أقدام مهاجرة.. رياضيون مغاربة اختاروا الاستقرار فـي أمريكا

أقدام مهاجرة.. رياضيون مغاربة اختاروا الاستقرار فـي أمريكا تكريم الحارس عزمي من طرف نادي "واشنطن المغربي" الذي يرأسه حسن سمغوني بأمريكا
في‭ ‬زمن‭ ‬مضى‭ ‬كانت‭ ‬أمريكا‭ ‬تجذب‭ ‬الأدباء‭ ‬العرب،‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬تصبح‭ ‬قبلة‭ ‬للفنانين‭. ‬علاقة‭ ‬المغاربة‭ ‬بالولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية‭ ‬بدأت‭ ‬قبل‭ ‬قرعة‭ ‬استقطاب‭ ‬المهاجرين،‭ ‬لكن‭ ‬الرياضيين‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬أمريكا‭ ‬هي‭ ‬وجهتهم‭ ‬المفضلة‭.‬
بعد‭ ‬الاعتزال‭ ‬فضل‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬الأبطال‭ ‬المغاربة‭ ‬الهجرة‭ ‬إلى‭ ‬بلد‭ ‬“العم‭ ‬سام”،‭ ‬منهم‭ ‬من‭ ‬هاجر‭ ‬مكرها،‭ ‬ومنهم‭ ‬من‭ ‬كانت‭ ‬هجرته‭ ‬قرارا‭ ‬اختياريا،‭ ‬بحثا‭ ‬عن‭ ‬فترة‭ ‬استقرار‭ ‬بعد‭ ‬الاعتزال‭. ‬يضيق‭ ‬المجال‭ ‬لحصر‭ ‬لائحة‭ ‬الأقدام‭ ‬المهاجرة‭ ‬إلى‭ ‬أمريكا‭ ‬كما‭ ‬يصعب‭ ‬تحديد‭ ‬دوافع‭ ‬الهجرة،‭ ‬على‭ ‬اعتبار‭ ‬أنها‭ ‬فرصة‭ ‬ثانية‭ ‬لاستدراك‭ ‬ما‭ ‬فات‭.‬
أنفاس بريس ‬“‭ ‬تسلط‭ ‬الضوء‭ ‬على‭ ‬جزء‭ ‬من‭ ‬حياة‭ ‬نجوم‭ ‬هاجروا‭ ‬صوب‭ ‬أمريكا،‭ ‬بحثا‭ ‬عن‭ ‬مجد‭ ‬جديد‭ ‬بعيدا‭ ‬عن‭ ‬الأضواء‭.
 
 
حسن‭ ‬سمغوني‭..‬لاعب‭ ‬الوداد‭ ‬يؤسس‭ ‬فريقا‭ ‬في‭ ‬أمريكا
رغم‭ ‬أنه‭ ‬من‭ ‬أصول‭ ‬سوسية،‭ ‬إلا‭ ‬أنه‭ ‬ولد‭ ‬في‭ ‬فاس‭. ‬التحق‭ ‬حسن‭ ‬بالوداد‭ ‬من‭ ‬فئة‭ ‬الصغار،‭ ‬والتحق‭ ‬وهو‭ ‬صغير‭ ‬السن‭ ‬بالفريق‭ ‬الأول‭ ‬خاصة‭ ‬وأنه‭ ‬عاش‭ ‬في‭ ‬المدينة‭ ‬القديمة‭ ‬التي‭ ‬تعشق‭ ‬ساكنتها‭ ‬الوداد،‭ ‬وتحول‭ ‬في‭ ‬ظرفية‭ ‬زمنية‭ ‬قصيرة‭ ‬إلى‭ ‬هداف‭ ‬للنادي‭ ‬الأحمر،‭ ‬وعنصرا‭ ‬أساسيا‭ ‬في‭ ‬المنتخب‭ ‬الأولمبي،‭ ‬وساعده‭ ‬تعليمه‭ ‬العالي‭ ‬في‭ ‬التوظيف‭ ‬في‭ ‬مكتب‭ ‬التسويق‭ ‬والتصدير‭.‬
