالعقل الشعري وحداثة الكتابة، بهدف إبراز مكانة المفهوم في العقل الشعري في خضم تجاوز جملة من المفاهيم التي جاءت في نظرية الشعر العربي. أما النقطة الثاني؛ فتتمثل في مرجعيات حداثة الكتابة، سواء المرجعيات التقليدية، أم المعاصرة. علاوة على إبراز أهم ثوابت الكتابة الحداثية كما جاء بها الرجل.
وحتى يتم إبراز حيثيات حداثة الكتابة لدى الشاعر والمنظر صلاح بوسريف، بشكل عملي وملموس، خصصنا الفصل الثاني والأخير من هذا القسم لدراسة تطبيقية لأحد أهم أعماله الشعرية، وهو (كتاب الليل والنهار)، بعنوان: (الذات الشاعرة والهوية المتشظية في كتاب الليل والنهار)، من خلال مكونات هذه الهوية المتمثلة في (الكينونة)، و(الزمن)، و(الفكر). معتمدين في هذا، وبشكل ضمني، على المنهج الدلائلي ل(ميكائيل ريفاتير) والذي –في تقديرنا التواضع- يختص بمثل هذه النصوص الشعرية.