أوضح ضيف البرنامج الدكتور عبد الوهاب زايد، بأنه منذ أن تقلد الشيخ زايد مقاليد الحكم، تم إطلاق مشاريع كبيرة لتطوير عدة قطاعات ومن بينها قطاع النخيل وإنتاج التمور والقطاع الزراعي عامة الذي حظي بالاهتمام الكبير.
واستنطق الدكتور عبد الوهاب زايد صفحات التاريخ الزراعي للنخيل وإنتاج التمور، متحدثا عن التنمية الزراعية التي استطاع الشيخ زايد أن يجسدها من خلال تحويل الصحراء القاحلة إلى واحات خضراء، مؤكدا على أن هذه المنظومة لا توجد إلا بدولة الإمارات العربية المتحدة.
وكبداية لهذا المشروع الكبير أشار نفس المتحدث إلى أن هناك مشاريع مختلفة انطلقت، حيث تم آنذاك توجيه دعوة لعلماء وباحثين كبار في مجال الزراعة، ينتمون إلى منظمات دولية متخصصة في هذا المجال. وتم تسهيل زياراتهم لدولة الإمارات العربية المتحدة مع التركيز على إمارة أبو ظبي وقتئذ، حيث قاموا بزيارة عدة واحات، لكن عند عودتهم ليعطوا نتائج الزيارة للشيخ زايد - قالوا - بأن هناك استحالة مائة في المائة، العمل في تلك الواحات بزراعة حديثة تتماشى مع هذا المجال في تلك الظروف القاسية للطقس والمناخ الصحراوي. وأطلقوا عليها اسم "الصحراء القاحلة" وأكدوا بأن الواحات ستبقى على حالتها.
في هذا السياق أوضح ضيف البرنامج بأن الشيخ زايد لم يتقبل النتائج التي قدمت إليه، على اعتبار أنه يؤمن بقولة "اعطوني زراعة أعطيكم حضارة" وهكذا انطلق العمل من الواحات المتناثرة وكذلك الواحات القديمة المحيطة بظروف صعبة، والتي تحولت إلى واحات تضاهي أجمل الواحات في العالم، من بينها "واحة ليوا" و "واحة العين" حيث فازت دولة الإمارات العربية المتحدة بجائزة الإرث الزراعي العالمي من منظمة "الفاو".
وعن فترة الثمانينات والتسعينات أشار نفس المتحدث بأنها عرفت إطلاق عدة مشاريع كبيرة زراعية، فضلا عن عملية تشجيع المستثمرين في القطاع، علاوة على إنشاء أكبر مختبر لزراعة الأنسجة في العالم في مدينة العين، حيث بعد أقل من خمسة عشر سنة بدأ إنتاج ما لا يقل عن 150 ألف شتلة سنويا لخمسين صنف بدولة الإمارات. وكانت التوجيهات تؤكد على توزيع الشتلات مجانا على المواطنين، بالإضافة إلى إهداء ـ وليس بيع ـ عشرات الآلاف من الشتلات للدول العربية الصديقة والشقيقة التي تهتم بزراعة النخيل.
والجميل بالنسبة للدكتور عبد الوهاب زايد أن تطور مستوى هذه الزراعة ببعض الدول هو ناتج عن هذا الإهداء لشتلات النخيل قبل خمسة وعشرين سنة .
ولم يفت ضيف القناة أن يذكر بعملية زراعة ملايين النخيل بدولة الإمارات العربية المتحدة بأصناف ذات جودة عالية، زيادة على ذلك تم تأسيس أكبر مصنع للتمور في العالم، هو مصنع الإمارات بالساد، الذي بدأ ينتج ويصنع ويخزن 100 ألف طن، وقد وصل الآن إلى 200 ألف طن، حيث يعتبر المنتوج الإماراتي من أجود التمور عالميا، وتتهافت عليه الشركات الكبرى للتوزيع على الدول الفقيرة، أيضا يتم تصدير منتوج تمور الإمارات العربية المتحدة إلى أكثر من 50 دولة في العالم. مما اعتبره الدكتور عبد الوهاب زايد قفزة نوعية وقوية في هذا المجال.
في سياق متصل شدد نفس المتحدث على الدعم الذي تم تقديمه للمزارعين على مستوى الأصناف الجيدة في إطار السياسة الزراعية التي نهجها الشيخ زايد، مما ساهم في هذا التحول القوي على مستوى الإنتاج. فضلا عن عملية تشجيع الاستثمار حيث أفاد بأن هناك عدة مستثمرين إماراتيين في عدة دول، علاوة على مزارع تجارية حديثة ذات جودة عالية.
وأوضح الدكتور عبد الوهاب زايد بأن من أنشطة جائزة خليفة الدولية للنخيل والابتكار الزراعي هو مساعدة الدول المنتجة والمصنعة للتمور في تطوير هذه الصناعة وتحديث الاستراتيجية الوطنية لهذه الزراعة لديهم، حيث تم بتنسيق مع وزارة الزراعة ووزارة التجارة والصناعة المصرية خلال سبع سنوات تطوير هذا القطاع بعد إنشاء مصانع للتمور بجمهورية مصر العربية، ووضع دراسة استراتيجية وطنية لزراعة النخيل.
وقال في هذا الصدد بأن كل هذه الجهود وغيرها، اتمرت اتخاذ قرار رئاسي بجمهورية مصر العربية لزراعة سبعة ملايين نخلة من الأصناف الممتازة، وهذا عمل يبرز الجهود التي تقوم بها دولة الإمارات العربية المتحدة لتطوير القطاع على صعيد الوطني والإقليمي والدولي.