تجمع عدد من المتظاهرين المؤيدين للفلسطينيين بالتزامن مع الاجتماع الطارئ لمجلس بلدية أمستردام الهولندية، بعد أيام من تعرض العاصمة الهولندية لأعمال عنف وشغب بين بعد إقدام مشجعي فريق مكابي الإسرائيلي على إنزال الأعلام الفلسطينية من مباني هولندية ورفع شعارات معادية للعرب والفلسطينيين.
وقال محمد أراكيل (هولندي من أصل مغربي) في تصريح لجريدة " الخليج تايمز " بينما كان يرتب صناديق الفاكهة في سوق على الطرف الغربي من أمستردام يوم الخميس إن خطاب الحكومة الهولندية بعد أسبوع من أعمال الشغب التي شهدتها أمستردام يمكن أن يشجع على التمييز.
وأضاف أراكيل ( 51 عاما ) إن التمييز يتزايد في هولندا، مشيرا بأن الهولنديين من أصول مهاجرة يعتبرون أجانب عن البلاد وتلاحقهم تهم " الإرهاب " .
في نفس السياق قال النائب اليميني المتطرف خيرت فيلدرز في مداخلة في البرلمان الهولندي إن كل أعمال العنف التي أحاطت بمباراة كرة القدم الأسبوع الماضي بين أياكس أمستردام ومكابي تل أبيب ارتكبها " مسلمون " و معظمهم " مغاربة " .
ودعا فيلدرز المعروف بأفكاره المتطرفة المناهضة للمهاجرين وخصوصا منهم المسلمين، وهو زعيم أكبر حزب في الائتلاف الحكومي، إلى محاكمة المهاجمين بتهم " الإرهاب " ومصادرة جوازات سفرهم وطردهم من البلاد.
وفي الأسبوع الماضي، صرحت عمدة أمستردام بأن الأحداث التي وقعت هي "كوكتيل من معاداة السامية والشغب" بعد أحداث " الكر والفر " التي عاشتها المدينة إثر مباراة كرة القدم التي جمعت أياكس امستردام بفريق مكابي تل أبيب .
وقبل مباراة كرة القدم، هتف مشجعو مكابي بشعارات معادية للعرب في أنحاء أمستردام، وقاموا بتخريب سيارة أجرة وإحراق العلم الفلسطيني في الساحة الرئيسية للمدينة.
وتم اعتقال ثمانية حتى الآن بسبب هجمات ضد المشجعين الإسرائيليين، ووعدت الشرطة بإجراء تحقيق واسع النطاق.
وفي حين دعا سياسيون معارضون إلى التهدئة منتقدين تصريحات فيلدرز لكونه " يصب الزيت على النار" بسبب تصريحاته المعادية للمهاجرين .
وتشتهر أمستردام بكونها مدينة متسامحة ومتعددة الثقافات، وقد عانت من الاستقطاب الذي شهدته أوروبا منذ بداية الحرب بين إسرائيل وحماس في غزة العام الماضي.
ولا تزال التوترات مرتفعة في أعقاب أعمال العنف مع تواجد مكثف للشرطة بعد اعتقال مئات المتظاهرين المؤيدين للفلسطينيين لتحديهم مرتين قرار عمدة أمستردام حظر المظاهرات المؤيدة للفلسطينيين الأسبوع الماضي.