الإعداد الذهني للرياضيين.. رياضيون اقتنعوا بأهميته وآخرون يعتبرونه "طابو"

الإعداد الذهني للرياضيين.. رياضيون اقتنعوا بأهميته وآخرون يعتبرونه "طابو" أثبتت‭ ‬التجارب‭ ‬‬والتحليل‭ ‬الاحترافي‭ ‬لنتائج‭ ‬المنافسات‭ ‬الرياضية،‭ ‬أن‭ ‬للإعداد‭ ‬الذهني‭ ‬أهمية‭ ‬بالغة‭ ‬في‭ ‬تحقيق‭ ‬الفوز
لم‭ ‬يعد‭ ‬الإعداد‭ ‬الذهني‮ ‬‭ ‬coaching mental sportif‭ ‬داخل‭ ‬المنظومة‭ ‬الرياضية‭ ‬من‭ ‬“الطابوهات”،‭ ‬بل‭ ‬أضحى‭ ‬ضرورة‭ ‬ملحة‭ ‬في‭ ‬ممارسة‭ ‬كروية‭ ‬يلفها‭ ‬الاحتراف‭ ‬ويصبح‭ ‬فيها‭ ‬تأهيل‭ ‬الرياضي‭ ‬من‭ ‬الجانب‭ ‬النفسية‭ ‬جزءا‭ ‬من‭ ‬التأهيل‭ ‬الشمولي‭ ‬للاعب‭ ‬المحترف،‭ ‬ليس‭ ‬فقط‭ ‬قبل‭ ‬خوض‭ ‬غمار‭ ‬النزالات‭ ‬الرياضية‭ ‬بل‭ ‬بعدها‭ ‬أيضا‭.‬

لقد‭ ‬أثبتت‭ ‬التجارب‭ ‬والخبرات‭ ‬والتحليل‭ ‬الاحترافي‭ ‬لنتائج‭ ‬المنافسات‭ ‬الرياضية،‭ ‬أن‭ ‬للإعداد‭ ‬الذهني‭ ‬أهمية‭ ‬بالغة‭ ‬في‭ ‬تحقيق‭ ‬الفوز،‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬باقي‮ ‬‭ ‬الإعدادات‭ ‬الأخرى‭ ‬التي‭ ‬تهدف‭ ‬إليها‭ ‬عملية‭ ‬التدريب‭ ‬الرياضي،‭ ‬تقنيا‭ ‬وبدنيا‭ ‬وتكتيكيا،‭ ‬إذ‭ ‬يعد‭ ‬الجانب‭ ‬الذهني‭ ‬مكملا‭ ‬للجوانب‭ ‬المهارية‭ ‬الأخرى‭. ‬وعندما‭ ‬تتكامل‭ ‬هذه‭ ‬الجوانب‭ ‬مع‭ ‬بعضها‭ ‬البعض‭ ‬يتم‭ ‬الوصول‭ ‬إلى‭ ‬أعلى‭ ‬المستويات‭ ‬من‭ ‬الإنجازات‭ ‬والبطولات‭.‬

“أنفاس بريس”‭ ‬تفتح‭ ‬ملف‭ ‬الإعداد‭ ‬الذهني‭ ‬مع‭ ‬المختصين،‭ ‬وتسلط‭ ‬الضوء‭ ‬على‭ ‬أهميته،‭ ‬وعن‭ ‬مدى‭ ‬وعي‭ ‬الأندية‭ ‬الوطنية‭ ‬بأهميته،‭ ‬باعتباره‭ ‬عاملا‭ ‬أساسيا‭ ‬للنجاح‭ ‬والتألق‭ ‬في‭ ‬الحياة‭ ‬الرياضية‭.‬

‬الإعداد‭ ‬الذهني‭.. ‬الغائب‭ ‬الأكبر‭ ‬في‭ ‬المنظومة‭ ‬الكروية
‮على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬تنامي‭ ‬الدور‭ ‬الذي‭ ‬يلعبه‭ ‬الإعداد‭ ‬الذهني‭ ‬كعامل‭ ‬مهم‭ ‬في‭ ‬صناعة‭ ‬النجم‭ ‬الرياضي،‭ ‬وأحد‭ ‬أهم‭ ‬أساليب‭ ‬عملية‭ ‬التخطيط‭ ‬والاستعداد‭ ‬للمنافسات،‭ ‬جنبا‭ ‬إلى‭ ‬جنب‭ ‬مع‭ ‬الإعداد‭ ‬البدني‭ ‬والتقني‭ ‬والتكتيكي،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬العلم‭ ‬ظل‭ ‬يتلمس‭ ‬خطواته‭ ‬الأولى‭ ‬في‭ ‬منظومتنا‭ ‬الرياضية،‭ ‬ويحتل‭ ‬المراتب‭ ‬الثانوية‭ ‬في‭ ‬التحضير‭ ‬للمنافسات‭.‬

