سبعة أسباب لإخراج ملف الصحراء من اللجنة الرابعة للأمم المتحدة

سبعة أسباب لإخراج ملف الصحراء من اللجنة الرابعة للأمم المتحدة المغرب‭ ‬سيظل‭ ‬في‭ ‬صحرائه‭ ‬والصحراء‭ ‬في‭ ‬مغربها،‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬يرث‭ ‬لله‭ ‬الأرض‭ ‬ومن‭ ‬عليها
ليس‭ ‬من‭ ‬المجازفة‭ ‬في‭ ‬شيء‭ ‬أن‭ ‬يعمل‭ ‬المغرب‭ ‬على‭ ‬إخراج‭ ‬ملف‭ ‬الصحراء‭ ‬المغربية‭ ‬من‭ ‬المنطقة‭ ‬الرمادية،‭ ‬والاجتهاد‭ ‬في‭ ‬سحبه‭ ‬من‭ ‬اللجنة‭ ‬الرابعة‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة،‭ ‬خاصة‭ ‬أن‭ ‬"الحل‭ ‬النهائي"‭ ‬بدأ‭ ‬يكشف‭ ‬تدريجيا‭ ‬عن‭ ‬كتفيه‭ ‬ورقبته،‭ ‬مع‭ ‬ارتفاع‭ ‬عدد‭ ‬الدول‭ ‬بالاتحاد‭ ‬الأوربي‭ ‬التي‭ ‬اقتنعت‭ ‬بوجاهة‭ ‬مقترح‭ ‬الحكم‭ ‬الذاتي‭ ‬إلى‭ ‬19‭ ‬دولة،‭ ‬وليصل‭ ‬عدد‭ ‬الدول‭ ‬التي‭ ‬تؤيد‭ ‬هذا‭ ‬المقترح،‭ ‬حتى‭ ‬الآن،‭ ‬إلى‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬110‭ ‬دول‭ ‬في‭ ‬العالم‭.‬

لقد‭ ‬انتظر‭ ‬المغرب‭ ‬طويلا،‭ ‬وبصبر‭ ‬كبير،‭ ‬أن‭ ‬تخرج‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬من‭ ‬الغمغمة‭ ‬الخافتة‭ ‬التي‭ ‬تنهجها‭ ‬حيال‭ ‬الملف،‭ ‬وأن‭ ‬تتخلى‭ ‬عن‭ ‬ألطافها‭ ‬الزائدة‭ ‬تجاه‭ ‬ضجيج‭ ‬الجزائر،‭ ‬وتورطها‭ ‬المباشر‭ ‬في‭ ‬المس‭ ‬بالوحدة‭ ‬الترابية‭ ‬للمغرب،‭ ‬التي‭ ‬لم‭ ‬تعد‭ ‬تنطلي‭ ‬على‭ ‬أحد‭. ‬غير‭ ‬أن‭ ‬إصرارها‭ ‬على‭ ‬إبقاء‭ ‬الملف‭ ‬رهينة‭ ‬الأمواج‭ ‬يقتضي‭ ‬عدم‭ ‬الإفراط‭ ‬في‭ ‬الصبر،‭ ‬والاتجاه‭ ‬نحو‭ ‬حلول‭ ‬أخرى‭ ‬لا‭ ‬تقع‭ ‬بمعزل‭ ‬عن‭ ‬التأييد‭ ‬الدولي‭.‬

