عدت يا بنسعيد إلى تنزيل برامج من باب الترويج الإعلامي لا غير... والتأثير المحدود اجتماعيا...
يا بني... لغة أكبر وأطول وأعلى... لا تصنع وطنا....
أيها الشاب الحالم بوطن مختلف لا يشبه أزقتنا القاتمة...
يا بنسعيد...
أيها المهدي الذي يسري في دمه دفق يساري...!
بالله عليك... لا عيب أن تسأل أقرب الناس إليك...
لأنك تخطط لمغرب ثقافي لا تعرفه...
ولشباب يستقل طائرة نهاية الأسبوع لارتشاف فنجان قهوة على رصيف مقهى مدينة غربية...
يا بني...! هل تعرف شباب مدن الصفيح...؟ هل تعرف ما تفعل في شبابنا البوفا...؟
يا بني...! هل تحطيم رقم قياسي في الحكي... سيصنع الأمل...؟
كل الحكايات ليست حكاياتنا... فحكاياتنا... مرة... قاسية... بلا خيال ولا فروسية ولا أميرة ولا أمير...
حكاياتنا التي حطمت الأرقام القياسية...
هي حكايات شباب يموت غرقًا بحثًا عن حلم ضائع... لا حكاية بهجة لغريب عاشق...
هي حكايات الفراغ والعطالة والغلاء والضياع...
هي حكايات الموت عوزًا... والرحيل مبكرًا...
دعنا... معًا... نحكِ لك حكاياتنا... هي موجعة... لكنها بلون الوطن، وطعم مرارة الخوف والهشاشة...
يا صاحبي...!
أبهجت مراكش بـ 80 ساعة و35 دقيقة من الحكي المتواصل...
حطمت رقمًا قياسيًا في "البهجة" و"الفن الأصيل"...
جميل... أن تحكي القلوب المتفائلة لا الحناجر المسافرة في خيال غير خيال الوطن...
دعنا من هذا...
فوزير الثقافة والشباب والتواصل في غيبوبة عن واقع مُرّ يُدمي قلوب الشباب المغربي...
فبينما يزهو بنسعيد بهذا "الإنجاز التاريخي"، يتجاهل عن قصد (أو عن جهل؟) الأرقام الكارثية التي تُنذر بكارثة اجتماعية واقتصادية وشيكة.
هو يعلم أرقامنا القياسية...
دعنا نحكِ... ونحطم زمن الوجع...
أكثر من 300 ألف شاب مغربي يغادرون البلاد سنويًا بحثًا عن فرص عمل.
معدل البطالة في صفوف الشباب (15-24 سنة) تجاوز 32%، أي ضعف المعدل الوطني.
هل يعلم أن أكثر من 40% من الشباب خريجي الجامعات عاطلون عن العمل؟
يبدو أن هذه الأرقام لا تثير قلق وزير يخطط لشباب باريس لا شباب الهراويين وكل أحيائنا الحزينة...
فهو يفضل التركيز على "البهجة" و"الفن" و"التراث"... تمامًا كما فعل عندما رصدت وزارته ميزانية ضخمة للمهرجانات الفنية والاحتفالات الصاخبة، في الوقت الذي تعاني فيه دور الشباب والمراكز الثقافية من نقص حاد في التمويل والتجهيزات.
لنضع الأمور في نصابها: كم كلّفت هذه "البهجة" التي دخلت بها مراكش موسوعة غينيس؟ كم مليارًا صُرفت على استضافة 100 حكواتي من 30 دولة، بينما تتضور جوعًا المشاريع الثقافية والإبداعية التي يقودها شباب مغاربة؟
يا بني...
أنت تتباهى برقم قياسي في الحكي... بينما يسجل الفساد والرشوة أرقامًا قياسية في المغرب! تقرير منظمة الشفافية الدولية الأخير كشف عن تراجع مدوٍ للمغرب في مؤشر مدركات الفساد، مسجلًا أدنى مستوى له منذ سنوات. والسبب واضح: غياب الشفافية والمساءلة، وتفشي المحسوبية والزبونية في توزيع المناصب والموارد.
فلتخبرنا: هل كان الأجدر صرف هذه الملايين على مهرجان الحكي، أم على دعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة التي تخلق فرص عمل للشباب؟
هل كان الأجدر استضافة حكواتيين أجانب، أم دعم المواهب المغربية الشابة التي تعاني من التهميش والإقصاء؟
الخلاصة المُرة...
إن الوزير الذي يحتفل برقم قياسي في الحكي، بينما يتجاهل الأرقام القياسية للبطالة والفساد، هو وزير خارج السياق، وزير لا يرى الواقع، وزير يرتكب خطيئة تاريخية في حق الشباب المغربي...
فليتذكر الوزير الوسيم أن التاريخ لا يرحم، وأن الأجيال القادمة ستحاسبه على خياراته وقراراته...
دعنا نحكِ معًا... حكاياتنا الحزينة بلسان شباب لم تعرفه بعد...
قريبًا... لنا معك حكايات عن مخيمات أُغلقت... ووعدتَ بجيل جديد...
ننتظر هذه الحكاية... وحكايات طويلة مع الخفاء...
وحكايات أخرى... عن عالم جامعات الشباب، والتكوينات، ولغة الاستراتيجية بلا مرجعية...
