استضافت الجامعة الوطنية بإشبيلية ندوة بارزة حول حقوق الإنسان، جمعت نخبة من الخبراء الدوليين، المدافعين عن الحقوق، ممثلي المجتمع المدني، وباحثين في القانون والعلوم السياسية، وذلك يوم الإثنين 11 نونبر 2024.
وتميز الحدث بمداخلات رفيعة المستوى ونقاشات معمقة حول العدالة، وحماية النساء والأطفال المحتجزين في مناطق النزاع.
رامون مونيوز كاسترو: صوت كولومبيا من أجل حقوق الإنسان
كان من بين الضيوف الشرفيين رامون مونيوز كاسترو، المستشار الدبلوماسي في البعثة الدائمة لكولومبيا لدى الأمم المتحدة بجنيف ومحامٍ مختص في حقوق الإنسان.
قدّم مونيوز كاسترو، بفضل التزامه الراسخ، تحليلاً عميقاً للتحديات التي تواجهها الدول في حماية حقوق الإنسان.
مانويل نافارو: القانون الدولي في مواجهة الانتهاكات في مخيمات تندوف
قدم مانويل نافارو، المحامي المختص في القانون الدولي والمقيم في إشبيلية، تحليلاً قانونياً حول التزامات الدول في مجال حقوق الإنسان، مشدداً على مسؤولية الجزائر تجاه انتهاكات حقوق الإنسان في مخيمات تندوف، والآليات القانونية المتاحة للضحايا وفق الاتفاقيات الدولية. كما أبرز الدور المحوري لإسبانيا في تعزيز حقوق الإنسان ودعم التعاون الدولي للحد من الانتهاكات، خاصةً تجاه النساء في مناطق النزاع.
الدكتور عبدالقادر الفيلالي: نظرة على الاتجاهات العالمية لتجنيد الأطفال كجنود
عرض الدكتور عبد القادر فلالي، رئيس المركز الدولي للأبحاث حول الوقاية من تجنيد الأطفال الكائن مقره بالمملكة المغربية، أحدث تقاريره بعنوان "تقييم شامل للاتجاهات العالمية في تجنيد الأطفال".
استند التقرير إلى تحقيقات ميدانية في مناطق حرجة مثل الساحل، كولومبيا، وكازاخستان، وسلط الضوء على تعقيد ديناميكيات التجنيد القسري للأطفال في النزاعات المسلحة.
قدّم الدكتور فلالي والذي عاد من جولة أوروبية ولاتينية لمحة عن الأساليب التي تتبعها الجماعات المسلحة والشبكات الإجرامية والإرهابية في أمريكا اللاتينية، الساحل، وآسيا، مقترحاً آليات لتحويل "ثقافة العنف" لدى الأطفال إلى "ثقافة السلام" عبر برامج التأهيل وإعادة الإدماج المجتمعي، وذلك بالتأكيد على منع عسكرة مخيمات المحتجزين وركّزت مداخلته على أهمية المبادرات العملية لحماية الأطفال من ويلات الاستغلال والتجنيد، مستشهداً بأمثلة من حالات دراسية في كولومبيا، الساحل الإفريقي، ومخيمات تندوف.
خديجاتو محمود: شجاعة ضحية اعتداءات زعيم البوليساريو
قدّمت خديجاتو محمود شهادة مؤثرة كضحية للعنف والاغتصاب من قبل إبراهيم غالي، زعيم البوليساريو، وندّدت بالفظائع التي تتعرض لها النساء في مخيمات تندوف وبالإفلات من العقاب الذي يتمتع به بعض المسؤولين. ذكّرت شهادتها بالعنف الذي تعانيه النساء في سياقات الهيمنة، وأكدت الحاجة الملحة لتحقيق العدالة وتعويض الضحايا.
جمهور ملتزم بالدفاع عن حقوق الإنسان
استقطب المؤتمر جمهوراً واسعاً من نشطاء المجتمع المدني، باحثين في حقوق الإنسان، ومتخصصين في العلوم السياسية، جميعهم يسعون لتعميق فهمهم للتحديات الراهنة في مجال حقوق الإنسان. شملت النقاشات قضايا محورية مثل المسؤولية الدولية، دعم الضحايا، واستراتيجيات الوقاية من انتهاكات حقوق الإنسان.
أثرت مداخلات المتحدثين النقاشات وحفّزت الحضور على تعزيز التزامهم بالدفاع عن الحقوق الأساسية من خلال خطوات ملموسة والتزام مشترك.
ختاماً، أكد هذه الندوة على التحديات المستمرة في النضال من أجل حقوق الإنسان، وألهم المشاركين لمضاعفة الجهود من أجل عالم أكثر عدلاً وأماناً، خاصةً للأطفال وضحايا العنف.
مشاهد من اللقاء