‮ ‬قاده‭ ‬القدر‭ ‬إلى‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية،  ‬حيث‭ ‬سيؤسس‭ ‬فريقا‭ ‬حمل‭ ‬اسم‭ ‬“نادي‭ ‬واشنطن”،‭ ‬ضم‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬اللاعبين‭ ‬المغاربة‭.‬
تحول‭ ‬حسن‭ ‬السمغوني،‭ ‬إلى‭ ‬سفير‭ ‬للرياضة‭ ‬والثقافة،‭ ‬وأضحى‭ ‬عنصرا‭ ‬هاما‭ ‬ضمن‭ ‬الجالية‭ ‬المغربية‭ ‬المقيمة‭ ‬بالخارج،‭ ‬حيث‭ ‬انكب‭ ‬على‭ ‬تنظيم‭ ‬تظاهرات‭ ‬في‭ ‬خدمة‭ ‬مغاربة‭ ‬أمريكا‭.‬
أشرف‭ ‬النادي‭ ‬الذي‭ ‬أسسه‭ ‬حسن،‭ ‬على‭ ‬تنظيم‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الملتقيات‭ ‬ذات‭ ‬الطابع‭ ‬الأكاديمي‭ ‬والثقافي‭ ‬والرياضي،‭ ‬بشراكة‭ ‬مع‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الجمعيات‭ ‬المحلية‭ ‬والوطنية‭ ‬الأمريكية‭ ‬والعديد‭ ‬من‭ ‬معاهد‭ ‬البحث‭ ‬والجامعات‭ ‬بالعاصمة‭ ‬الأمريكية،‭ ‬في‭ ‬توجه‭ ‬استباقي‭ ‬للديبلوماسية‭ ‬الناعمة‭.‬
‮ ‬
‮ ‬محمد‭ ‬الجامعي‭ ‬مؤسس‭ ‬كرة‭ ‬“الصالات”‭ ‬بالمغرب‭.. ‬هارب‭ ‬من‭ ‬الجحود
‬‮ ‬محمد‭ ‬الجامعي‭ ‬أو‭ ‬“عراب”‭ ‬كرة‭ ‬القدم‭ ‬داخل‭ ‬القاعة‭ ‬بالمغرب،‭ ‬شخص‭ ‬حمل‭ ‬على‭ ‬عاتقه‭ ‬تطوير‭ ‬هذه‭ ‬الرياضة‭ ‬وإبرازها‭ ‬داخل‭ ‬الوطن‭ ‬بكل‭ ‬شغف‭ ‬والتزام‭. ‬هو‭ ‬من‭ ‬رسم‭ ‬الطريق‭ ‬للعديد‭ ‬من‭ ‬الشباب‭ ‬وألهمهم‭ ‬لممارسة‭ ‬هذه‭ ‬الرياضة‭ ‬بشغف‭ ‬وتفان،‭ ‬هو‭ ‬أيضا‭ ‬واحد‭ ‬من‭ ‬الأسماء‭ ‬الرياضية‭ ‬التي‭ ‬اختارت‭ ‬الاستقرار‭ ‬تحت‭ ‬الإكراه‭ ‬في‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية‭.‬
بدأت‭ ‬رحلة‭ ‬الجامعي‭ ‬في‭ ‬عالم‭ ‬كرة‭ ‬القدم‭ ‬داخل‭ ‬القاعة‭ ‬منذ‭ ‬شبابه،‭ ‬ومن‭ ‬خلال‭ ‬عزيمته‭ ‬وتصميمه،‭ ‬استطاع‭ ‬أن‭ ‬يصنع‭ ‬التاريخ‭ ‬برغم‭ ‬التحديات‭ ‬والعقبات‭. ‬أول‭ ‬خيوط‭ ‬هذه‭ ‬الحكاية‭ ‬بدأت‭ ‬في‭ ‬بداية‭ ‬السبعينات‭ ‬من‭ ‬ميناء‭ ‬القنيطرة،‭ ‬حيث‭ ‬رست‭ ‬باخرة‭ ‬تجارية‭ ‬أجنبية‭ ‬وشرع‭ ‬طاقمها‭ ‬في‭ ‬ممارسة‭ ‬لعبة‭ ‬كرة‭ ‬القدم‭ ‬المصغرة‭ ‬في‭ ‬الميناء،‭ ‬ولأنه‭ ‬كان‭ ‬لاعبا‭ ‬سابقا‭ ‬في‭ ‬النهضة‭ ‬القنيطرية‭ ‬وموظفا‭ ‬في‭ ‬ذات‭ ‬الميناء،‭ ‬فقد‭ ‬كان‭ ‬يشاركهم‭ ‬اللعبة‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬طلبوا‭ ‬منه‭ ‬مساعدتهم‭ ‬على‭ ‬خوض‭ ‬مباراة‭ ‬مع‭ ‬فريق‭ ‬من‭ ‬القنيطرة‭. ‬ما‭ ‬جعله‭ ‬يهيئ‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬اللاعبين‭ ‬وخاضوا‭ ‬المباراة‭ ‬لأول‭ ‬مرة‭ ‬في‭ ‬نوع‭ ‬رياضي‭ ‬جديد‭ ‬استهوى‭ ‬شباب‭ ‬القنيطرة،‭ ‬فعملوا‭ ‬على‭ ‬نشرها‭ ‬وكانت‭ ‬النواة‭ ‬الأولى‭ ‬لتأسيس‭ ‬فريق‭ ‬رسمي‭ ‬سيحمل‭ ‬اسم‭ ‬أجاكس‭ ‬القنيطري‭.‬
أمام‭ ‬توغل‭ ‬كرة‭ ‬“الصالات“‭ ‬في‭ ‬المشهد‭ ‬الرياضي،‭ ‬سيحصل‭ ‬نزاع‭ ‬بين‭ ‬الاتحاد‭ ‬الدولي‭ ‬لكرة‭ ‬القدم‭ ‬“فيفا“‭ ‬والهيئة‭ ‬المشرفة‭ ‬عليها‭ ‬“فيفوزا“،‭ ‬امتد‭ ‬لهيبها‭ ‬ليلمس‭ ‬الجامعي‭ ‬الذي‭ ‬تمسك‭ ‬بالانتماء‭ ‬للاتحاد‭ ‬الأم،‭ ‬فواجه‭ ‬تبعات‭ ‬قراره،‭ ‬حيث‭ ‬وجهت‮ ‬‭ ‬إليه‭ ‬اتهامات‭ ‬عديدة،‭ ‬بما‭ ‬فيها‭ ‬تهجير‭ ‬المواطنين،‭ ‬وانتحال‭ ‬صفة‭ ‬رئيس‭ ‬هيئة‭ ‬غير‭ ‬معترف‭ ‬بها،‭ ‬ما‭ ‬عرضه‭ ‬لعقوبة‭ ‬سجنية‭ ‬قال‭ ‬عنها‭ ‬الجامعي‭ ‬في‭ ‬حوار‭ ‬صحفي: “غادرت‭ ‬السجن‭ ‬بعفو‭ ‬ملكي،‭ ‬مباشرة‭ ‬بعد‭ ‬مغادرتي‭ ‬المعتقل‭ ‬عقدت‭ ‬ندوة‭ ‬صحفية‭ ‬في‭ ‬الدار‭ ‬البيضاء،‭ ‬كانت‭ ‬فرصة‭ ‬بالنسبة‭ ‬لي‭ ‬لوضع‭ ‬الرأي‭ ‬العام‭ ‬في‭ ‬صلب‭ ‬حقيقة‭ ‬القضية،‭ ‬وكنت‭ ‬حينها‭ ‬أحضر‭ ‬نفسي‭ ‬لمغادرة‭ ‬البلاد‭.‬،‭ ‬وبعد‭ ‬أيام‭ ‬قليلة‭ ‬وجدت‭ ‬نفسي‭ ‬في‭ ‬أمريكا‭ ‬أتنفس‭ ‬هواء‭ ‬ليس‭ ‬هواء‭ ‬وطني‭ ‬وأعيش‭ ‬حياة‭ ‬أخرى‭ ‬ضدا‭ ‬على‭ ‬أحلام‭ ‬العيش‭ ‬والموت‭ ‬في‭ ‬وطني”‭.‬
ظل‭ ‬طيف‭ ‬أجاكس‭ ‬يطارده‭ ‬في‭ ‬المهجر،‭ ‬هنالك‭ ‬أسس‭ ‬فريق‭ ‬“أجاكس‭ ‬ميامي”‭ ‬كامتداد‭ ‬لفريق‭ ‬القنيطرة: “كانت‭ ‬رسائلي‭ ‬رياضية‭ ‬وسياسية‭ ‬في‭ ‬بلد‭ ‬مؤثر‭ ‬في‭ ‬السياسة‭ ‬العالمية،‭ ‬في‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬التظاهرات‭ ‬كانت‭ ‬الصحراء‭ ‬المغربية‭ ‬حاضرة‭ ‬وروح‭ ‬الانتماء‭ ‬حاضرا”،‭ ‬يقول‭ ‬الجامعي‭.‬