وتبرز‭ ‬الحاجة‭ ‬إلى‭ ‬زيادة‭ ‬الاهتمام‭ ‬به،‭ ‬حين‭ ‬آمن‭ ‬الخبراء‭ ‬بأن‭ ‬المجهود‭ ‬البدني‭ ‬لم‭ ‬يعد‭ ‬كافيا‭ ‬وحده‭ ‬للفوز،‭ ‬مع‭ ‬التقدم‭ ‬الكبير‭ ‬في‭ ‬الخطط‭ ‬والتكتيك‭ ‬وتعدد‭ ‬المنافسات‭ ‬والمنافسين‭ ‬على‭ ‬المستويين‭ ‬الداخلي‭ ‬والخارجي‭.‬

ويجمع‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬الخبراء‭ ‬والمختصين‭ ‬الذين‭ ‬أكدوا‭ ‬ضرورة‭ ‬الاهتمام‭ ‬بالإعداد‭ ‬الذهني،‭ ‬على‭ ‬ارتباطه‭ ‬مباشرة‭ ‬بالصفات‭ ‬الذهنية‭ ‬للاعب،‭ ‬ويؤدي‭ ‬الاهتمام‭ ‬به‭ ‬دورا‭ ‬مهما‭ ‬في‭ ‬تطور‭ ‬شخصية‭ ‬الرياضي‭ ‬بما‭ ‬يساعده‭ ‬في‭ ‬التكيف‭ ‬مع‭ ‬مختلف‭ ‬الظروف‭ ‬والتغييرات‭ ‬التي‭ ‬تحدث‭ ‬أثناء‭ ‬المنافسات‭.‬

وفي‭ ‬حديثه‭ ‬عن‭ ‬أهمية‭ ‬الإعداد‭ ‬الذهني‭ ‬الرياضي،‭ ‬خصوصا‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬كرة‭ ‬القدم‭ ‬شدد‭ ‬محمد‭ ‬القاسمي،‭ ‬عضو‮ ‬‭ ‬الودادية‭ ‬المغربية‭ ‬للمعدين‭ ‬الذهنيين،‭ ‬على‭ ‬ضرورة‭ ‬الرجوع‭ ‬إلى‭ ‬التاريخ،‭ ‬أي‭ ‬قبل‭ ‬20‭ ‬أو‭ ‬25‭ ‬سنة،‭ ‬للوقوف‭ ‬على‭ ‬طرق‭ ‬التدريب‭ ‬داخل‭ ‬الفرق‭ ‬الرياضية‭. ‬وقال: “سابقا‭ ‬كان‭ ‬المدرب‭ ‬يتولى‭ ‬مهمة‭ ‬التدريب‭ ‬وحده،‭ ‬بعد‭ ‬ذلك‭ ‬حصل‭ ‬تطور‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬اعتماد‭ ‬المعد‭ ‬البدني‭ ‬في‭ ‬الأطقم‭ ‬التقنية،‭ ‬بعدها‭ ‬التحق‭ ‬الطبيب‭ ‬بهذه‭ ‬الأطقم‭ ‬وبعد‭ ‬ذلك‭ ‬التحق‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬الممرض‭ ‬والمعالج‭ ‬الطبيعي،‭ ‬ومدرب‭ ‬حراس‭ ‬المرمى‭ ‬والإداري‭ ‬والمدرب‭ ‬المساعد،‭ ‬لكن‭ ‬لحد‭ ‬الساعة‭ ‬لم‭ ‬يظهر‭ ‬بعد‭ ‬المعد‭ ‬الذهني‭ ‬في‭ ‬أطقم‭ ‬الأندية‭ ‬كعنصر‭ ‬أساسي”‭.‬