لقد‭ ‬عمر‭ ‬هذا‭ ‬الملف‭ ‬لعقود‭ ‬بين‭ ‬أسوار‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة،‭ ‬ومر‭ ‬من‭ ‬مطبات‭ ‬عديدة‭ ‬كان‭ ‬خصوم‭ ‬الوحدة‭ ‬الترابية‭ ‬للمغرب‭ ‬يغدقون‭ ‬على‭ ‬صانعيها‭ ‬الغالي‭ ‬والنفيس‭ ‬لإتمام‭ ‬توسعهم‭ ‬وإشباع‭ ‬شهوتهم‭ ‬للنفاذ‭ ‬إلى‭ ‬المحيط‭ ‬الأطلسي؛‭ ‬فمنذ‭ ‬1963،‭ ‬والمغرب‭ ‬يحاول‭ ‬أن‭ ‬يمتلئ‭ ‬بالشرعية‭ ‬الدولية‭ ‬لاسترجاع‭ ‬أراضيه،‭ ‬إذ‭ ‬وضع‭ ‬ملف‭ ‬الصحراء‭ ‬باللجنة‭ ‬الأممية‭ ‬لتصفية‭ ‬الاستعمار،‭ ‬بعد‭ ‬قبول‭ ‬إسبانيا‭ ‬«القوة‭ ‬المستعمرة»‭ ‬بإدراج‭ ‬إقليم‭ ‬الصحراء‭ ‬وسيدي‭ ‬إفني‭ ‬ضمن‭ ‬قائمة‭ ‬الأقاليم‭ ‬غير‭ ‬المتمتعة‭ ‬بالحكم‭ ‬الذاتي،‭ ‬وتسوية‭ ‬النزاع‭ ‬وفق‭ ‬المبادئ‭ ‬التي‭ ‬نص‭ ‬عليها‭ ‬ميثاق‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة،‭ ‬وهي‭ ‬«المفاوضات‭ ‬والوساطة‭ ‬والتحقيق؛‭ ‬التحكيم‭ ‬الدولي؛‭ ‬التسوية‭ ‬القضائية»‭. ‬وقد‭ ‬انتهى‭ ‬هذا‭ ‬المنحى‭ ‬باسترجاع‭ ‬المغرب‭ ‬لسيدي‭ ‬إفني‭ ‬عام‭ ‬1969‭ ‬وبانسحاب‭ ‬إسبانيا‭ ‬من‭ ‬الصحراء،‭ ‬في‭ ‬نونبر‭ ‬1975،‭ ‬وفقا‭ ‬لما‭ ‬تنص‭ ‬عليه‭ ‬اتفاقية‭ ‬مدريد‭ ‬بين‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬اسبانيا‭ ‬والمغرب‭ ‬وموريتانيا،‭ ‬ووفق‭ ‬المطلب‭ ‬المغربي‭ ‬الذي‭ ‬توج‭ ‬بإطلاق‭ ‬المسيرة‭ ‬الخضراء،‭ ‬خاصة‭ ‬أن‭ ‬الجزائر‭ ‬نزلت‭ ‬بكل‭ ‬ثقلها،‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬الحيلولة‭ ‬دون‭ ‬استرجاع‭ ‬المغرب‭ ‬لاسترجاعه،‭ ‬ولم‭ ‬تتوقف‭ ‬عن‭ ‬وضع‭ ‬العصا‭ ‬في‭ ‬العجلة‭ ‬باصطناع‭ ‬كيان‭ ‬وهمي‭ ‬«البوليساريو»‭ ‬وتسليحه‭ ‬وتمويله‭ ‬ورعايته‭ ‬وتسمينه،‭ ‬بل‭ ‬تدليسه‭ ‬على‭ ‬المنظمات‭ ‬الدولية‭ ‬والتجمعات‭ ‬القارية‭ ‬والإقليمية،‭ ‬والإنابة‭ ‬عنه‭ ‬في‭ ‬تقديم‭ ‬«المظلمات»،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬نجحت‭ ‬فيه‭ ‬إفريقيا‭ ‬حين‭ ‬«اشتغلت»‭ ‬الكواليس‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬ضم‭ ‬الكيان‭ ‬الوهمي‭ ‬إلى‭ ‬منظمة‭ ‬الوحدة‭ ‬الإفريقية،‭ ‬مما‭ ‬فرض‭ ‬على‭ ‬المغرب‭ ‬الانسحاب‭ ‬من‭ ‬المنظمة‭ ‬التي‭ ‬كان‭ ‬واحدا‭ ‬من‭ ‬أبرز‭ ‬مؤسسيها،‭ ‬والعمل‭ ‬على‭ ‬نقل‭ ‬ملف‭ ‬الصحراء‭ ‬سنة‭ ‬1985‭ ‬من‭ ‬المنظمة‭ ‬الإفريقية‭ ‬إلى‭ ‬منظمة‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬للنظر‭ ‬حصرا‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الملف،‭ ‬وتجنبا‭ ‬لازدواجية‭ ‬القرارات‭ ‬الصادرة‭ ‬عن‭ ‬المنظمتين،‭ ‬خاصة‭ ‬مع‭ ‬اشتداد‭ ‬التوتر‭ ‬بين‭ ‬أطراف‭ ‬النزاع،‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬فرض‭ ‬على‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬التقدم‭ ‬بمتقرحات‭ ‬لتسوية‭ ‬القضية‭ ‬سنة‭ ‬1991،‭ ‬مع‭ ‬إنشاء‭ ‬بعثة‭ ‬أممية‭ ‬«المينورسو»،‭ ‬وتوقيع‭ ‬اتفاق‭ ‬إطلاق‭ ‬النار‭.‬

