عصام لعروسي: العزلة الدولية التي تعانيها الجزائر جعلتها تتخبط فـي ردود أفعال سيئة وعدوانية ضد المغرب

عصام لعروسي: العزلة الدولية التي تعانيها الجزائر جعلتها تتخبط فـي ردود أفعال سيئة وعدوانية ضد المغرب عصام لعروسي، أستاذ العلاقات الدولية وتسوية النزاعات
إن‭ ‬الزّخم‭ ‬الكبير‭ ‬الذي‭ ‬أحدثه‭ ‬خطاب‭ ‬الرئيس‭ ‬الفرنسي‭ ‬إيمانويل‭ ‬ماكرون‭ ‬في‭ ‬البرلمان‭ ‬المغربي‭ ‬حول‭ ‬مغربية‭ ‬الصحراء‭ ‬هو‭ ‬تثمين‭ ‬لمبادرة‭ ‬الحكم‭ ‬الذاتي،‭ ‬وأيضا‭ ‬لبنة‭ ‬جديدة‭ ‬للتعاون‭ ‬الفرنسي‭ ‬المغربي‭ ‬الذي‭ ‬سوف‭ ‬يكون‭ ‬انطلاقا‭ ‬من‭ ‬شراكة‭ ‬استراتيجية‭ ‬استثنائية،‭ ‬ومن‭ ‬داخل‭ ‬هذا‭ ‬الموقف‭ ‬-الموقف‭ ‬المغربي‭ ‬الجديد-‮ ‬‭ ‬للتأكيد‭ ‬على‭ ‬مغربية‭ ‬الصحراء،‭ ‬وللتأكيد‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬الحل‭ ‬النهائي‭ ‬لهذا‭ ‬الملف‭ ‬سوف‭ ‬يمر‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬مبادرة‭ ‬الحكم‭ ‬الذاتي‭.‬
 
وفي‭ ‬مستوى‭ ‬ثان،‭ ‬مرور‭ ‬فرنسا‭ ‬للسرعة‭ ‬القصوى‭ ‬وهي‭ ‬مُساعدة‭ ‬المغرب‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬دعم‭ ‬هذا‭ ‬الموقف‭ ‬عبر‭ ‬المنظمات‭ ‬الدولية‭ ‬بداية‭ ‬من‭ ‬منظمة‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬وعضوية‭ ‬فرنسا‭ ‬في‭ ‬مجلس‭ ‬الأمن‭ ‬وحيازتها‭ ‬لحق‭ ‬النقض‭ ‬عبر‭ ‬الفيتو‭ ‬وعضوية‮ ‬‭ ‬ضمن‭ ‬الخمس‭ ‬الأعضاء‭ ‬الدائمين،‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬دورها‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬الاتحاد‭ ‬الأوروبي‭ ‬ودورها‭ ‬أيضا‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬حلف‭ ‬الناتو‭ ‬ودورها‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬العالمي‭ ‬وعلى‭ ‬مستوى‭ ‬المنظمات‭ ‬المتخصصة‭.‬
‮ ‬
كل‭ ‬هذه‭ ‬الأدوار‭ ‬وكل‭ ‬هذه‭ ‬الدينامية‭ ‬الفرنسية‭ ‬سوف‭ ‬تترجم‭ ‬بمساعدة‭ ‬أوسع‭ ‬للمغرب‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الباب‭ ‬لتأكيد‭ ‬هذا‭ ‬الحق‭. ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬شكل‭ ‬حقيقة‭ ‬التضييق‭ ‬والنفع،مما‭ ‬يعني‭ ‬هزيمة‭ ‬الجزائر‭. ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬ساهم‭ ‬بشكل‭ ‬كبير‭ ‬في‭ ‬تقوقعها‭ ‬وفي‭ ‬انعزاليتها‭ ‬على‭ ‬أساس‭ ‬أن‭ ‬ما‭ ‬يقع‭ ‬يشكل‭ ‬مرحلة‭ ‬تاريخية‭ ‬فاصلة‭ ‬وفارقة‭ ‬في‭ ‬الملف‭ ‬وفي‭ ‬تاريخ‭ ‬هذا‭ ‬الملف،‭ ‬خاصة‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬القرار‭ ‬الأخير‭ ‬2756،‭ ‬الذي‭ ‬أكد‭ ‬حقيقة‭ ‬و‭ ‬قطع‭ ‬بشكل‭ ‬نهائي‭ ‬مع‭ ‬كل‭ ‬السيناريوهات‭ ‬السابقة،‭ ‬ومع‭ ‬كل‭ ‬الأحلام‭ ‬والأوهام‭ ‬المؤسسة‭ ‬للعقيدة‭ ‬الجزائرية،‭ ‬التي‭ ‬تركز‭ ‬على‭ ‬مفهوم‭ ‬الاستقلال‭ ‬والسيادة‭ ‬الوطنية‭ ‬وتقرير‭ ‬المصير‭. ‬كل‭ ‬هذه‭ ‬الأمور‭ ‬لها‭ ‬قراءة‭ ‬جديدة‭ ‬تركز‭ ‬على‭ ‬إيجاد‭ ‬تسوية‭ ‬سياسية.

