80 سنة سجنا نافذا لأربع شقيقات بمكناس

80 سنة سجنا نافذا لأربع شقيقات بمكناس

أدانت محكمة الاستئناف بمكناس أربع متهمات شقيقات بعشرين سنة سجنا نافذا لكل واحدة منهن، بعد مؤاخذتهن من أجل جنايات استعمال وسائل التعذيب لتنفيذ القتل العمد مع سبق الإصرار في حق شقيقتهن، وهي العقوبة نفسها التي أدين بها دجال بويسلان من أجل المساهمة والمشاركة في ذلك، مع التصريح ببراءته من جريمة إعطاء مواد مضرة بالصحة نتج عنها الموت والنصب.

وتعود وقائع القضية إلى تاريخ 28 فبراير 2009، عندما قام المسمى (ر.ع) بإشعار الضابطة القضائية لشرطة ويسلان، التابعة لولاية الأمن بمكناس، بأن أخته (ح.ع) توفيت جراء العنف الجسدي الذي مورس عليها من قبل شقيقاتها. وعند الانتقال إلى مسرح الجريمة، عاينت عناصر الشرطة آثار العنف على أنحاء مختلفة من جسد الضحية، التي تم نقل جثتها إلى مستودع حفظ الأموات بالمستشفى الإقليمي بمكناس، بغرض إخضاعها للتشريح الطبي، فتأكد أن تعرضها للتعذيب كان سببا مباشرا في وفاتها.

وعند الاستماع إليهن تمهيديا في محاضر قانونية، اعترفت المتهمات الأربع بممارسة العنف والتعذيب على شقيقتهن بواسطة السلاح الأبيض، وذلك لتخليصها من مس شيطاني، الأمر الذي أكده "الفقيه" (ع.خ)، حينما اعترف بممارسته للشعوذة من أجل صرع الجن، مفيدا أن هذا الأسلوب لم يجد نفعا مع الضحية، ما جعله يمارس عليها عنفا بسيطا في بداية الأمر، قبل أن يأمر شقيقاتها بتعنيفها فلم يترددن في ذلك.وأضاف أنه بعد فقدانه السيطرة على الوضع، خصوصا مع احتدام الصراع بين المتهمات والهالكة وعلمه بدخولها في غيبوبة وبالتالي احتضارها، لاذ بالفرار دون أن يشعر المصالح الأمنية.

وقد أنكرت الشقيقات الأربع خلال مرحلة التحقيق الابتدائي المنسوب إليهن، قبل أن يؤكدن أثناء الاستنطاق التفصيلي أنهن عاجزات عن الإجابة، وتظاهرن بالحمق، لتقرر غرفة التحقيق إخضاعهن لخبرتين طبيتين، أسندت الأولى للدكتور سعيد الشريف الكتاني، اختصاصي الأمراض العقلية والنفسية، الذي خلص في تقريره إلى أن المتهمات لا تظهر عليهن أعراض واضطرابات عقلية تهم التمييز أو التقدير أو التحليل، مبرزا أنهن يعانين من اضطرابات نفسية ناجمة عن الجريمة المرتكبة.. في حين أكدت الدكتورة فوزية بن الطاهر، التي أنيطت بها مهمة إجراء الخبرة الثانية، أن المتهمات الأربع أصبن بهذيان واضطراب في الشخصية وانفصام هستيري حاد قبل وقوع الجريمة.