ومنذ‭ ‬ذلك‭ ‬توالى‭ ‬المبعوثون‭ ‬الأمميون،‭ ‬وتوالى‭ ‬معها‭ ‬إمعان‭ ‬الجزائر‭ ‬في‭ ‬معاكسة‭ ‬حق‭ ‬المغرب‭ ‬في‭ ‬استرجاع‭ ‬صحرائه،‭ ‬بل‭ ‬أصبحت‭ ‬قضية‭ ‬الصحراء‭ ‬هي‭ ‬الفلك‭ ‬الذي‭ ‬تدور‭ ‬حوله‭ ‬ديبلوماسية‭ ‬الكراغلة‭ ‬وجيشهم‭ ‬وسياستهم‭ ‬الخارجية‭.  ‬وكان‭ ‬الشغل‭ ‬الشاغل‭ ‬لهم‭ ‬هو‭ ‬استنزاف‭ ‬المغرب‭ ‬سياسيا‭ ‬واقتصاديا‭ ‬وعسكريا‭ ‬وإرغامه‭ ‬على‭ ‬الرضوخ‭ ‬لأطماعهم‭ ‬التوسعية،‭ ‬ولو‭ ‬كان‭ ‬ذلك‭ ‬بفرض‭ ‬خيار‭ ‬التقسيم‭. ‬ومع‭ ‬ذلك،‭ ‬ظل‭ ‬المغرب‭ ‬صلبا‭ ‬في‭ ‬الدفاع‭ ‬عن‭ ‬أراضيه‭ ‬مسنودا‭ ‬بإجماع‭ ‬وطني‭. ‬في‭ ‬عام‭ ‬2007‭ ‬تقدم‭ ‬المغرب‭ ‬بمقترح‭ ‬الحكم‭ ‬الذاتي‭ ‬تحت‭ ‬السيادة‭ ‬المغربية،‭ ‬وأمضى‭ ‬حوالي‭ ‬11‭ ‬سنة‭ ‬في‭ ‬بذل‭ ‬الجهود‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬إقناع‭ ‬المنتدى‭ ‬الدولي‭ ‬بوجاهة‭ ‬هذا‭ ‬المقترح‭ ‬الذي‭ ‬حاز‭ ‬منذ‭ ‬2018‭ ‬على‭ ‬ثقة‭ ‬مجلس‭ ‬الأمن‭ ‬الذي‭ ‬بدأ‭ ‬في‭ ‬تحديد‭ ‬أوصاف‭ ‬هذا‭ ‬الحل‭ ‬السياسي‭ ‬الذي‭ ‬جعله‭ ‬توافقيا‭ ‬وواقعيا‭ ‬وعمليا‭. ‬بل‭ ‬انضم‭ ‬إلى‭ ‬تأييد‭ ‬المقترح،‭ ‬في‭ ‬السنتين‭ ‬الأخيرتين،‭ ‬القوتان‭ ‬الاستعماريتان‭ ‬السابقتان‭ ‬«إسبانيا‭ ‬وفرنسا»،‭ ‬وهما‭ ‬الممسكتان‭ ‬بالكثير‭ ‬من‭ ‬أسرار‭ ‬وخفايا‭ ‬هذا‭ ‬الملف،‭ ‬وهو‭ ‬الانجاز‭ ‬الذي‭ ‬اعتبره‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المراقبين‭ ‬إيذانا‭ ‬بالتسوية‭ ‬النهائية‭ ‬للملف،‭ ‬وهزيمة‭ ‬مدوية‭ ‬لراعية‭ ‬البوليساريو‭. ‬في‭ ‬هذا‭ ‬السياق‭ ‬الذي‭ ‬يحمل‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬المستجدات‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬التأييد‭ ‬الدولي،‭ ‬يرى‭ ‬مراقبون‭ ‬أن‭ ‬الانقلاب‭ ‬الأساس‭ ‬الذي‭ ‬ينبغي‭ ‬القيام‭ ‬به‭ ‬لتسريع‭ ‬وتيرة‭ ‬التسوية‭ ‬هو‭ ‬سحب‭ ‬الملف‭ ‬من‭ ‬اللجنة‭ ‬الرابعة‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة،‭ ‬وذلك‭ ‬بالنظر‭ ‬إلى‭ ‬الحقائق‭ ‬التالية:
أولا‭ :‬اللجنة‭ ‬الرابعة‭ ‬تنظر‭ ‬في‭ ‬قضايا‭ ‬مختلفة‭ ‬تشمل‭ ‬إنهاء‭ ‬الاستعمار،‭ ‬وآثار‭ ‬الإشعاع‭ ‬النووي،‭ ‬والقضايا‭ ‬المتصلة‭ ‬بالإعلام،‭ ‬واستعراض‭ ‬شامل‭ ‬لعمليات‭ ‬حفظ‭ ‬السلام،‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬استعراض‭ ‬البعثات‭ ‬السياسية‭ ‬الخاصة،‭ ‬ووكالة‭ ‬الأونروا،‭ ‬وتقرير‭ ‬اللجنة‭ ‬الخاصة‭ ‬بالممارسات‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬في‭ ‬الأراضي‭ ‬المحتلة،‭ ‬والتعاون‭ ‬الدولي‭ ‬في‭ ‬الاستخدامات‭ ‬السلمية‭ ‬للفضاء‭ ‬الخارجي‭.‬
 