‮ ‬لا‭ ‬بد‭ ‬من‭ ‬الإشارة‭ ‬أيضا‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬القرار‭ ‬لمبادرة‭ ‬الحكم‭ ‬الذاتي‭ ‬والكشف‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬الجزائر‭ ‬كانت‭ ‬من‭ ‬وراء‭ ‬مبادرة‭ ‬قرار‭ ‬التقسيم‭ ‬التي‭ ‬اقترحها‭ ‬ديميستورا‭ ‬في‭ ‬النصف‭ ‬الأول‭ ‬من‭ ‬شهر‭ ‬أكتوبر‭ ‬المنصرم،‭ ‬وكذلك‭ ‬بعدما‭ ‬طالبت‭ ‬الجزائر‭ ‬بتعديل‭ ‬القرار‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬حذف‭ ‬وإلغاء‭ ‬مسألة‭ ‬الطاولة‭ ‬المستديرة‭ ‬للنقاش‭.‬
‮ ‬
في‭ ‬اعتقادي،‭ ‬أن‭ ‬رفض‭ ‬الجزائر‭ ‬للتصويت‭ ‬النهائي‭ ‬بشكل‭ ‬نهائي‭ ‬وليس‭ ‬الامتناع‭ ‬للخروج‭ ‬عن‭ ‬المألوف،‭ ‬وهو‭ ‬استثناء‭ ‬حقيقة‭ ‬في‭ ‬القانون‭ ‬الدولي؛‭ ‬لم‭ ‬يحصل‭ ‬في‭ ‬تاريخ‭ ‬النزاعات‭ ‬وفي‭ ‬تاريخ‭ ‬الخلافات‭ ‬المطروحة‭ ‬على‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة،‭ ‬وبالتالي‭ ‬فما‭ ‬قامت‭ ‬به‭ ‬الجزائر‭ ‬يعكس‭ ‬هذا‭ ‬التخبط‭ ‬وهذه‭ ‬الانعزالية‭ ‬وهذا‭ ‬الفشل‭ ‬الذي‭ ‬يجعل‭ ‬من‭ ‬الجزائر‭ ‬بعيدة،‭ ‬وكأنها‭ ‬تقول‭ ‬للعالم‭ ‬إنني‭ ‬لا‭ ‬أنخرط‭ ‬في‭ ‬أي‭ ‬من‭ ‬مبادرة‭ ‬كيف‭ ‬ما‭ ‬كان‭ ‬نوعها‭ ‬أو‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬النص‭ ‬لا‭ ‬يعنيني‭ ‬بشكل‭ ‬أو‭ ‬بآخر‭. ‬وبالتالي‭ ‬فهي‭ ‬من‭ ‬جهة‭ ‬بعيدة‭ ‬عن‭ ‬المعسكر‭ ‬و‭ ‬الدول‭ ‬المؤثرة‭ ‬في‭ ‬الملف‭ ‬وأبرزها‭ ‬الدول‭ ‬التي‭ ‬لها‭ ‬حق‭ ‬النقض‭ ‬ومن‭ ‬بينها‭ ‬فرنسا‭ ‬وبريطانيا‭ ‬والولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية‭ ‬والصين،‭ ‬وروسيا‭ ‬التي‭ ‬امتنعت‭ ‬عن‭ ‬التصويت،‭ ‬لكن‭ ‬رفضت‭ ‬الاقتراحات؛‭ ‬اقتراحات‭ ‬الجزائر‭ ‬بالتعديل‭. ‬وهذا‮ ‬‭ ‬يؤكد‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬الموقف‭ ‬الروسي‭ ‬لم‭ ‬يتغير‭ ‬كثيرا‭ ‬لكنّه‭ ‬حقيقة‭ ‬يقع‭ ‬في‮ ‬‭ ‬منتصف‭ ‬الطريق‭ ‬و‭ ‬يمسك‭ ‬العصا‭ ‬من‭ ‬الوسط‭ ‬حتى‭ ‬لا‭ ‬يخسر‭ ‬حليفيه‭.‬
 
