مياه العيون الأصلية بفكيك تتعرض للسرقة والاستنزاف من أهل الدار

مياه العيون الأصلية بفكيك تتعرض للسرقة والاستنزاف من أهل الدار تتحرك السلطات المعنية لإيقاف هذا الاستنزاف الذي مس العيون بكل القصور
يركز النقاش العمومي بفكيك حول تدبير الماء ومشاكله على عدة انشغالات تتعلق بالماء الشروب وجودته وتسعيرته وحمايته من السرقة وحماية العيون  من الاستنزاف، لكن هذا النقاش يغفل معضلة كبيرة تتعرض لها مياه العيون الأصلية التي تشكل جوهرة في فكيك وأساس وجود واحتها عبر العصور، بل نشبت حولها حروب طاحنة، وكانت هي المادة الأساسية المستعملة لبناء فكيك وغرس نخيلها.
 
فإذا كان الماء الشروب يتعرض للسرقة ولعدة اختلالات في تدبير توزيعه وجودته، فإن مياه العيون الأصلية، المستعملة للسقي، التي يملكها الخواص من الساكنة تتعرض للسرقة والاستنزاف بحفر الآبار بالمنازل والبساتين والضيعات بدون ترخيص في كل القصور، ومما زاد الطين بلة في حجم هذا الاستنزاف هو استعمال الطاقة الشمسية ومحركات الضخ، بمعنى أن مجموعة من الأشخاص يساهمون في الإضرار بالفرشة المائية كما سبق للفاعل الجمعوي عبد الحفيظ بوبكري أن شرحه في مقالين سابقين (تجدون أسفله رابطيهما) ومن هؤلاء الأشخاص من يتظاهر بغير ذلك، ويحتج على تدبير الماء الشروب لإلهاء الآخرين على جريمة تحدث في الكواليس بعلم الجميع دون أن تتحرك السلطات المعنية لإيقاف هذا الاستنزاف الذي مس العيون بكل القصور. "نخرب بيوتنا بأيدينا".
 
فيمكن للمؤسسات المعنية بانتاج وتوزيع الماء الشروب أن تنوع من مصادر الماء من خارج الواحة حتى لاتمس بمياه العيون، لكن الخطر الكبير يأتي من السرقة التي يقترفها بعض أهل الواحة بحفر الآبار الفوضوية في واضحة النهار، وهذا الأمر يتحمل مسؤوليته ملاك الماء الذين لايحركون ساكنا والساكنة المعنية التي لاتهتم بالمصلحة العامة للواحة، ومجلس الجماعة والسلطة المحلية التي عليها القيام بحملة واسعة، كما يجري بها العمل في المدن المغربية لتحرير الملك العمومي، لمعاقبة المخالفين وردم الآبار المعنية، والحرص على صيانة العيون الأصلية لأهميتها ولاعتبارها إرثا تاريخيا، ومن غير هذا الإجراء تبقى كل المجهودات محدودة في الحفاظ على مياه العيون الأصيلة وبالتالي الحفاظ على الواحة والاستقرار بها.

https://anfaspress.com/news/voir/100960-2022-07-14-10-08-07
.............
https://www.anfaspress.com/index.php/news/voir/100079-2022-06-26-10-02-46