"فرص وتحديات الطاقات المتجددة وتغير المناخ": موضوع مائدة مستديرة بالرباط

"فرص وتحديات الطاقات المتجددة وتغير المناخ": موضوع مائدة مستديرة بالرباط جوانب من أشغال المائدة المستديرة
في إطار التحضير لمؤتمر الأطراف كوب 29 في باكو، أذربيجان في نوفمبر 2024، نظم جمعية “النادي المغربي للبيئة والتنمية”، بالشراكة مع المدرسة الوطنية العليا للمناجم بالرباط، والشبكة العربية للبيئة والتنمية – RAED – وتحالف المناخ والهواء النظيف / برنامج الأمم المتحدة للبيئة (UNEP)مائدة مستديرة حول" فرص وتحديات الطاقات المتجددة وتغير المناخ: ما هو دور مبادرة "تيراميد (TeraMed) ؟ ". تميز بحضور ثلة من الخبراء في مجال الطاقات المتجددة والنجاعة الطاقية وتغير المناخ.
 
ويندرج هذا اللقاء في إطار الحملة المتوسطية "تيراميد" (TeraMed)" التي ترمي إلى تسريع الانتقال العادل للطاقة المتجددة في منطقة المتوسط بهدف إنتاج “1تيراواط” من الطاقة النظيفة بحلول 2030.

ويندرج هذا الملتقى في ظل بداية المناخ السريعة والتحديات الصغيرة التي تواجه العالم. وبات التوجه نحو الطاقات الجديدة مطلوب ملح. والمغرب من ضمن الدول القديمة في هذا المجال، قطعت مراحل متعددة وفي مجال طاقة الشمسية، والريحية، والمائية، مما يؤكد التزامها نحو تحقيق المزيد من الاستدامة. ويمتلك المغرب موارد طبيعية وإمكانيات مهمة بفضل قطاع الطاقة المتجددة، كما أن هناك عقبات تقنية ومالية وتقنية. وعليه في أي مدى يمكن للمغرب أن يتحول فعليا نحو الطاقات الجديدة، ويتموقع كقوة خضراء في المنطقة المتوسطية؟

ويعد الملتقى جزء من الجهود الوطنية والإقليمية لمعالجة أسباب وآثار تغير المناخ والمساهمة في تنفيذ نتائج مختلف مؤتمرات الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ، ولا سيما نتائج مؤتمر الأطراف 15 في باريس، ومؤتمر الأطراف 16 في مراكش وكذلك مؤتمر الأطراف 28 الذي عقد في دبي في عام 2023، ذلك أنه في الدورة الثامنة والعشرين لمؤتمر الأطراف، وقعت حوالي 200 دولة على قرار يدعو إلى مضاعفة المعدلات الحالية لإنتاج واستخدام الطاقة المتجددة ثلاث مرات بحلول عام 2030، بالإضافة إلى مضاعفة كفاءة الطاقة لتسريع التحول إلى الطاقة النظيفة والحد من استخدام الوقود الأحفوري.

وأبرز الملتقى أهمية الطاقات المتجددة في مكافحة تغير المناخ. وتدارس المشاركون   العلاقة بين التحول إلى الطاقات المتجددة ومكافحة تغير المناخ والتنمية المستدامة. وتم استعراض الخطوط العريضة للسياسات العمومية والمشاريع المنجزة بالمغرب في مجال التحول إلى الطاقة النظيفة. وتناقش المشاركون حول مبادرة "Terramed" التي تهدف إلى دعم الحوار المتوسطي لزيادة حجم الطاقات المتجددة من أجل الاستجابة لتحديات تغير المناخ وتحقيق الحياد الكربوني وتحقيق أهداف اتفاق باريس في دول الحوض  المتوسطي. وتناولوا التحديات والمعوقات التي تواجه التحول إلى الطاقة المتجددة، مع   تحديد فرص الاستثمار في قطاع الطاقة المتجددة. وتناولوا سبل  التزام وانخراط صناع القرار والخبراء والمؤسسات الأكاديمية ووسائل الإعلام والمسؤولين المنتخبين والقطاع الخاص والمجتمع المدني، بتسريع التحول إلى الطاقات المتجددة وتحقيق طموحات مبادرة “تيراميد ».

وقدم محمد  فتوحي مبادرات "تيراميد"  (TeraMed)" ، مسلطا الضوء على أهمية الطاقات المتجددة في مكافحة تغير المناخ، مع تسليط الضوء على الجهود المبذولة على المستوى العالمي وعلى مستوى البحر المتوسط ومنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا والمغرب. وسيقوم خبراء الطاقة المتجددة وتغير المناخ بمراجعة إنجازات الطاقة المتجددة في جميع أنحاء العالم، وتلك التي تحققت في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ومنطقة البحر المتوسط، وأهداف حملة مبادرات "تيراميد"  (TeraMed)"  وفوائدها المشتركة، وإنجازات وتوقعات المغرب في هذا المجال.
 