تذكر... الشباب هم:
سواعد معطلة في القرية والبادية...
أنفاس تُنهك في معامل القهر بلا أفق...
شباب يموتون في صمت، في أوراش البناء، تحت القيظ والقَرّ والقَهر...
ظلال بشر حطمهم القرقوبي والبوفا...
مرضى يتسولون الدواء والعزاء... والعزاء...
جثث يلفظها البحر...
قابعون في السجون بجرائم يصنعها الفقر والقهر...
هل نحكي لك حكاياتنا الحقيقية... يا بني؟
هناك خلل ما...
لا تغضب...
فقط خذ جلسة حكي مع الشاب الحقيقي...
خارج مقر البام بالدار البيضاء، على بعد خطوات من عين الذئاب..
لقد عدتَ إلى الترويج الإعلامي بمشاريع لا تلامس الواقع. أيها الشاب الحالم، ويا بنسعيد، بالله عليك، استشرْ من حولك، فأنت تخطط لمغرب ثقافي تجهله، ولشباب يرتشف القهوة في الغرب.
هل تعرف شباب مدن الصفيح والقرى والدواوير ؟ ماذا يفعل بهم "البوفا"؟ هل سيصنع الأمل تحطيم رقم قياسي في الحكي؟
حكاياتنا مرة وقاسية، حكايات شباب يموت غرقًا، حكايات فراغ وعطالة وغلاء وضياع، حكايات موت وعوز ورحيل مبكر.
دعنا نحكِ لك حكاياتنا الموجعة، بلون الوطن ومرارة الخوف والهشاشة.
أبهجت مراكش بـ 80 ساعة و35 دقيقة من الحكي، وحطمت رقمًا قياسيًا في "البهجة" و"الفن الأصيل"، ولكن الأجمل أن تحكي القلوب المتفائلة لا الحناجر المسافرة في خيال غير خيال الوطن.
وزير الثقافة والشباب والتواصل في غيبوبة عن واقع مرٍّ يُدمي قلوب الشباب المغربي. بينما يزهو بنسعيد بهذا "الإنجاز التاريخي"، يتجاهل أرقامًا كارثية تنذر بكارثة اجتماعية واقتصادية وشيكة.
أكثر من 300 ألف شاب مغربي يغادرون البلاد سنويًا بحثًا عن فرص عمل. معدل البطالة في صفوف الشباب (15-24 سنة) تجاوز 32%، أي ضعف المعدل الوطني. وأكثر من 40% من الشباب خريجي الجامعات عاطلون عن العمل.
يبدو أن هذه الأرقام لا تثير قلق وزير يخطط لشباب باريس لا شباب الهراويين. فهو يفضل التركيز على "البهجة" و"الفن" و"التراث"، ويرصد ميزانيات ضخمة للمهرجانات الفنية والاحتفالات الصاخبة، في الوقت الذي تعاني فيه دور الشباب والمراكز الثقافية من نقص حاد في التمويل والتجهيزات.
كم كلّفت "البهجة" التي دخلت بها مراكش موسوعة غينيس؟ كم مليارًا صُرفت على استضافة 100 حكواتي من 30 دولة، بينما تتضور جوعًا المشاريع الثقافية والإبداعية التي يقودها شباب مغاربة؟
أنت تتباهى برقم قياسي في الحكي، بينما يسجل الفساد والرشوة أرقامًا قياسية في المغرب! تقرير منظمة الشفافية الدولية الأخير كشف عن تراجع مدوٍ للمغرب في مؤشر مدركات الفساد، مسجلًا أدنى مستوى له منذ سنوات بسبب غياب الشفافية والمساءلة، وتفشي المحسوبية والزبونية في توزيع المناصب والموارد.
هل كان الأجدر صرف هذه الملايين على مهرجان الحكي، أم على دعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة التي تخلق فرص عمل للشباب؟ هل كان الأجدر استضافة حكواتيين أجانب، أم دعم المواهب المغربية الشابة التي تعاني من التهميش والإقصاء؟
الخلاصة المرة: الوزير الذي يحتفل برقم قياسي في الحكي، بينما يتجاهل الأرقام القياسية للبطالة والفساد، هو وزير خارج السياق، وزير لا يرى الواقع، وزير يرتكب خطيئة تاريخية في حق الشباب المغربي.
فليتذكر الوزير الوسيم أن التاريخ لا يرحم، وأن الأجيال القادمة ستحاسبه على خياراته وقراراته.
قريبًا لنا معك حكايات بلا بهجة عن مخيمات أُغلقت، وعن جيل جديد وعدتَ به.
تذكر، الشباب هم: سواعد معطلة في القرية والبادية، أنفاس تُنهك في معامل القهر بلا أفق، شباب يموتون في صمت، ظلال بشر حطمهم القرقوبي والبوفا، مرضى يتسولون الدواء والعزاء، جثث يلفظها البحر، قابعون في السجون بجرائم يصنعها الفقر والقهر.
هل نحكي لك حكاياتنا الحقيقية؟
هناك خلل ما، فلا تغضب، وخذ جلسة حكي مع الشاب الحقيقي، خارج مقر البام بالدار البيضاء، على بعد خطوات من عين الذئاب.