‮ ‬
حارس‭ ‬المنتخب‭ ‬عزمي‭ ‬يستقر‭ ‬في‭ ‬أمريكا
‬يعتبر‭ ‬خليل‭ ‬عزمي‭ ‬الذي‭ ‬ولد‭ ‬في‭ ‬26‭ ‬غشت‭ ‬1964‭ ‬بالدار‭ ‬البيضاء،‭ ‬من‭ ‬خيرة‭ ‬حراس‭ ‬المرمى‭ ‬المغاربة،‭ ‬الذين‭ ‬تألقوا‭ ‬سواء‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬الأندية‭ ‬أو‭ ‬المنتخب‭ ‬المغربي‭.‬
تلقى‭ ‬عزمي‭ ‬تكوينه‭ ‬مع‭ ‬الوداد‭ ‬الذي‭ ‬فاز‭ ‬معه‭ ‬بعدة‭ ‬ألقاب،‭ ‬أبرزها‭ ‬دوري‭ ‬أبطال‭ ‬إفريقيا‭ ‬سنة‭ ‬1992،‭ ‬ودوري‭ ‬أبطال‭ ‬العرب‭ ‬سنة‭ ‬1989،‭ ‬كما‭ ‬فاز‭ ‬معه‭ ‬بلقب‭ ‬الدوري‭ ‬المحلي‭ ‬في‭ ‬3‭ ‬مناسبات،‭ ‬1986،‭ ‬1990،‭ ‬1991،‭ ‬وأحرز‭ ‬لقب‭ ‬كأس‭ ‬العرش‭ ‬مرة‭ ‬واحدة‭ ‬سنة‭ ‬1989‭.‬
ويبقى‭ ‬عزمي‭ ‬أيضا‭ ‬من‭ ‬اللاعبين‭ ‬القلائل‭ ‬الذين‭ ‬لعبوا‭ ‬للغريمين‭ ‬التقليدين،‭ ‬حيث‭ ‬انتقل‭ ‬للرجاء‭ ‬ولعب‭ ‬له‭ ‬من‭ ‬1992‭ ‬إلى‭ ‬1994،‭ ‬كما‭ ‬شارك‭ ‬مع‭ ‬المنتخب‭ ‬المغربي‭ ‬في‭ ‬كأس‭ ‬أمم‭ ‬إفريقيا‭ ‬1992‭ ‬وكأس‭ ‬العالم‭ ‬سنة‭ ‬1994‭.‬
بدأت‭ ‬مسيرة‭ ‬عزمي‭ ‬الدولية‭ ‬سنة‭ ‬1987‭ ‬وظل‭ ‬يلعب‭ ‬مباريات‭ ‬قليلة‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬وجود‭ ‬الحارس‭ ‬الأول‭ ‬للمنتخب‭ ‬المغربي‭ ‬بادو‭ ‬الزاكي‭ ‬والذي‭ ‬اعتزل‭ ‬اللعب‭ ‬الدولي‭ ‬سنة‭ ‬1992‭. ‬هذه‭ ‬السنة‭ ‬ستشهد‭ ‬انقضاض‭ ‬خليل‭ ‬على‭ ‬الرسمية‭ ‬والمشاركة‭ ‬رفقة‭ ‬المنتخب‭ ‬المغربي‭ ‬في‭ ‬تظاهرات‭ ‬كبرى‭ ‬منها‭ ‬كأس‭ ‬الأمم‭ ‬الإفريقية‭ ‬1992‭ ‬في‭ ‬السينغال‭ ‬وكأس‭ ‬العالم‭ ‬بالولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية‭ ‬1994،‭ ‬حيث‭ ‬اعتزل‭ ‬اللعب‭ ‬الدولي‭ ‬بعد‭ ‬حملة‭ ‬شرسة‭ ‬تعرض‭ ‬لها‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬تلقت‭ ‬مرماه‭ ‬هدفا‭ ‬من‭ ‬تسديدة‭ ‬بعيدة‭ ‬للاعب‭ ‬المنتخب‭ ‬السعودي‭ ‬فؤاد‭ ‬أنور‭ ‬في‭ ‬كرة‭ ‬أساء‭ ‬التعامل‭ ‬معها‭ ‬لتنتهي‭ ‬المباراة‭ ‬بهزيمة‭ ‬المنتخب‭ ‬المغربي‭ ‬بـ‭ ‬2-1،‭ ‬ويتم‭ ‬تحميل‭ ‬عزمي‭ ‬مسؤولية‭ ‬الخسارة‭ ‬واتهامه‭ ‬بتفويت‭ ‬نتيجة‭ ‬المباراة‭ ‬للسعوديين،‭ ‬وهي‭ ‬اتهامات‭ ‬فندها‭ ‬هو‭ ‬وزملاؤه‭ ‬ليعلن‭ ‬بعد‭ ‬ذلك‭ ‬اعتزاله‭ ‬عن‭ ‬سن‭ ‬30‭ ‬سنة‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬خاض‭ ‬43‭ ‬مباراة‭ ‬دولية‭.‬
كان‭ ‬مونديال‭ ‬1994‭ ‬بالولايات‭ ‬المتحدة،‭ ‬آخر‭ ‬ظهور‭ ‬لعزمي‭ ‬مع‭ ‬الكرة‭ ‬المغربية،‭ ‬ومباشرة‭ ‬بعد‭ ‬نهاية‭ ‬المونديال،‭ ‬عاد‭ ‬إلى‭ ‬أمريكا،‭ ‬وظهر‭ ‬مع‭ ‬أندية‭ ‬أخرى‭ ‬هناك،‭ ‬وقرر‭ ‬الاستقرار‭ ‬بها‭ ‬بعد‭ ‬زواجه‭ ‬من‭ ‬أمريكية‭.‬
حين‭ ‬خاض‭ ‬المنتخب‭ ‬المغربي‭ ‬مباراة‭ ‬ودية‭ ‬بالولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية‭ ‬في‭ ‬عهد‭ ‬خاليلوزيتش،‭ ‬تقرر‭ ‬تكريم‭ ‬هذا‭ ‬الحارس‭ ‬الذي‭ ‬قطع‭ ‬الصلة‭ ‬بالكرة‭ ‬واختار‭ ‬الهجرة‭ ‬الاضطرارية‭ ‬إلى‭ ‬أمريكا‭.‬
ولم‭ ‬يكن‭ ‬عزمي‭ ‬هو‭ ‬الحارس‭ ‬الوحيد‭ ‬الذي‭ ‬هاجر‭ ‬صوب‭ ‬أمريكا،‭ ‬فزميله‭ ‬حسن‭ ‬مندون‭ ‬الحارس‭ ‬السابق‭ ‬للاتحاد‭‬،‭ ‬اختار‭ ‬نفس‭ ‬السبيل‭ ‬وهاجر‭ ‬إلى‭ ‬أمريكا‭. ‬وفي‭ ‬يوم‭ ‬29‭ ‬نونبر‭ ‬2009،‭ ‬تلقت‭ ‬الجالية‭ ‬المغربية‭ ‬بالولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأميركية‭ ‬بكثير‭ ‬من‭ ‬الحزن‭ ‬والأسى‭ ‬والألم‭ ‬وفاة‭ ‬حسن‭ ‬مندون‭ ‬حارس‭ ‬مرمى‭ ‬فريق‭ ‬الرجاء‭ ‬البيضاوي‭ ‬سابقا‭ ‬والاتحاد‭ ‬البيضاوي،‭ ‬وذلك‭ ‬على‭ ‬إثر‭ ‬حادث‭ ‬سير‭ ‬مفجع‭ ‬أدى‭ ‬إلى‭ ‬وفاته‭ ‬بولاية‭ ‬فلوريدا‭..‬
‮ ‬
مسجل‭ ‬أول‭ ‬هدف‭ ‬مغربي‭ ‬في‭ ‬مونديال‭ ‬1970‭ ‬يدفن‭ ‬في‭ ‬أمريكا‮  ‬
في‭ ‬ماي ‭ ‬2018، ‬توفي‭ ‬بالولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية،‭ ‬محمد‭ ‬جرير‭ ‬الملقب‭ ‬بـ‭ ‬“حمان“،‭ ‬اللاعب‭ ‬السابق‭ ‬للمنتخب‭ ‬المغربي‭ ‬والرجاء‭ ‬الرياضي،‭ ‬عن‭ ‬سن‭ ‬يناهز‭ ‬الرابعة‭ ‬والسبعين‭ ‬عاما،‭ ‬مات‭ ‬منسيا‭ ‬رغم‭ ‬أنه‭ ‬جزء‭ ‬من‭ ‬تاريخ‭ ‬كرة‭ ‬القدم‭ ‬المغربية‭.‬