محمد القاسمي، عضو‮ ‬‭ ‬الودادية‭ ‬المغربية‭ ‬للمعدين‭ ‬الذهنيين
 
واعتبر‭ ‬محمد‭ ‬القاسمي،‭ ‬وجود‭ ‬المعد‭ ‬الذهني‭ ‬ضرورة‭ ‬ملحة،‭ ‬لأنه‭ ‬من‭ ‬بين‭ ‬دعائم‭ ‬الإعداد‭ ‬الرياضي‭ ‬مبرزا‭ ‬أن‭ ‬”التجارب‭ ‬العلمية‭ ‬الجديدة‭ ‬أكدت‭ ‬أن‭ ‬الإعداد‭ ‬الرياضي،‭ ‬لابد‭ ‬أن‭ ‬يقوم‭ ‬على‭ ‬أربعة‭ ‬دعائم،‭ ‬وهي‭ ‬الدعامة‭ ‬التقنية‭ ‬والدعامة‭ ‬التكتيكية‭ ‬والدعامة‭ ‬البدنية‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬الدعامة‭ ‬الذهنية،‭ ‬التي‭ ‬تغيب‭ ‬لحد‭ ‬الساعة‭ ‬عن‭ ‬اهتمامات‭ ‬الأندية‭ ‬الوطنية”‭.‬

وبرر‭ ‬القاسمي،‭ ‬غياب‭ ‬الاعداد‭ ‬الذهني‭ ‬عن‭ ‬اهتمامات‭ ‬الأندية‭ ‬المغربية‭ ‬بمجموعة‭ ‬من‭ ‬العوامل،‭ ‬وذلك‭ ‬لكون‭ ‬الإعداد‭ ‬الذهني،‭ ‬حديث‭ ‬النشأة‭ ‬أما‭ ‬العامل‭ ‬الثاني‭ ‬فبرره‭ ‬محدثنا‭ ‬بربط‭ ‬مهمة‭ ‬الاعداد‭ ‬الذهني‭ ‬بالمدرب‮ ‬‭ ‬وتساءل:‭ ‬”إذا‭ ‬كان‭ ‬المدرب‭ ‬هو‭ ‬من‭ ‬يقوم‭ ‬بمهمة‭ ‬الإعداد‭ ‬الذهني‭ ‬لماذا‭ ‬لا‭ ‬يشرف‭ ‬أيضا‭ ‬على‭ ‬مهمة‭ ‬الإعداد‭ ‬البدني،‭ ‬وبهمة‭ ‬التمريض‭ ‬والتغذية‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬المهام”‭ ‬يقول‭ ‬محمد‭ ‬قاسمي، أنه‭ ‬عند‭ ‬التواصل‭ ‬مع‭ ‬المسيرين‭ ‬الرياضيين‭ ‬حول‭ ‬أهمية‭ ‬الإعداد‭ ‬الذهني،‭ ‬تلمس‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الردود‭ ‬عدم‭ ‬الوعي‭ ‬بأهمية‭ ‬هذا‭ ‬المعطي‭ ‬وهو‭ ‬طرح‭ ‬خاطئ،‭ ‬كاعتبار‭ ‬أن‭ ‬عرض‭ ‬اللاعبين‭ ‬على‭ ‬معد‭ ‬ذهني‭ ‬تكريس‭ ‬لحالة‭ ‬مرضية،‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬أن‭ ‬ما‭ ‬يوجه‭ ‬للمرضى‭ ‬هو‭ ‬العلاج‭ ‬النفسي‭ ‬وقال‭ ‬محاورنا‭ ‬‮ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الصدد:‭ ‬”نحاول‭ ‬أن‭ ‬نصحح‭ ‬للمسيرين‭ ‬الرياضيين‭ ‬فكرة‭ ‬كون‭ ‬العلاج‭ ‬النفسي،‭ ‬يقوم‭ ‬به‭ ‬دكاترة‭ ‬نفسيون،‭ ‬دورهم‭ ‬معالجة‭ ‬طبية‭ ‬وأدوية‭ ‬طبية،‭ ‬عكس‭ ‬الإعداد‭ ‬الذهني‭ ‬الذي‭ ‬هو‭ ‬عبارة‭ ‬عن‭ ‬تقنيات‭ ‬ووسائل‭ ‬يحتاجها‭ ‬اللاعب‭ ‬للتخلص‭ ‬من‭ ‬المشاكل‭ ‬التي‭ ‬يعيشها‭ ‬وهي‭ ‬عديدة‭ ‬جدا،‭ ‬لأن‭ ‬اللاعب‭ ‬هو‭ ‬الوحيد‭ ‬الذي‭ ‬يحاكم‭ ‬من‭ ‬طرف‭ ‬آلاف‭ ‬الجماهير،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬تجعل‭ ‬اللاعبين‭ ‬يعيشون‭ ‬أسبوعا‭ ‬كاملا‭ ‬تحت‭ ‬الضغط،‭ ‬فمنذ‭ ‬يوم‭ ‬الاثنين‭ ‬عند‭ ‬انطلاق‭ ‬التداريب‭ ‬وتفكير‭ ‬اللاعب‭ ‬ينصب‭ ‬على‭ ‬المباراة‭ ‬المقبلة‭ ‬لأنها‭ ‬محك‭ ‬أمام‭ ‬الجماهير،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يجعله‭ ‬في‭ ‬حالة‭ ‬قلق”‭. ‬لمعالجة‭ ‬هذا‭ ‬الأمر‭ ‬لابد‭ ‬من‭ ‬مواكبة‭ ‬ذهنية‭ ‬يقوم‭ ‬بها‭ ‬معدون‭ ‬ذهنيون‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬حصص‭ ‬فردية‭ ‬وجماعية‭ ‬وحصص‭ ‬مع‭ ‬المدرب‭ ‬ومع‭ ‬الطاقم‭ ‬بأكمله،‭ ‬لأن‭ ‬المعد‭ ‬الذهني‭ ‬هو‭ ‬صلة‭ ‬وصل‭ ‬بين‭ ‬اللاعبين‭ ‬والأطقم‭ ‬ومن‭ ‬هنا‭ ‬تأتي‭ ‬أهمية‭ ‬الإعداد‭ ‬الذهني‭ ‬الذي‭ ‬بدونه‭ ‬تعيش‭ ‬الفرق‭ ‬بثلاث‭ ‬دعائم‭ ‬بدل‭ ‬أربعة‭.‬”
 