ثانيا‭:‬ لا‭ ‬تسلط‭ ‬الأضواء‭ ‬في‭ ‬اللجنة‭ ‬الرابعة‭ ‬إلا‭ ‬على‭ ‬ملف‭ ‬الصحراء،‭ ‬والحال‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الملفات‭ ‬المتصلة‭ ‬حقيقة‭ ‬بتصفية‭ ‬الاستعمار‭ ‬معروضة‭  ‬على‭ ‬أنظارها‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬يسمع‭ ‬لها‭ ‬ذكر‭ ‬وتهم‭ ‬دولا‭ ‬عظمى‭ ‬مازالت‭ ‬تحتل‭ ‬عددا‭ ‬من‭ ‬الأقاليم‭ ‬والجزر،‭ ‬علما‭ ‬أن‭ ‬الصحراء‭ ‬امتداد‭ ‬جغرافي‭ ‬وتاريخي‭ ‬للمملكة،‭ ‬بينما‭ ‬الملفات‭ ‬الأخرى،‭ ‬التي‭ ‬تطرحها‭ ‬فرنسا‭ ‬أو‭ ‬بريطانيا‭ ‬أو‭ ‬إسبانيا‭ ‬أو‭ ‬أمريكا،‭ ‬تهم‭ ‬مستعمرات‭ ‬سابقة‭ ‬تفصلها‭ ‬عنها‭ ‬محيطات‭ ‬وآلاف‭ ‬الأميال‭. ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يؤكد‭ ‬أن‭ ‬المغرب‭ ‬يتعرض‭ ‬لابتزاز‭ ‬منظم‭.‬
 