‮ ‬اختار‭ ‬محمد‭ ‬جرير،‭ ‬الاستقرار‭ ‬في‭ ‬بوسطن‭ ‬الأمريكية‭ ‬عند‭ ‬فلذات‭ ‬كبده،‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬لفه‭ ‬المرض‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬يجد‭ ‬سندا‭ ‬من‭ ‬مجتمع‭ ‬كروي‭ ‬لا‭ ‬يتذكر‭ ‬نجومه‭ ‬إلا‭ ‬إذا‭ ‬أبدعوا‭ ‬فوق‭ ‬رقعة‭ ‬الملعب‭. ‬لهذا‭ ‬أوصى‭ ‬بدفنه‭ ‬في‭ ‬مقبرة‭ ‬إسلامية‭ ‬ببوسطن‭. ‬“رجاء‭ ‬ادفنوني‭ ‬حيثما‭ ‬مت“‭ ‬هذه‭ ‬وصية‭ ‬حمان‭ ‬الأخيرة‭.‬
ويعتبر‭ ‬محمد‭ ‬جرير،‭ ‬اللاعب‭ ‬الدولي‭ ‬السابق‭ ‬والمدرب‭ ‬الأسبق‭ ‬للرجاء‭ ‬الرياضي،‭ ‬مسجل‭ ‬أول‭ ‬هدف‭ ‬في‭ ‬تاريخ‭ ‬الكرة‭ ‬المغربية‭ ‬في‭ ‬نهائيات‭ ‬كأس‭ ‬العالم‭ ‬1970‭ ‬ضد‭ ‬ألمانيا‭ ‬بكبار‭ ‬نجومها‭ ‬،‭ ‬وهي‭ ‬البطولة‭ ‬التاسعة‭ ‬في‭ ‬تاريخ‭ ‬كأس‭ ‬العالم‭ ‬لكرة‭ ‬القدم‭ ‬استضافتها‭ ‬المكسيك‭ ‬في‭ ‬الفترة‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬31‭ ‬ماي‭ ‬إلى‭ ‬30‭ ‬يونيو‭.‬
“حمان“،‭ ‬من‭ ‬مواليد‭ ‬عام‭ ‬1947‭ ‬بدرب‭ ‬السلطان‭ ‬في‭ ‬الدار‭ ‬البيضاء،‭ ‬حيث‭ ‬قضى‭ ‬بالميدان‭ ‬الرياضي‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬25‭ ‬سنة‭ ‬من‭ ‬الزمن‭ ‬لاعبا‭ ‬للرجاء‭ ‬ومدربا‭ ‬لها‭ ‬ولفرق‭ ‬أخرى‭ ‬كنجم‭ ‬الشباب‭ ‬البيضاوي‭ ‬والتبغ‭ ‬الرياضي‭.‬
بدأ‭ ‬ممارسة‭ ‬كرة‭ ‬القدم‭ ‬في‭ ‬سن‭ ‬الثامنة‭ ‬من‭ ‬عمره،‭ ‬والتحق‭ ‬بفريق‭ ‬الرجاء‭ ‬الرياضي‭ ‬في‭ ‬سن‭ ‬مبكرة‭ ‬،‭ ‬حيث‭ ‬أبان‭ ‬عن‭ ‬مستوى‭ ‬كبير‭ ‬جعله‭ ‬ينضم‭ ‬إلى‭ ‬المنتخب‭ ‬الوطني‭ ‬المغربي،‭ ‬الذي‭ ‬بصم‭ ‬معه‭ ‬على‭ ‬إنجازات‭ ‬كروية‭ ‬يتذكرها‭ ‬التاريخ،‭ ‬من‭ ‬أبرزها‭ ‬التأهل‭ ‬لنهائيات‭ ‬مكسيكو‭ ‬1970،‭ ‬كما‭ ‬كان‭ ‬مساعدا‭ ‬لمدرب‭ ‬الرجاء‭ ‬سعدان،‭ ‬حين‭ ‬فاز‭ ‬الخضر‭ ‬بأول‭ ‬كأس‭ ‬إفريقيا‭ ‬للأندية‭ ‬البطلة‭ ‬من‭ ‬قلب‭ ‬وهران‭.