وأفاد محمد فتوحي نائب المنسق العام للشبكة العربية "رائد"،كذلك، أن هذا الملتقى التشاوري مهم يفسح المجال لمناقشة مسألة انتقال الطاقي بمشاركة الفاعلين المعنيين، والمجتمع المدني، والمجتمع العلمي والاعلام والمساهمة في حل عدد من المشاكل المتعلقة لعدة محاور متداخلة.

وتحدث باقي المتحدثون من خبراء في مجال الطاقات المتجددة وكفاءة الطاقة وتغير المناخ، يمثلون المؤسسات والمنظمات الدولية والمسؤولين المنتخبين وممثلي القطاع الخاص والأكاديميين والباحثين والطلاب وممثلي الاعلام والمجتمع المدني. أكدوا من خلال إجاباتهم المتعددة ومتنوعة، على دور الطاقة المتجددة كأداة للامتثال لاتفاقية باريس للمناخ، وعلى حملة مبادرات "تيراميد"  (TeraMed). وكيف سيساهم ذوو القرار في تنفيذها.
 
وتدارس كل من نائب مدير المدرسة الوطنية  العليا للمعادن الرباط وممثلة المديرية الجهوية لقطاع التنمية المستدامة  خولة فارس وعبد العالي دكينة خبير في قطاع الطاقة المتجددة  و بنعبو مدير الطاقات المتجددة بوزارة الانتقال الطاقي موضوع الطاقة و العلاقة بين المناخ والمياه والنظام البيئي، ودور الهيدروجين الأخضر في تحول الطاقة والمناخ ودور الطاقات المتجددة في مشاريع كفاءة الطاقة بالإضافة إلى أدوار الحوكمة والتمويل ونقل التكنولوجيا، فضلا عن العمل المشترك من قبل جميع الفاعلين لتسريع تحول الطاقة وتحقيق أهداف مبادرة مبادرات "تيراميد"  (TeraMed) في المغرب.
 
وشكل هذا اللقاء أيضا، الذي عرف بحضور المنظمات الدولية وممثلين للقطاع الخاص وأكاديميين وطلبت وفاعلين في المجتمع المدني، فرصة تسليط الضوء على مواضيع مختلفة، لا سيما دور الطاقات كأداة في ما يحدث في باريس للمناخ، وحملة "تيراميد".
 
وبعد ذلك تم تنظيم حلقة حوارية ضمت برلمانيين ومسؤولين في قطاع الطاقة النظيفة وباحثين وممثلين عن المجتمع المدني والاعلام والقطاع الخاص. وتناول المشاركون دور مبادرة "تيراميد"  (TeraMed) في تعزيز الحوار والتعاون الإقليميين بشأن التحول إلى الطاقة النظيفة في منطقة البحر الأبيض المتوسط مع  دور الجهات الفاعلة المحلية في التنفيذ الإقليمي للمبادرة. ثم أهمية التدريب والبحث العلمي لدعم تحول الطاقة.
وحددوا دور البرلمان في خلق شروط مناسبة للبنى والمكونات الشاملة التي تتجه نحو الطاقات الجديدة ترابيا.  

 
ومدى مساهمة المنتخبون في إدماج الطاقات النظيفة في البرامج التنموية والتشريعات الوطنية. وإبراز إمكانات المغرب في مجال الطاقة المتجددة، مع الأخذ في الاعتبار الخرائط التي تم إعدادها قبل وصول الفاعلين الآخرين إلى مشهد الطاقة المغربي. وأسهب المشاركون في أهمية الطاقة المتجددة في مشاريع كفاءة الطاقة. وتحول الطاقة مقابل الهيدروجين الأخضر، وأثر ذلك على المستوى التكنولوجي والبيئي، لا سيما فيما يتعلق بإزالة الكربون من الاقتصاد. وناقش المشاركون مسار التكامل الصناعي، منذ إطلاق النظام الوطني الجديد، ومختلف المعوقات الذي تعترض تسريعه، مشيرين إلى فرص التحول الطاقي وتحديات تسريعه في المغرب ومنطقة البحر المتوسط/ محددين أوجه العلاقة بين دور مبادرة " تيراميد"  (TeraMed) والعدالة المناخية وتأثير تغير المناخ على الموارد المائية في الأراضي الرطبة في الأطلس المتوسط وكذا تأثير تغير المناخ على النظم البيئية. ثم وجوب التمكين التشبيـك المدني وتنزيل انتقال الطاقي على المستوى الوطني. 
 
وخلص النقاش على إبراز دور الإعلام والتواصل والتربية في التوعية والتحسيس لبث الوعي لدى الراي العام حول المبادرة  وفي مجال الطاقات المتجددة والنجاعة الطاقية. وتخلل الملتقى نقاش عام وتفاعل مستفيض حول العروض والأفكار المتناولة من مختلف الجوانب والقضايا ومن زوايا متعددة، مما أغنى الملتقى ومكن من استخلاص مجموعة من الرسائل والرؤى والتصورات الهامة.