انطلقت الفعاليات بندوة فكرية حملت عنوان: “شبكات التواصل الإجتماعي بين حرية التعبير وحماية القاصرين في عصر الرقمنة”، سيرها باقتدار الفاعل الجمعوي الأستاذ عز الدين ربيع بمشاركة نخبة من المتخصصين والخبراء.
في سياق متصل قدم الأستاذ عبد الجليل معروف قراءة عميقة حول الأبعاد التربوية والاجتماعية لاستخدام وسائل التواصل الاجتماعي وتأثيراتها على الشباب، بينما تناول الأستاذ المصطفى المهذب، خبير تكنولوجيا المعلومات، التحديات الرقمية ووسائل حماية القاصرين في ظل التطورات التكنولوجية السريعة. ومن جانبه، ناقش خالد مصباح، الفاعل الحقوقي، الإطار القانوني والأخلاقي لحماية الأطفال من أخطار الفضاء الرقمي، مشددًا على أهمية التوعية ووضع آليات تشريعية لحماية الفئات الهشة.
الندوة خلصت إلى توصيات هامة شملت تعزيز التوعية المجتمعية، مع تطوير أدوات رقابة أسرية، ووضع سياسات وطنية تدعم الاستخدام الآمن والمسؤول لشبكات التواصل الاجتماعي، مع التأكيد على أهمية الموازنة بين حرية التعبير وحماية القاصرين من المخاطر الرقمية.
في فترة ما بعد الزوال، شهد الملتقى جلسة فنية ثقافية احتفاءً بالإبداع المغربي الأصيل. حيث شنفت الزجالة مليكة فتح الإسلام إلى جانب عبد الباسط برامي باقة من القصائد الزجلية والشعرية التي لاقت تفاعلًا كبيرًا من الجمهور، فيما أتحف الفنان سفيان المساعدي الحاضرين بوصلة موسيقية للأغاني الخالدة لكل من الفنان مرسيل خليفة وقعبور والشيخ إمام؛ والتي أضفت أجواءً من المتعة والإبداع على الفعاليات.
وتم في ختام الأمسية تكريم عدد من نساء ورجال التعليم بالمنطقة، اعترافًا بجهودهم في خدمة القيم الثقافية والتربوية ودورهم في بناء أجيال المستقبل.
وقد جاء تنظيم هذا الحدث في إطار تعاون مثمر بين مجلس جهة مراكش آسفي، والمجلس الجماعي لبنجرير، ثم المديرية الإقليمية لوزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي بالرحامنة، مما يعكس أهمية الشراكة بين المؤسسات لدعم الثقافة وتعزيز الإبداع. وقد أشاد المشاركون والحاضرون بالملتقى ودوره في مناقشة قضايا مجتمعية مهمة تجمع بين النقاش الفكري والإبداع الفني، مؤكدين أهمية استمرار هذه المبادرات التي تسهم في نشر الوعي الثقافي وتعزيز الهوية الوطنية.