‮ ‬لكن‭ ‬حقيقة‭ ‬أن‭ ‬الجزائر‭ ‬الآن‭ ‬معزولة،‮ ‬‭ ‬وحاولت‭ ‬في‭ ‬الآونة‭ ‬الأخيرة‭ ‬أن‭ ‬ترتب‭ ‬لموضوع‭ ‬الشراكة‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬تونس‭ ‬وليبيا،‭ ‬لكن‭ ‬للأسف‭ ‬محاولتها‭ ‬لإنشاء‭ ‬تنظيم‭ ‬على‭ ‬غرار‭ ‬اتحاد‭ ‬المغرب‭ ‬العربي‭ ‬ولد‭ ‬ميتا‭ ‬كما‭ ‬نقول‭ ‬أو‭ ‬ولد‭ ‬فاشلا،‭ ‬على‭ ‬اعتبار‭ ‬أن‭ ‬الموقف‭ ‬الليبي‭ ‬واضح‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬المسألة‭. ‬كما‮ ‬‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬الاعتداد‭ ‬بالموقف‭ ‬التونسي‭ ‬المتخبّط،‭ ‬خاصة‭ ‬مع‭ ‬فشل‭ ‬كبير‮ ‬‭ ‬في‭ ‬إدارة‭ ‬الدولة‭ ‬التونسية‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬قيس‭ ‬سعيد‭.‬‮ ‬

على‭ ‬المستوى‭ ‬الآخر،‭ ‬نرى‭ ‬أن‭ ‬الرئيس‭ ‬الجزائري‭ ‬تبون‭ ‬قام‭ ‬بزيارة‭ ‬لمجموعة‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬وأخذ‭ ‬الصفعات‭ ‬تلو‭ ‬الأخرى‭ ‬من‭ ‬جمهورية‭ ‬مصر‭ ‬العربية،‭ ‬حينما‭ ‬حاول‭ ‬أن‭ ‬يلوح‭ ‬بقضية‭ ‬الصحراء‭ ‬المغربية‭ ‬لكن‭ ‬فاجأه‭ ‬وصدمه‭ ‬الرئيس‭ ‬السيسي‭ ‬بعبارة‭ ‬واضحة‭ ‬أننا‭ ‬لا‭ ‬نتدخل‭ ‬في‭ ‬الشؤون‭ ‬الداخلية،‭ ‬وأن‭ ‬هذا‭ ‬الموضوع‭ ‬غير‭ ‬مطروح‭ ‬على‭ ‬جدول‭ ‬النقاش‭ ‬أو‭ ‬جدول‭ ‬المشاورات‭ ‬الثنائية‭. ‬كذلك‭ ‬في‭ ‬سلطنة‭ ‬عمان‭ ‬خلال‭ ‬الجولة‭ ‬الخليجية،‭ ‬خاصة‭ ‬أن‭ ‬سلطنة‭ ‬عمان‭ ‬أيضا‭ ‬تلقى‭ ‬منها‭ ‬صفعة‭ ‬أخرى‭ ‬عبر‭ ‬رفض‭ ‬القيادة‭ ‬العمانية‭ ‬الزج‭ ‬بموضوع‭ ‬قضية‭ ‬الصحراء‭ ‬المغربية‭ ‬في‭ ‬النقاش‭ ‬الى‭ ‬جانب‭ ‬مواقف‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬الخليجية‭ ‬والدول‭ ‬العربية‮ ‬‭ ‬واضح‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬القضية‭.‬
 