وختم‭ ‬محدثنا‭ ‬كلامه‭ ‬مشيرا‭ ‬إلى‭ ‬وجود،‭ ‬كفاءات‭ ‬جيدة‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬الإعداد‭ ‬الذهني‭ ‬منهم‭ ‬من‭ ‬تكون‭ ‬في‭ ‬فرنسا‭ ‬ومنهم‭ ‬من‭ ‬تلقى‭ ‬تكوينه‭ ‬في‭ ‬كندا‭ ‬وقال‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬‮ ‬الصدد‭ ‬”ما‭ ‬نطالب‭ ‬به‭ ‬اليوم‭ ‬هو‭ ‬أن‭ ‬تنصح‭ ‬الجامعة‭ ‬الملكية‭ ‬المغربية‭ ‬لكرة‭ ‬القدم‭ ‬الأندية‭ ‬الوطنية‭ ‬باللجوء‭ ‬إلى‭ ‬الاعداد‭ ‬الذهني‭ ‬في‭ ‬خطوة‭ ‬أولى،‭ ‬وفي‭ ‬حال‭ ‬عدم‭ ‬اعتماده‭ ‬يجب‭ ‬جعل‭ ‬الاعداد‭ ‬الذهني‭ ‬شرطا‭ ‬أساسيا‭ ‬وضرورة‭ ‬على‭ ‬غرار‭ ‬ما‭ ‬حصل‭ ‬مع‭ ‬الاعداد‭ ‬البدني‭ ‬في‭ ‬وقت‭ ‬سابق”.

