عادت مسألة فرض الكوطا على الحليب الذي يقدمه الفلاحون للشركات إلى دائرة الجدل من جديد، وذلك بعد الحديث عن استيراد الحليب الطازج من اسكتلندا.
أحمد بوكريزية، رئيس شبكة المستقبل لمربي الأبقار بإقليم برشيد، جهة الدار البيضاء، انتقد عمليات الاستيراد، سواء بالنسبة للحليب المجفف أو باقي المنتجات الفلاحية، معتبرًا أن هذه العمليات ستضر بشكل كبير بالقطاع الفلاحي على المستوى الوطني.
وأكد أحمد بوكريزية أن هناك العديد من الفلاحين في مناطق مختلفة فرضت عليهم "الكوطا" بخصوص تقديم الحليب للشركات، في حين أن مناطق أخرى لا تطبق فيها هذه الكوطا.
وأضاف أن المبرر الذي ترفعه بعض الشركات لرفض الحليب هو أنه غير صالح، في حين يؤكد بعض الفلاحين أن الكوطا تُفرض عليهم، حيث يُسمح لهم بتقديم نصف إنتاجهم فقط من الحليب.
وقال بوكريزية: "لقد سبق لي أن تحدثت عن هذا الموضوع عام 2016، عندما عانى الاتحاد الأوروبي من أزمة فائض الحليب المجفف، والذي تم استيراده إلى المغرب. حينها أكدت أن هذا النوع من الحليب سيتسبب في إغلاق العديد من التعاونيات والجمعيات الفلاحية، وهذا بالفعل ما حدث".
وعن المناطق التي يعاني فلاحوها من رفض الشركات استلام حليبهم، أوضح أن هناك العديد من المناطق المتضررة، ومنها دكالة، ابن أحمد، والغرب.
وأكد رئيس شبكة المستقبل لمربي الأبقار بإقليم برشيد أن عمليات الاستيراد في مختلف القطاعات الفلاحية تسببت في أضرار كبيرة للفلاحين. وأوضح أن غياب الفلاحين سيهدد البلاد بالجوع، لافتًا إلى أن الحكومة أعلنت عن صرف 19 مليار درهم للاستيراد، وهو مبلغ كان من الممكن أن يُستخدم في استرجاع الثروة الفلاحية الوطنية.
وقال: "الجفاف ظاهرة طبيعية وهو قضاء وقدر، ولكن الحرص على استيراد المنتجات الفلاحية هو عملية مقصودة".