قال فهد المصري، رئيس جبهة الإنقاذ الوطني في سوريا أن موقف المغرب الذي عبر عنه الملك محمد السادس في تهنئته للرئيس السوري أحمد الشرع، "تأكيد جديد على الثبات في المواقف السياسية والإنسانية للمملكة، التي كانت ولا تزال تتمثل في دعم ومساندة الشعب السوري، لتحقيق تطلعاته إلى الحرية والطمأنينة والاستقرار، وزاد في لقاء مع جريدة "أنفاس بريس"، معتبرا أن خصوم السيادة المغربية هم خصوم لأنفسهم، فهم الخاسرون لأنهم يسيرون عكس المنطق وعكس التيار.
ماهي قراءتك لتهنئة الملك محمد السادس لأحمد الشرع؟
لقد عودتنا المملكة المغربية الشريفة على اتساع أفقها ورؤيتها السياسية وعلى الثبات في مواقفها المبدئية وليس غريباً تهنئة جلالة الملك محمد السادس لرئيس الدولة السورية في المرحلة الانتقالية أحمد الشرع، فالمغرب حريص على وحدة سورية الوطنية والترابية كحرصه على استعادة السوريين للامن والاستقرار ونيل الحرية التي يستحقونها بعد كل التضحيات الهائلة التي قدموها من اجل حريتهم وكرامتهم واستعادة قرارهم الوطني.
جلالة الملك كان اول من زار اللاجئين السوريين في مخيمات اللجوء في الأردن وأمر بتشييد مشفى عسكري لخدمة اللاجئين هناك ونحن لن ننسى أفضال المغرب وأهله لا سيما الاستجابة الملكية من طرف محمد السادس لمناشدتنا ومناشدة منظمات المجتمع المدني استقبال السوريين الذين كانوا عالقين على الحدود مع الجزائر.
وانا افتخر أن خال زوجتي (وهي من المغرب من أصول أندلسية وأبنائي الثلاثة تشرفوا بحمل الجنسبة المغربية) كان أحد الضباط الأبطال الذين استشهدوا دفاعاً عن صحراء المغرب ودفن في مدينة العيون وكان أحد الأبطال المغاربة الذين حاربوا للدفاع عن الجولان السوري المحتل في كتيبة التجريدة المغربية التي أرسلها الملك الراحل الحسن الثاني رحمه الله إلى سورية لمساعدة السوريين للدفاع عن أرضهم رغم كل السياسات العدائية ضد المغرب التي استخدمها حافظ الأسد.
دعوتم في آخر بلاغ لجبهة الإنقاذ الوطني في سوريا، إلى الاعتراف بالسيادة المغربية على الصحراء، على أي أساس تمت هذه الدعوة؟
دعوتنا جاءت بناء على سياستنا المبدئية القائمة على احترام السيادة الوطنية والترابية للدول.
قيام مجموعة مسلحة تستقوي على وطنها وأبناء جلدتهم بالخارج وبأجندات غير وطنية لا يمكن التسامح معها، ورغم ذلك كان الموقف المغربي موقفاً حكيماً يتسم بالكثير من التسامح وقدم حلا سياسياً هو أقصى الممكن، ومع هذا فالتعنت والغباء السياسي هو صفة متلازمة لهذه المجموعة المارقة التي تؤكد من خلال تعنتها انصياعها الكامل لأجندات مشغليها العدائية للمغرب، وأنها لا تريد الحل ضمن الرؤية الوطنية والسيادية للدولة بل تؤكد أنها لا يمكن أن تستمر إلا كمجموعة أشرار خارج القانون.
لذلك، نحن ومنذ سنوات، وجهنا دعوة عدة مرات للمجتمع الدولي بضرورة تصنيف هذه المجموعة كجماعة إرهابية وتنظيمها تنظيما إرهابيا.
أغلب دول العالم اليوم تعترف بسيادة المغرب على صحرائه وتفتتح قنصليات في محافظات الصحراء المغربية، كتعبير رسمي للتأكيد على سيادة الدولة المغربية على كامل أراضيها وهناك مشاريع واستثمارات اقتصادية وتنموية هائلة قائمة في تلك المناطق، والخروج عن المنطق لا يعني سوى السير عكس التيار وعكس الإجماع الوطني للمغاربة.
نحن ليس من سياستنا التدخل في الشؤون الداخلية للدول، وسياستنا قائمة على احترام الوحدة الوطنية والترابية لأي دولة شقيقة ومن حق الدولة المغربية اتخاذ ماتراه مناسباً من قرارات وإجراءات لحفظ أمنها واستقرارها وسيادتها.
كيف يمكن للقيادة الجديدة في سوريا أن تصلح موقف النظام السابق من الوحدة الترابية للمغرب وسيادته على صحرائه؟
وجهت الدعوة للرئيس الشرع لفتح صفحة جديدة بين دمشق والرباط بقطع العلاقة مع البوليساريو بشكل نهائي وافتتاح قنصلية في مدينة العيون بالتزامن مع استعادة العلاقات الدبلوماسية قريبا إن شاء الله، وسألتقي خلال الأيام القليلة القادمة بعميد الدبلوماسية السورية السيد أسعد الشيباني، وسأبحث معه أفق بناء علاقات استراتيجية متينة مع المغرب والاستفادة من الخبرات والتجارب المغربية في التنمية والإدارة المحلية والنهوض بالاقتصاد وإقامة شراكة استراتيجية تستفيد منها سورية من خبرات المغرب في بناء مؤسسات الدولة المدنية والعسكرية وفتح أفق التعاون لمساهمة المغرب والقطاع الخاص في عملية إعادة البناء والإعمار، والعلاقة مع المغرب ستكون في طليعة محادثاتي مع الرئيس الشرع قريبا أيضا.
كيف ترى موقف خصوم الوحدة الترابية في المغرب لأي موقف رسمي سوري من مغربية الصحراء، بل وكما دعوت لافتتاح قنصلية سوريا في العيون؟
خصوم السيادة المغربية هم خصوم لأنفسهم، فهم الخاسرون لأنهم يسيرون عكس المنطق وعكس التيار.
من لا يعرف المغرب لا يعرف قوة الدولة المغربية ولا يدرك أهمية المدرسة الدبلوماسية المغربية.
ننصح حدثاء الأسنان للتعلم من المغرب كيف تبنى الدول العظيمة وتعلم فنون السياسة والعمل السياسي والنهوض الاقتصادي.