عبد الرزاق بوقنطار: نعم لاستيراد الحليب الطازج.. لكن مع احترام المعايير الدولية

عبد الرزاق بوقنطار: نعم لاستيراد الحليب الطازج.. لكن مع احترام المعايير الدولية عبد الرزاق بوقنطار
يبدو أن المغرب على وشك تعزيز شبكة إمداداته الغذائية من خلال استيراد الحليب الطازج المبستر مباشرة من اسكتلندا. من المتوقع أن يتم إجراء أول اختبار تجريبي مطلع عام 2025، يليه اختبار شحن إلى المغرب. في حال نجاح المشروع، قد تبدأ الإمدادات المنتظمة مع بداية عام 2026. و سيتم نقل الحليب الاسكتلندي المبستر إلى المغرب عبر حاويات مبردة باستخدام مسار لوجيستي مدروس يربط بين موانئ غرانجماوث، وأنتويرب، والدار البيضاء. لضمان الجودة والمنافسة، سيتم استثمار موارد إضافية في اسكتلندا لتطوير مرافق البسترة وتركيز الحليب لزيادة مدة صلاحيته، بما يتوافق مع متطلبات السوق المغربية.

هذا التعاون يعكس رغبة المغرب في تنويع مصادره وتأمين احتياجاته من المنتجات الأساسية، مع تعزيز شراكاته مع المملكة المتحدة. هذا التوجه يأتي في سياق الجهود الرامية إلى تلبية الطلب المحلي المتزايد على المنتجاة الغذائية الأساسية، مع السعي لتحقيق تنوع في مصادر الإمداد.

وكانت وزارة الفلاحة, سابقا, قد أصدرت قرارا يقضي بمنع ذبح سلالات الأبقار المنتجة للحليب من العجلات الصغيرة دون سن الأربع سنوات، المعروفة بصنفي “Holstein et montbéliarde”. كما أن هناك مجموعة من منتوجات الحليب لا تعرف إقبال المستهلك بسبب ارتفاعها المستمر و  تتكدس هذه المنتجاة في الأسواق الكبرى. و هناك إقدام الشركات على اقتناء الحليب المجفف من الخارج، عوض اقتناء الحليب الطري من التعاونيات، مما أدى إلى إفلاس عدد منها.

تواجه صناعة الحليب في المغرب العديد من التحديات التي أثرت على الإنتاج الوطني. بين الجفاف المستمر، والأزمات العالمية، وارتفاع أسعار المواد الأولية، شهد القطاع تراجعا ملحوظا في الإنتاج منذ عام 2020، حيث انخفضت الكمية الإجمالية من 2.55 مليار لتر إلى أقل من ملياري لتر حاليا.

تتمتع اسكتلندا بمزايا تجعلها شريكا محتملًا لتوريد الحليب إلى المغرب فتتميز البلاد بمواردها المائية الوفيرة ونظامها الإنتاجي القائم على المراعي الطبيعية، مما يعزز من جودة منتجاتها وقدرتها على تلبية الطلب المتزايد في الأسواق الدولية.

حسب فريق قسم علم الأمراض والسموم الغذائية بكلية العلوم بجامعة شعيب الدكالي بالجديدة: بحثت في كيفية تهديد القطاع غير المهيكل لترويج وبيع الحليب السلامة الصحية، إذ “لا يخضع المنتج لأي علاج، وبالتالي يشكل مخاطر جسيمة على صحة المستهلك”. وتمثل دائرة تسويق الحليب بشكل غير مهيكل ما بين 25 إلى 30 بالمائة من مجموع الحليب المستهلك في مختلف المدن المغربية، وقامت الدراسة بتقييم الجودة الفيزيائية والصحية لحليب البقر ومشتقاته في مدينة الجديدة، عبر أخذ عينات من الحليب المتجول والمنتجات المشتقة منه، بلغت 84 عينة (23 عينة من الحليب الخام، و30 من اللبن، و31 من الرايب).

إن الحليب الذي يباع بطرق عشوائية ومشتقاته قد يشملان بكتيريا من أجناس “Salmonella sp” و”Escherichia coli” و”Staphylococcus aureus” و”Listeria monocytogenes”، “التي يمكن أن تسبب الأمراض المنقولة بالغذاء مثل الحمى والقيء والإسهال والفشل الكلوي المحتمل والإجهاض والموت”. وتحدثت الدراسة عن وجود الجراثيم، في هذه الحالة “Staphylococcus”، حتى في الحليب المعالج حراريا مثل “الرايب"، وهو ما يشكل خطرا على الصحة العامة. 

اذن من المفروض أن يتوصل المستهلك بالمعلومة حول الحليب الطازج المزمع استيراده من خلال تقديم تقييم الجودة الفيزيائية والصحية لحليب البقر المستورد و لما لا مشتقاته ان تم استيرادها, و الامتثال للجودة الميكروبيولوجية للحليب ومشتقاته لاحترام المعايير الدولية للأس الهيدروجيني وعوامل أخرى، مثل اللاكتوز والبروتينات والدهون والمعادن والكثافة. 

الحليب الذي يتجاوز الاختبار، يتم تعقيمه وتعبئته كمنتج وتسويقة دون ان يلامس الهواء. الكثير من منشآت معالجة الحليب يجب أن تلبي مطالب المستهلكين واهتماماتهم من خلال تطبيق اجراءات سلامة الاغذية على اساس المعايير الدولية مثل و HACCP و ISO9001 و ISO22000 و ISO 6091:2010 و ISO 26844:2006c و ISO 5764:2009 و ISO 1736:2008 و ISO 8968–1/2:2014 and ISO 14891:2002 و ISO 22662:2007 و غيرها. 

يظل الحليب ومنتجات الألبان من السلع العالمية الأساسية, لذلك يطالب المستهلك بالألبان مع احترام الجودة والسلامة بدءا من المزرعة وحتى المنتج النهائي تخضع لضوابط عملية صارمة والالتزام بالمعايير العالمية. وسط تفضيلات الحليب البديل مع مراعات تزايد عدد المستهلكين الذين يعانون من عدم تحمل اللاكتوز .
 
عبد الرزاق بوقنطار /خبير في حماية المستهلك