توزيع التلاميذ للشوكلاط بالأقسام .. هل هو "رشوة" أم عربون تكريم للأساتذة؟!

توزيع التلاميذ للشوكلاط بالأقسام .. هل هو "رشوة" أم عربون تكريم للأساتذة؟! اختلاف في وجهات النظر حول سلوك توزيع "الشكلاط" على رجال ونساء التعليم
خلال السنوات الأخيرة، ظل العديد من المراقبين يحذرون من تنامي ظاهرة الاعتداء على الأساتذة داخل فصولهم الدراسية، مؤكدين أن هذه الظاهرة تدق ناقوس الخطر وتؤثر على المنظومة التعليمية في البلاد.
 
حاليًا، تغيرت الأمور بطريقة صادمة، وبدل انتشار بعض الفيديوهات التي تظهر العنف اللفظي أو الجسدي تجاه بعض الأساتذة، أصبحت مواقع التواصل الاجتماعي بمسمياتها المختلفة تعج بالعديد من الفيديوهات التي تظهر منح الهدايا من قبل التلاميذ إلى أساتذتهم. وغالبًا ما تكون هذه الهدايا عبارة عن حلويات أو شوكولاتة. فما الذي حدث حتى انتقلنا من النقيض إلى النقيض؟

"أنفاس بريس" استفسرت آراء بعض رجال التعليم حول قضية منح الشوكولاتة والحلويات من قبل التلاميذ إلى الأساتذة، ومدى انعكاسات ذلك على المنظومة التعليمية في البلاد. كما تساءلت: هل قطعنا نهائيًا مع سلسلة العنف الذي كان يُمارس ضد بعض الأساتذة، أم أن الأمر مجرد ظاهرة لن تدوم طويلاً؟
 
حسن الصمدي، رجل تعليم، أكد في تصريح لـ"أنفاس بريس" أن إقدام التلاميذ على منح الشوكولاتة أو الحلويات إلى أساتذتهم حركة نبيلة، خاصة بعد سلسلة من العنف التي كان ضحيتها مجموعة من رجال ونساء التعليم.
 
وقال حسن الصمدي: "هناك حاليًا إرادة لإصلاح ذات البين بين التلاميذ والأساتذة. وهناك رغبة من قبل العديد من التلاميذ أن يجعلوا الفصل فضاءً للفرح، ويريدون التحكم في مجرياته بطريقتهم الخاصة، كما أنهم يردون على المبادرات الإنسانية لبعض الأساتذة".
 
وأكد أن الأمر لا يتعلق بأي "رشوة" من قبل أصحاب هذه المبادرة للحصول على نتائج جيدة في الامتحانات.
من جهته، ذهب محمد العلوي، رئيس جمعية نور البطحاء للتنمية البشرية بالبيضاء، في الاتجاه نفسه، مؤكدًا لـ"أنفاس بريس" أن المبادرة جيدة وتدخل في إطار الاحترام المتبادل بين الأساتذة والتلاميذ، بعد موجة العنف التي طالت رجال التعليم.
 
ونفى العلوي أن يكون لهذا السلوك أي تأثير سلبي على التحصيل الدراسي، مؤكدًا أنه خلال العقود السابقة كان رجال ونساء التعليم يبادرون إلى منح الهدايا لبعض التلاميذ، أما الآن فقد تغيرت الصورة، وأصبح التلاميذ أبطال هذه المبادرات.
 
من جهة أخرى، لم ينظر الأستاذ كمال بلحسن إلى هذه الظاهرة بنفس النظرة الإيجابية. وقال: "إن منح التلاميذ للأساتذة بعض الحلويات والشوكولاتة يدخل في إطار التمييز وطقوس جديدة داخل الفصول الدراسية".
 
وأكد كمال بلحسن أن مثل هذا السلوك لا يمكن أن يوطد العلاقة بين التلاميذ والأساتذة، مشيرًا إلى ضرورة استبدال هذه الهدايا بمبادرات أكثر نفعًا مثل تبادل الأعمال الأدبية أو المساهمة في بعض الحملات التضامنية.