هي‭ ‬إذن‭ ‬عزلة‭ ‬دولية‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬مجلس‭ ‬الأمن،‭ ‬وعزلة‭ ‬دولية‭ ‬أيضا‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬علاقات‭ ‬سيئة‭ ‬مع‭ ‬الجوار‭ ‬المتوسطي،‭ ‬وخاصة‭ ‬مع‭ ‬فرنسا‭ ‬واسبانيا،‭ ‬فالعلاقات‭ ‬أو‭ ‬حتى‭ ‬ردود‭ ‬الأفعال‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬وسائل‭ ‬الإعلام‭ ‬الأجنبية‭ ‬بينت‭ ‬ووضحت‭ ‬بالملموس‭ ‬أن‭ ‬الجزائر‭ ‬أو‭ ‬النظام‭ ‬الجزائري‭ ‬العسكري‭ ‬يتبنى‭ ‬مخرجات‭ ‬خارجة‭ ‬عن‭ ‬سياق‭ ‬التاريخ‭ ‬وخارجة‭ ‬عن‭ ‬سياق‭ ‬المحيط‭ ‬الاقليمي‭ ‬والدولي‭ ‬ولا‭ ‬تعترف‭ ‬بالمتغيرات‭ ‬الأساسية‭ ‬التي‭ ‬تقع،‭ ‬وهنا‮ ‬‭ ‬يؤكد‭ ‬تبني‭ ‬القيادة‭ ‬الجزائرية‭ ‬لمدركات‭ ‬خارج‭ ‬النسق‭ ‬الدولي،‭ ‬ويعكس‭ ‬حقيقة‭ ‬الفشل‭ ‬في‭ ‬معرفة‭ ‬المتغيرات‭ ‬المستقلة‭ ‬والمتغيرات‭ ‬التابعة‭ ‬لها‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬منظومة‭ ‬متحولة،‭ ‬خاصة‭ ‬فيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بقضية‭ ‬الصحراء‭ ‬المغربية‭ ‬بعد‭ ‬توالي‭ ‬كل‭ ‬الاعترافات‭ ‬التي‭ ‬جاءت‭ ‬من‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية‭ ‬وفرنسا‭ ‬وإسبانيا‭ ‬وهولاندا‭ ‬وبولندا‭ ‬ورومانيا‭ ‬وأيضا‭ ‬في‭ ‬أمريكا‭ ‬اللاتينية،‭ ‬وكذا‭ ‬دول‭ ‬عربية‭ ‬في‭ ‬المحيط‭ ‬العربي‭ ‬والاسلامي‭. ‬كل‭ ‬هذا‭ ‬الزخم‭ ‬أصبح‭ ‬يوحي‭ ‬بأن‭ ‬القضية‭ ‬هي‭ ‬إلى‭ ‬الزوال‭ ‬وإلى‭ ‬حل‭ ‬نهائي‭ ‬تحت‭ ‬السيادة‭ ‬المغربية،‭ ‬وكما‭ ‬قال‭ ‬الرئيس‭ ‬الفرنسي،‭ ‬أن‭ ‬كل‭ ‬الحلول‭ ‬الممكنة‭ ‬ستكون‭ ‬ضمن‭ ‬السيادة‭ ‬أو‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬الأقاليم‭ ‬الجنوبية،‮ ‬‭ ‬وسوف‭ ‬يكون‭ ‬ضمن‭ ‬السيادة‭ ‬المغربية‭ ‬وليس‭ ‬خارجها‭.‬‮ ‬
 
