خدمة لقيم الرحمة والتسامح والحرية والكرامة والمساواة والعدل، وأينما يكون العدل فثم شرع الله، يقول ابن القيم: “إن الله سبحانه وتعالى أرسل رسله وأنزل كتبه؛ ليقوم الناس بالقسط، وهو العدل الذى قامت به الأرض والسموات، فإذا ظهرت أمارات العدل وأسفر وجهه، فثم وجه الله ودينه ورضاه وأمره”. وفي هذا السياق يقول الإمام الغزالي رحمه الله : " إن شريعة الله عدل كلها، ورحمة كلها، مصالح كلها، فكل مسألة خرجت عن العدل إلى الجور، وعن الرحمة إلى ضدها، وعن المصلحة إلى المفسدة، وعن الحكمة إلى العبث، فليست من الشريعة وإن دخلت فيها بالتأويل، فالشريعة عدل الله في عباده، ورحمته بين خلقه" فهذه المدرسة العقلانية التي أسسها الفيلسوف ابن رشد ساهمت بطريقة أو بأخرى في نهضة أوروبا وبعض الدول في أمريكا اللاتينية، فهل يمكنها أن تساهم اليوم في نهضة بعض دولنا العربية والإسلامية التي كان أحد فلاسفتها منشئها ومبدعها ورائدها؟!.