احتضنت قاعة الندوات بالمدرسة الوطنية للتجارة والتسيير بأكادير فعاليات المنتدى التربوي الجهوي للغة الأمازيغية بمشاركة أكثر من 160 خبيرا وباحثا وفاعلا تربويا نظمه الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة سوس ماسة، بمناسبة احتفالية السنة الأمازيغية الجديدة2975، وذلك يوم الثلاثاء 21 يناير 2025.
وشارك في أشغال هذا المنتدى التربوي الجهوي، الذي ترأست فعاليات دورته الأولى، وفاء شاكر، مديرة الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة سوس ماسة، إلى جانب أمينة ابن الشيخ، مستشارة رئيس الحكومة المكلفة بملف الأمازيغية، وعدد من الباحثين والمهتمين والفاعلين في تدريس اللغة الأمازيغية في مستوياتهم المحلية والإقليمية والجهوية والوطنية، طيلة يوم كاملة، عبر مداخلات علمية وورشات ماستر كلاس، تفاعلية.
وقالت وفاء شاكر مديرة الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة سوس ماسة، إن تنظيم الأكاديمية لهذا المنتدى التربوي الجهوي ليعكس التزام الأكاديمية والفاعلين فيها بتعزيز مكون اللّغة الأمازيغية وإسهاما منها في الدفع إلى الأمام باللغة الأمازيغية في تناغم تام مع مقتضيات دستور المملكة لسنة 2011 ، لاسيما ما تنص عليه مقتضيات الفصل 5 منه الذي يؤكد على أن " الأمازيغية تعد أيضا لغة رسمية للدولة، باعتبارها رصيدا مشتركا لجميع المغاربة بدون استثناء".
وبقدر ما استحضرت مديرة الأكاديمية، خلال افتتاح أشغال هذا المنتدى التربوي الجهوي، بتقدير بالغ الجهود المبذولة من قبل مختلف الهيئات والفاعلين من هيئة التربية والتعليم وهيئة التفتيش والتأطير والمراقبة والتقييم وهيئة الإدارة التربوية والتدبير وجمعيات وهيئات المجتمع المدني وإسهاماتهم لتعزيز مكانة اللّغة الأمازيغية"، أكدت على أن "المنتدى التّربوي الجهوي لتدريس اللّغة الأمازيغية الذي يحضر فعالياته خبراء وباحثون ومهتمون وفاعلون ليؤكد أن التّفكير الجماعي في موضوع بأهمية اللغة الأمازيغية يسهم في تعزيز القيم الوطنية والتشبث بالموروث الثّقافي والرصيد التاريخي ذي البعد القيمي ببلدنا العزيز".
وسارت مديرة الأكاديمية إلى أن "هذا المنتدى فضاء تربويا وأكاديميا وعلميا سيمكن من تعزيز التواصل البناء والتنسيق المحكم وإرساء العمل التشاركي وإعمال التفكير الجماعي في سبيل المساهمة في الارتقاء بتدريس اللغة الأمازيغية عبر بلورة مقترحات وتوصيات يتم استثمارها لإنجاح تنزيل مخطط عمل الأكاديمية للتعميم السّلس لتدريس اللغة الأمازيغية وتحسين جودة تعليمها في أفق كسب رهاني التّعميم والتّجويد".
وشهدت أشغال المنتدى ثلاث مداخلات علمية، الأولى حملت عنوان: "مسار 20 سنة من تدريس الأمازيغية: حصيلة وتطلعات" قدمها محمد زروالي، مدير المناهج بوزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، على أن المداخلة العلمية الثانية أطرها يشو بنعيسى، مدير مركز الدراسات الديداكتيكية والبيداغوجية بالمعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، في موضوع: "آليات التنسيق والتعاون ومداخل من أجل تنمية تدريس الأمازيغية"، فيما المداخلة العلمية الثالثة، قدمتها زينب أمغار باحثة بالمجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي، في موضوع: المسألة اللّغوية إجمالا والأمازيغية خصوصا في أعمال المجلس.
وشكلت جلسات ماستر كلاس، التي توزعت أربع تيمات، أولها يحمل عنوان: تجارب وممارسات تدريس اللغة الأمازيغية: من التوسيع إلى التطلّع نحو التجويد"، وثانيها يحمل عنوان: "أيّة كفايات تنتظر مدرس اللغة الأمازيغية؟"، وثالثتها يحمل عنوان: تدريس اللغة الأمازيغية بمؤسسات الريادة: رهانات وآفاق، ورابعها يحمل عنوان: الإيقاعات الزمنية لتدريس اللغة الأمازيغية".
مناسية للباحثين الخبراء والفاعلين التربويين، منهم مفتشون وأساتذة ورؤساء مصالح، مناسبة للتقاسم وبسط مقترحات والتوصل إلى خلاصات كمي ونوعية، جرى تقاسمها في جلسة عامة، توجت بتكريم ضيوف المنتدى وعدد من الفاعلين.