ثالثا‭ :‬مجلس‭ ‬الأمن،‭ ‬وهو‭ ‬الأصل‭ ‬في‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬«باقي‭ ‬اللجن‭ ‬والهياكل‭ ‬مجرد‭ ‬فروع»،‭ ‬هو‭ ‬الجهاز‭ ‬الأقوى‭ ‬والحاسم‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬كونه‭ ‬يعترف‭ ‬بمشروعية‭ ‬بالحكم‭ ‬الذاتي‭ ‬المغربي‭ ‬بوصفه‭ ‬مبادرة‭ ‬جدية‭ ‬تتسم‭ ‬بالمصداقية‭.‬
 
رابعا‭ :‬البوليساريو‭ ‬تمردت‭ ‬على‭ ‬اتفاق‭ ‬وقف‭ ‬إطلاق‭ ‬النار،‭ ‬وأعلنت‭ ‬الدخول‭ ‬في‭ ‬حالة‭ ‬حرب‭ ‬بإشراف‭ ‬واضح‭ ‬من‭ ‬الجزائر،‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬يضع‭  ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬أمام‭ ‬مسؤولياتها‭ ‬في‭ ‬تفكيك‭ ‬ترسانة‭ ‬الإرهاب‭ ‬التي‭ ‬تعمل‭ ‬تحت‭ ‬إمرة‭ ‬ومسؤولية‭ ‬الجزائر،‭ ‬وانطلاقا‭ ‬من‭ ‬أراضيها،‭ ‬وإلا‭ ‬ما‭ ‬هي‭ ‬مهمة‭ ‬المينورسو‭ ‬إن‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬هو‭ ‬الإشراف‭ ‬على‭ ‬احترام‭ ‬وقف‭ ‬النار‭ ‬في‭ ‬المنطقة؟
 
خامسا‭ :‬‭‬الجزائر‭ ‬ترفض‭ ‬حضور‭ ‬مناقشات‭ ‬الموائد‭ ‬المستديرة،‭ ‬وتصر‭ ‬على‭ ‬أنها‭ ‬ليست‭ ‬طرفا‭ ‬في‭ ‬نزاع‭ ‬الصحراء،‭ ‬علما‭ ‬أن‭ ‬الجميع‭ ‬بات‭ ‬متأكدا‭ ‬ألا‭ ‬وجود‭ ‬للبوليساريو‭ ‬دون‭ ‬محضنة‭ ‬الجزائر‭ ‬بتندوف،‭ ‬وألا‭ ‬صوت‭ ‬لهذه‭ ‬الجماعة‭ ‬إلا‭ ‬ما‭ ‬يمليه‭ ‬عليهم‭ ‬عسكر‭ ‬قصر‭ ‬المرادية‭. ‬كما‭ ‬أن‭ ‬الجزائر‭ ‬ترفض‭ ‬إجراء‭ ‬إحصاء‭ ‬للموجودين‭ ‬بمخيمات‭ ‬تندوف‭ ‬على‭ ‬أراضيها‭ ‬حتى‭ ‬لا‭ ‬يعرف‭ ‬المنتظم‭ ‬الدول‭ ‬لمن‭ ‬يبعث‭ ‬المساعدات‭ ‬وما‭ ‬عدد‭ ‬المستفيدين‭ ‬منها،‭ ‬وهل‭ ‬هم‭ ‬صحراويون‭ ‬أم‭ ‬ماليون‭ ‬أم‭ ‬جزائريون‭ ‬أم‭ ‬مرتزقة‭ ‬آفاقيين!‭ ‬
 
