عام التنوع الثقافي بإستونيا يختتم بحفل شعبي كبير.. تجربة مغربية تلهم العالم (مع فيديو)

عام التنوع الثقافي بإستونيا يختتم بحفل شعبي كبير.. تجربة مغربية تلهم العالم (مع فيديو) الحفل يحمل رسالة ذات أبعاد إنسانية وثقافية عميقة
في مشهد يعكس جمال التعددية الثقافية وروح الانفتاح، اختتمت يوم السبت 18 يناير 2025 فعاليات "عام التنوع الثقافي" في إستونيا بحفل شعبي كبير أقيم في مركز "فيرو" بوسط العاصمة تالين. وعلى مدى عام كامل، شكل هذا الحدث منصة للتعريف بثروة الثقافات المختلفة التي تلتقي على أرض إستونيا، حيث جاء الحفل الختامي ليكون احتفاءً بالتنوع الذي يوحد المجتمعات ويثريها.
 
افتتحت وزيرة الثقافة الإستونية، هايدي بورغا، الحفل برسالة تحمل أبعادًا إنسانية وثقافية عميقة، حيث قالت: "آمل أن يكون جوهر التنوع الثقافي قد أصبح مألوفًا وعزيزًا لدى الكثيرين في جميع أنحاء إستونيا. لقد أتاح هذا العام فرصة لإبراز مجموعة الأنشطة الإبداعية والعادات التي أُنشئت على مر القرون وما زالت تتطور بفضل الناس والمجتمعات التي تعتبر إستونيا وطنها. هذه هي ثروتنا الثقافية المشتركة."
 
وقد أدار هذا الحدث مؤسسة الاندماج بالتعاون مع عدد من المؤسسات الثقافية والمنظمات المجتمعية، في انعكاس واضح لروح التعاون البناء بين الأطياف المختلفة. وفي كلمة مؤثرة، قال ديمتري موسكوفتسيف، رئيس مؤسسة الاندماج: "من المشجع أن نرى المجتمعات المختلفة تتخذ المزيد من المبادرات للعمل معًا. فالاتحاد يمكننا من تحقيق المزيد. ومن خلال هذا النوع من التعاون، تقوى إستونيا ككل، كما تقوى كل مجتمع بمفرده. تحيا إستونيا الغنية ثقافيًا!"
 
وسط أجواء احتفالية امتزجت فيها الألوان والألحان واللغات، كانت مساهمة الجمعية الثقافية المغربية "دار المغرب" واحدة من أبرز المحطات التي شدت أنظار الحاضرين وأثرت الحدث. برئاسة  بدر الدين المدغري علوي، قدمت الجمعية باقة من الأنشطة التي جسدت عمق وغنى التراث المغربي، تاركة أثرًا لا يُنسى لدى الجمهور.
 
واستهلت الجمعية مشاركتها بعرض للأزياء المغربية التقليدية، حيث عُرضت قطع تمثل التنوع الجغرافي والثقافي للمغرب. من القفطان المزخرف بأدق التفاصيل إلى الجلباب التقليدي والملحفة الصحراوية، أتاح العرض فرصة للحاضرين لاكتشاف تاريخ من الحرفية والفن.

ووسط تصفيق وإعجاب الحاضرين، أبهرت فرقة الجمعية الجمهور بعروض الرقص الفلكلوري المغربي، حيث قُدمت رقصات مثل "الأحواش" و"الركادة"، مع شرح عن دلالاتها الثقافية والاجتماعية.

  
لم يكن للحدث أن يكتمل دون نكهات المطبخ المغربي، حيث قدمت الجمعية ورشًا تفاعلية لتعليم إعداد الحلويات المغربية كالغريبة وكعب الغزال، إضافة إلى عرض حي لفن إعداد الشاي المغربي الأصيل. استمتع الحضور بتذوق الشاي المصفى بالنعناع، الذي يعتبر رمزًا للضيافة المغربية.

كما استقطبت ورشة الحناء اهتمامًا واسعًا، حيث أُتيح للحضور تجربة النقش بالحناء المغربية، وهي فن تقليدي يحمل رمزية الجمال والبركة في الثقافة المغربية.
 
اختتمت مشاركة الجمعية بمحطة تعريفية بالثقافة والتاريخ المغربي، حيث عُرضت صور ومواد تبرز جمال الطبيعة المغربية، تنوع تقاليدها، وأسرار الحياة اليومية فيها.
 
وفي كلمته خلال الحفل، قال رئيس الجمعية بدر الدين المدغري علوي: "إن مشاركتنا في هذا الحفل هي فرصة لإبراز مساهمة الثقافة المغربية في إثراء التنوع الثقافي في إستونيا. نسعى من خلال أنشطتنا إلى بناء جسور تواصل وتفاهم بين مختلف المجتمعات وتعزيز الروابط الثقافية بين المغرب وإستونيا."  
 
لم تقتصر الفعاليات المميزة على المغرب وحده، بل شاركت مجتمعات من مختلف الجنسيات في تقديم عروض ثقافية وفنية أضافت تناغمًا استثنائيًا للحفل. من الموسيقى التقليدية إلى الأطباق الشهية والرقصات الشعبية، كانت الأجواء بمثابة لوحة ملونة تعكس ما يمكن أن يحققه التنوع حينما يجتمع تحت مظلة واحدة.
رابط الفيديو هنا