المــبــحــــــوث عــنهـــــــا...!
شعر سميرة فرجي
أَنَّى لنَـــا فِي ذِي ٱلشَّـــدائـــــدِ مُـلْـتَـحَــــــدْ
وَتَـــوحُّــــدُ ٱلنُّخــبِ ٱلْجــريحـةِ مُـفـتـقَـــــدْ؟
أَنَّى لنَا كـســبُ الــرِّهـــانِ وشــمْــلُــنَــــــــا
عـصفَتْ به ريـــــحُ التَّفكُّكِ في ٱلشِّـــــــددْ؟
أحــــزابُـــنـــا كُــثْـــــــرٌ بلا أثـــــرٍ وَهَــــا
هي ذي تناغي الصِّفِرَ في سِفْرِ ٱلعـــــــــددْ
صعِـــدَتْ هنــــاك على مَـــــدارج حلْمنــــا
فـتـنـكَّــرَتْ لِمــواطـــنٍ طلــــــبَ الــمَــــددْ
وتنكَّـــــرتْ يا لَلْعــهــــــودِ لكـــــلِّ مَـــــــنْ
يشكـو الخصاصَ ويـسْتَحِي إِنْ مَدَّ يَــــــــدْ!
أتـــخـــالُها يـــومـــــًا سـتـسْـمـــــو لِلْعـــلا
وتـشِــعُّ في يـدِهـــا مفــاتيــــحُ الأبــــــــدْ؟
أتـــخـــالُهــــا سَـتَـفِــي بمُعْـجِـزِ وعْــدِهـــا
وتـتـيــــحُ للشَّعــــب الكـرامــةَ وٱلــرَّغــدْ؟
لا لَـنْ تُصـــدِّقَ أمَّــةٌ خُـطَـــــبَ الّــــــــذي
أعْـطـــى لها وعْــدًا وأَخـلَـــفَ مَا وعَــــــدْ
أحــزابـنـــــا تَـجْــتَــــــرُّ ألـــفَ حِكـــايــــةٍ
وكَــثَـوْرِ ســاقـيـــةٍ تَــدُورُ بلا مَـســــــــــدْ
أبطـالهـــا وهَــنـــوا وجـــــفَّ مَـعـيـنـــهُــم
وا خـيـبةَ الأوْطــــان إنْ وهَــــن السَّـنـــــدْ
الـكُــلُّ يحــــمــــلُ هــمَّـــــهُ يا صاحـبـــي
مَــنْ ذا سيحمـــل غــيــــرةً هـــمَّ البلــــدْ؟
أعـمـاهُــــمُ سِـحْـــرُ المنـاصــب لم يَـــرَوْا
دَمْــــــعَ المَــرَارة حــارقـــًا يجــري بِخــدْ
فـــافــطــنْ أيـــا مَـــنْ تَسْتدِلُّ بـكـفِّــهـــــمْ
مَـــنْ دَلَّــهُ الأعــمــــى إلى دربٍ شـــــردْ
يــا عـالمـًـا ماذا نُجــــــابـــهُ في الخَــفَـــا
مُـتـهـيِّـبــًا مِمَّـــا سيُـــولـــدُ بَعْــــدَ غــــــدْ
قُـلْ لِلَّــذي صَعـــدَ الكـراســي واشـتـهــى
لــو أنــه في حِــضْـــن مـعْــبَــدِهـا خـلـــدْ
ستــدورُ أيــامٌ ويَـصْـعَـــــدُ مَـــنْ هَـــــوَى
وتـــدورُ أيـــامٌ ويـنــزِلُ مَــنْ صـعــــــــدْ
"وا جـبـهـتــاهُ الــداخـلــيـةُ " لــمْــلـــمِــي
عــنـكِ التَّـــواكـل وٱبعـثــي نَـفَـســًا خَمــدْ
رُصِّــي ٱلصُّفُـــوفَ بمــا يليـــقُ بدولـــــةٍ
أمجــادُهــــا فــــوق السَّحـاب بـدون حــدْ
كِــدِّي وجِـــدِّي مـا اسـتـطـعْــــتِ بهــمَّـةٍ
فَبِغَيْـــرِ جِـدٍّ كيف نصلـحُ مـا فـــســـــدْ؟
وبـغـيــر جِـــدٍّ لا حــكـامــــةَ تُـرتـــجَــى