سادسا‭ :‬فشل‭ ‬جميع‭ ‬المبعوثين‭ ‬الأمميين‭ ‬(7‭ ‬مبعوثين)‭ ‬في‭ ‬تسوية‭ ‬النزاع‭ ‬المفتعل،‭ ‬واصطدامهم‭ ‬بتعنت‭ ‬الجزائر‭ ‬التي‭ ‬تهدد‭ ‬بتحويل‭ ‬المنطقة‭ ‬إلى‭ ‬محرقة‭ ‬كلما‭ ‬تأكد‭ ‬لديها‭ ‬أنها‭ ‬آيلة‭ ‬للانهزام،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يقتضي‭ ‬البحث‭ ‬بسرعة‭ ‬عن‭ ‬ديناميكيات‭ ‬دولية‭ ‬أخرى‭ ‬تتصل‭ ‬بإعلان‭ ‬نهاية‭ ‬المسار‭ ‬الأممي،‭ ‬خاصة‭ ‬مع‭ ‬الدعم‭ ‬الدولي‭ ‬الواسع‭ ‬للمقترح‭ ‬المغربي‭.‬
 
سابعا‭:‬ الانتقال‭ ‬إلى‭ ‬تنفيذ‭ ‬المشروع‭ ‬المغربي‭ ‬في‭ ‬الصحراء‭ ‬على‭ ‬أرض‭ ‬الواقع،‭ ‬ما‭ ‬دامت‭ ‬الجزائر‭ ‬تعرقل‭ ‬مبادئ‭ ‬الميثاق‭ ‬الأممي،‭ ‬وما‭ ‬دام‭ ‬الملف‭ ‬عالقا‭ ‬على‭ ‬مدى‭ ‬33‭ ‬عاما‭ ‬في‭ ‬مرحلة‭ ‬التحقيقات‭ ‬والمداولات،‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬يعني‭ ‬إطلاق‭ ‬حملة‭ ‬دولية‭ ‬لإنهاء‭ ‬احتجاز‭ ‬المغاربة‭ ‬الصحراويين‭ ‬الرهائن‭ ‬في‭ ‬مخيمات‭ ‬تندوف،‭ ‬وتهيئ‭ ‬ظروف‭ ‬عودتهم‭ ‬والاندماج‭ ‬في‭ ‬الحياة‭ ‬العامة‭ ‬بالأقاليم‭ ‬الجنوبية،‭ ‬وتمكينهم‭ ‬من‭ ‬وسائل‭ ‬الإدارة‭ ‬وتدبير‭ ‬الشأن‭ ‬العام‭. ‬وقبل‭ ‬ذلك‭ ‬دعوة‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬إلى‭ ‬وضع‭ ‬شقف‭ ‬زمني‭ ‬لعودة‭ ‬المحتجزين‭ ‬أو‭ ‬بقائهم‭ ‬في‭ ‬الجزائر،‭ ‬حسب‭ ‬اختيارهم‭.‬

