وأشار مرجاني أن سياساتها المترهلة لا تتجاوز نهج الترقب والانتظار؛ مبرزا بأن هناك ملفات حيوية؛ مثل مراجعة مدونة الأسرة وتفعيل المؤسسات المعنية بتسيير شؤون الطائفة اليهودية رهينة صمت سياسي مخجل؛ هذا الصمت الذي تغذيه الحرب في الشرق الأوسط وتصاعد أصوات راديكالية وأصولية داخلية، لا تكتفي بالدعوة لإلغاء التطبيع، بل تسعى لنسف مكتسبات وطنية مثل مدونة الأسرة والتدخل في السياسة الدينية للدولة.
واستطرد، فيصل مرجاني، قائلا بأن الأحزاب المغربية، للأسف، تفتقد إلى العمق والرؤية الاستراتيجية؛ وهي أحزاب مسلوبة الإرادة، أسيرة إملاءات تيوقراطية وقومية مستوردة، لا تمت بصلة لواقع المغرب وتاريخه. قياداتها تقف عاجزة عن الدفاع عن مبادئها أو صياغة سياسات تخدم المصلحة الوطنية في إطار مغربي خالص. بدلاً من ذلك - يضيف - تتبع خطى أفكار دخيلة لم تجلب للشرق سوى الحروب الطائفية والنزاعات القومية التي استنزفت الشعوب وقوّضت الدول.
وفي السياق ذاته، أضاف فيصل مرجاني، بأن الزمن قد طوى صفحة الخطاب الطائفي والقومي الذي يتنكر لسيادة الأوطان؛ داعيا الفاعل السياسي والمدني المغربي الى تحمل مسؤوليته التاريخية بحزم لا يقبل المساومة، والتصدي بوضوح وجرأة لهذه الإشكاليات.
كما دعا إلى عدم الانصياع للأجندات الخارجية؛ وإعطاء الأولوية المطلقة لقضايانا الوطنية ومصالحنا السيادية، بعيدًا عن كل تأثير إقليمي أو دولي يسعى للنيل من تماسك المغرب واستقراره.