لا شيءَ نُدركــــــه بلا ســعْــــيٍ وكَــــدْ
وإذا هــــي الأوطـــانُ يومــًا أشــرقـــتْ
فالسِّــرُّ في شـعــبٍ تجـاهــد واجتهـــــدْ
يا جـبـهَـتِي المبْحــوث عنْـــكِ بداخلـــــي
إنَّ الــوَنَـــى فـيـنــا فـأيْـنَـــكِ مُلــتــحــدْ؟
ما حاجتي في ذا الزَّمان إلى البُكــــــــــا
وخـطــابِ تـيـئـيــسٍ يُطـيـح بمُـعـــتــقــدْ
قُــومِـي عـلـى قَــدَم الشُّمـوخ وجلجلــــي
كوني لنا القلبَ المبـاركَ في ٱلجســـــــدْ
إنَّ العـــداءَ الخــارجــيَّ يكيـــدُ لــــــــي
مـسْـتـهــدفــًا بمخـطَّــــــــــطٍ أمْنَ البلــدْ
ما كـنـت أحـبــطُ في ســـلامٍ ســعــيَــــهُ
لولا التـيـقـــظ في حُــمــاتــيَ والجلــــدْ
لــولا رجـــــــالٌ لا تــنــامُ عــيـونُهــــمْ
وســواعــدٌ تَبْلــو المخــاطـــرَ في كبَـــدْ
هـــا قدْ مضى عِـقـــدٌ أُهَــدْهِـــــدُهُ فـلا
نـفـــذَت مـكــائِــدُه ولا صـبـري نـفـــدْ
فالـقــي عـليـهِ وهْــجَ عـزْمــكِ وٱخبري
مـن جـاء يـزرعُ فـتـنـةً باســم الحـســدْ
إنْ كـان في قُــرْبِ الأعـادي جـرحنــــا
فالبُعْـــدُ في شـرعِ العــداوة كالضَّـمــــدْ
يا قـســوةَ الأقـــدار كيـف يـضـيـقُ بـي
كَــوْنٌ لأُحْـشَـــرَ في الجِـوارِ معَ النَّكَـدْ؟
جَــحَــدَ الّـــذي آنسْتُـــه وبِعِــــزَّتـــــي
لو أننـي آنسْــتُ صخـــرًا ما جَـحَـــــدْ
المُلْكُ عُـقْــدَتُـــهُ ورَمْلــــيَ حُـلْــمـــــهُ
فالطــفْ بهِ يا مَنْ بهِ تُـشْـفَـــى العُقــدْ
أيـظــنُّ أنِّــي عـــنْ رُبـــوعــيَ غـافـلٌ
أو أنّـَني بالصَّـمتِ أجـهــلُ ما حصــدْ؟
مـازال تــرْســيـــمُ الحـدود قــضـيـتـي
سـأذودُ عـنـهـا بالنَّـفـيـــسِ وبٱلْــولــــدْ
من قال " أبنـاء ٱلْأُصـول" تراجـعُــوا؟
وهُــمُ الــذيــن تَــدَافَعُـــوا منـذُ الأمــدْ؟
مـــن ذا يســوِّي بـوقَ زيـــفٍ بالـــذي
مَلَكَ الأَدِلَّــــةَ كــلَّـهــــا والـمُـسْـتـنــدْ؟
سـتـفِــرُّ مِنْ غضبِ الـرِّمـــال خيامُــهُ
لِتـجـيـئَـنِـي فـأنـا الــذي بِـيَـدِي الـــوَتَـدْ
يا قُــوَّةَ الــدَّعْـــم المـنـيـعــة شــمِّــري
عَنْ سـاعــديْــكِ لينجـلــي ليلُ الكمــــدْ
صُونِـي الثَّـوابـتَ والمَـرابـع واصمــدِي
فالنصرُ في عِزِّ الخطُوب لمَنْ صمــــدْ
وهو الحـفــاظُ على الثــوابـتِ مـطـلبٌ
في صــدِّ عـــدوانٍ تسعَّــر واتَّقــــــــدْ
ولْتُـشـهِـــدي التَّـــاريـــخَ أنَّ ولاءَنـــــا
مـيـثــاقُ حبٍّ لنْ يـزعْــزعَــــهُ أحـــدْ
وشعــارُنــا عــرْشٌ وشـعْــبٌ هَـا هُـنَـا
مُـتَــلاحِــمــان وصَـامِــدانِ إلى الأبَــدْ