 ‬هذه‭ ‬الدينامية‭ ‬الهامة‭ ‬جدّا‭ ‬للمغرب‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تنسي‭ ‬أن‮ ‬‭ ‬المغرب‭ ‬بذل‭ ‬مجهودات‭ ‬ديبلوماسية‭ ‬جمة‭ ‬والديبلوماسية‭ ‬الملكية‭ ‬لعبت‭ ‬أدوارا‭ ‬كبيرة‮ ‬‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬السياق،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬اختراق‭ ‬القناة‭ ‬الأفريقية،‭ ‬ومن‭ ‬خلال‭ ‬لعب‭ ‬أدوار‭ ‬أساسية‭ ‬قزمت‭ ‬من‭ ‬الدور‭ ‬الجزائري‭. ‬ولا‭ ‬ننسى‭ ‬أيضا‭ ‬الدور‭ ‬الأمني‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬المشاركة‭ ‬الفاعلة‭ ‬عبر‭ ‬ما‭ ‬يسمى‭ ‬بـ‭ ‬“سوفت‭ ‬باور”‭ ‬في‭ ‬حل‭ ‬الأزمات‭ ‬بدول‭ ‬الساحل‭ ‬بدل‭ ‬القوة‭ ‬الصلبة‭ ‬التي‭ ‬اعتمدتها‭ ‬الجزائر‭ ‬منذ‭ ‬بداية‭ ‬هذه‭ ‬الأزمة‭ ‬وافتعالها،‭ ‬خاصة‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬ما‭ ‬يسمى‭ ‬بـ‭ ‬“تمنراست‭ ‬بلان“‭ ‬أو‭ ‬“مخطط‭ ‬تمنراست“‭ ‬لمحاربة‭ ‬الإرهاب،‭ ‬علاوة‭ ‬على‭ ‬يسمى‭ ‬بـ‭ ‬“دجوبن‭ ‬ميليتاري‭ ‬أو‭ ‬بيريسن“‭ ‬التي‭ ‬اعتمدتها‮ ‬‭ ‬في‭ ‬2010،‭ ‬والتي‭ ‬تبتغي‭ ‬منها‭ ‬الجزائر‭ ‬أن‭ ‬تتبع‭ ‬نهجا‭ ‬يعاكس‭ ‬حقيقة‭ ‬طموحات‭ ‬الدول‭ ‬المسالمة‭ ‬واعتماد‭ ‬الآلة‭ ‬العسكرية‭ ‬هو‭ ‬ليس‭ ‬في‭ ‬صالح‭ ‬الدول‭ ‬الإفريقية‭.‬
‮ ‬
إذن‭ ‬كل‭ ‬هذه‭ ‬العزلة‭ ‬التي‭ ‬أصبحت‭ ‬فيها‭ ‬الجزائر‭ ‬بفعل‭ ‬التطورات‭ ‬الكبيرة‭ ‬في‭ ‬قضية‭ ‬الصحراء‭ ‬المغربية،‭ ‬ويبين‭ ‬حقيقة‭ ‬أن‭ ‬الجزائر‭ ‬ليس‭ ‬لديها‭ ‬بدائل‭ ‬قوية،‭ ‬على‭ ‬اعتبار‭ ‬أن‭ ‬التحولات‭ ‬الدولية‭ ‬والجيوسياسية‭ ‬بالمنطقة‭ ‬أصبحت‭ ‬تتجاوزها‭ ‬بشكل‭ ‬كبير،‭ ‬وبالتالي‭ ‬فالجزائر‭ ‬تتخبّط‭ ‬في‭ ‬ردود‭ ‬الأفعال‭ ‬السيئة‭ ‬والعدوانية‭ ‬ضد‭ ‬المغرب‭ ‬والتي‭ ‬لا‭ ‬تخدم‭ ‬وحدة‭ ‬واستقرار‭ ‬المنطقة‭ ‬بشكل‭ ‬آخر‭.‬