كل‭ ‬المؤشرات،‭ ‬إذن،‭ ‬تؤكد‭ ‬أن‭ ‬الانتقال‭ ‬إلى‭ ‬«التغيير»‭ ‬في‭ ‬ملف‭ ‬الصحراء‭ ‬المغربية،‭ ‬كما‭ ‬جاء‭ ‬في‭ ‬الخطاب‭ ‬الملكي‭ ‬بمناسبة‭ ‬افتتاح‭ ‬الدورة‭ ‬التشريعية،‭ ‬يبدأ‭ ‬أساسا‭ ‬من‭ ‬بوابة‭ ‬سحب‭ ‬الملف‭ ‬من‭ ‬اللجنة‭ ‬الرابعة‭ ‬بتنسيق‭ ‬تام‭ ‬مع‭ ‬الأمين‭ ‬العام‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة،‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية‭ ‬وفرنسا‭ ‬«الدائمتي‭ ‬العضوية‭ ‬في‭ ‬مجلس‭ ‬الأمن»،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬باقي‭ ‬الدول‭ ‬العظمى‭ ‬أو‭ ‬الدول‭ ‬المؤثرة‭ ‬في‭ ‬القرار‭ ‬الدولي،‭ ‬والانكباب‭ ‬على‭ ‬ترسيخ‭ ‬سيادة‭ ‬المغرب‭ ‬على‭ ‬أقاليمه‭ ‬الصحراوية،‭ ‬وتكريس‭ ‬السيادة‭ ‬بوصفها‭ ‬واقعا‭ ‬ملموسا‭ ‬وحقيقة‭ ‬لا‭ ‬رجعة‭ ‬فيها،‭ ‬بل‭ ‬الشروع‭ ‬في‭ ‬تنفيذ‭ ‬الحل‭ ‬الواقعي‭ ‬والعملي‭ ‬والموضوعي‭ ‬«مقترح‭ ‬الحكم‭ ‬الذاتي»،‭ ‬وتنزيله‭ ‬وأجرأته‭ ‬على‭ ‬أرض‭ ‬الواقع،‭ ‬ولعل‭ ‬هذا‭ ‬ما‭ ‬ذهب‭ ‬إليه‭ ‬السفير‭ ‬ووزير‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬السابق‭ ‬محمد‭ ‬أوجار،‭ ‬حين‭ ‬اعتبر،‭ ‬في‭ ‬لقاء‭ ‬احتضنته‭ ‬مؤسسة‭ ‬الفقيه‭ ‬التطواني‭ ‬بسلا‭ ‬قبل‭ ‬أسبوع‭ ‬«الاثنين‭ ‬11‭ ‬نونبر‭ ‬2024»،‭ ‬أن‭ ‬«بقاء‭ ‬هذا‭ ‬الملف‭ ‬أمام‭ ‬هذه‭ ‬اللجنة‭ ‬الرابعة‭ ‬غير‭ ‬مبرر،‭ ‬لأن‭ ‬تصفية‭ ‬الاستعمار‭ ‬تمت‭ ‬منذ‭ ‬المسيرة‭ ‬الخضراء‭ ‬وموضوع‭ ‬السيادة‭ ‬الوطنية‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬الأقاليم‭ ‬محسوم،‭ ‬حيث‭ ‬إن‭ ‬النزاع‭ ‬والتوتر‭ ‬الإقليمي‭ ‬هو‭ ‬مع‭ ‬الجزائر»‭.‬

لقد‭ ‬بات‭ ‬من‭ ‬المؤكد‭ ‬أن‭ ‬التغيير‭ ‬الذي‭ ‬تحدث‭ ‬عنه‭ ‬ملك‭ ‬البلاد‭ ‬يقتضي‭ ‬الخروج‭ ‬من‭ ‬التدبير‭ ‬والانتظارية‭ ‬أمام‭ ‬ألاعيب‭ ‬الكراغلة‭ ‬ومخططاتهم‭ ‬الاستنزافية،‭ ‬والانتقال‭ ‬إلى‭ ‬الحسم‭ ‬والحزم،‭ ‬والقطع‭ ‬على‭ ‬نحو‭ ‬لا‭ ‬رجعة‭ ‬فيه‭ ‬مع‭ ‬الأطروحات‭ ‬القديمة،‭ ‬خاصة‭ ‬أن‭ ‬المغرب‭ ‬سيظل‭ ‬في‭ ‬صحرائه‭ ‬والصحراء‭ ‬في‭ ‬مغربها،‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬يرث‭ ‬لله‭ ‬الأرض‭ ‬ومن‭ ‬عليها‭.‬

تفاصيل أوفى تجدونها في أسبوعية "الوطن الآن"
رابط العدد هنا