‮  ‬
عزيز بوحميدة متخصص‭ ‬في‭ ‬الاعداد‭ ‬الذهني‭ ‬والحكم‭ ‬السابق
 
قضاة‭ ‬الملاعب‭ ‬أحوج‭ ‬إلى‭ ‬الإعداد‭ ‬الذهني‭ ‬لإزالة‭ ‬التوتر‭ ‬ومواجهة‭ ‬الضغوطات‮ ‬
‬من‭ ‬جهته‭ ‬اعتبر‭ ‬عزيز‭ ‬بوحميدة،‭ ‬المتخصص‭ ‬في‭ ‬الاعداد‭ ‬الذهني‭ ‬والحكم‭ ‬السابق،‭ ‬أن‭ ‬الاستعداد‭ ‬الذهني‭ ‬هو‭ ‬عامل‭ ‬أساسي‭ ‬للنجاح‭ ‬والتألق‭ ‬في‭ ‬الحياة‭ ‬الرياضية،‭ ‬إذ‭ ‬لا‭ ‬يقتصر‭ ‬الأداء‭ ‬العالي‭ ‬على‭ ‬القدرات‭ ‬البدنية‭ ‬والفيسيولوجية‭ ‬فقط،‭ ‬بل‭ ‬يتطلب‭ ‬أيضا‭ ‬قوة‭ ‬داخلية‭ ‬واستقرارا‭ ‬ذهنيا‭ ‬يعززان‭ ‬التحمل‭ ‬والصمود‭ ‬أمام‭ ‬التحديات‭ ‬والرهانات‭.‬

وأوضح‭ ‬عزيز‭ ‬بوحميدة،‭ ‬أنه‭ ‬بالنسبة‭ ‬للرياضيين‭ ‬المغاربة،‭ ‬الذين‭ ‬يتنافسون‭ ‬في‭ ‬مستويات‭ ‬محلية‭ ‬أو‭ ‬قارية‭ ‬ودولية،‭ ‬فإن‭ ‬الاستعداد‭ ‬الذهني‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬الفارق‭ ‬بين‭ ‬النجاح‭ ‬والفشل،‭ ‬فمن‭ ‬خلال‭ ‬تدريب‭ ‬العقل‭ ‬على‭ ‬التركيز‭ ‬والتغلب‭ ‬على‭ ‬التوتر،‭ ‬يستطيع‭ ‬الرياضيون‭ ‬المغاربة‭ ‬أن‭ ‬يحافظوا‭ ‬على‭ ‬أدائهم‭ ‬تحت‭ ‬الضغط،‭ ‬ويستعيدون‭ ‬توازنهم‭ ‬بعد‭ ‬أي‭ ‬إخفاق،‭ ‬ويتجنبون‭ ‬الإرهاق‭ ‬النفسي‭ ‬الناتج‭ ‬عن‭ ‬المنافسات‭ ‬القوية‭.‬
 
من حصة إعداد ذهني للحكام
 
هناك‭ ‬إجماع‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬الاستعداد‭ ‬الذهني،‭ ‬وفق‭ ‬محدثنا،‭ ‬يعزز‭ ‬ثقة‭ ‬الرياضي‭ ‬بنفسه‭ ‬أولا‭ ‬ويزيد‭ ‬من‭ ‬قدرته‭ ‬على‭ ‬اتخاذ‭ ‬القرارات‭ ‬الصائبة‭ ‬في‭ ‬اللحظات‭ ‬الحرجة‭ ‬ثانيا،‭ ‬وهو‭ ‬يلعب‭ ‬دورا‭ ‬هاما‭ ‬في‭ ‬توجيه‭ ‬الطاقة‭ ‬نحو‭ ‬أهداف‭ ‬واضحة،‭ ‬ما‭ ‬يساعد‭ ‬على‭ ‬تجنب‭ ‬التشتيت‭ ‬والتركيز‭ ‬الكامل‭ ‬على‭ ‬الإنجازات‭ ‬المستقبلية‭ ‬ثالثا‭.‬

وباعتباره‭ ‬حكما‭ ‬وطنيا‭ ‬سابقا،‭ ‬لم‭ ‬يفوت‭ ‬بوحميدة‭ ‬فرصة‭ ‬الحديث‭ ‬عن‭ ‬التحضير‭ ‬الذهني،‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬التحكيم،‭ ‬مشيرا‭ ‬إلى‭ ‬أنه‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬تزايد‭ ‬الاحتجاجات‭ ‬على‭ ‬القرارات‭ ‬التحكيمية،‭ ‬يعد‭ ‬الاستعداد‭ ‬الذهني‭ ‬عاملا‭ ‬حاسما‭ ‬لحكام‭ ‬كرة‭ ‬القدم‭ ‬المغاربة،‭ ‬خاصة‭ ‬وأن‭ ‬التحكيم‭ ‬في‭ ‬كرة‭ ‬القدم‭ ‬مهنة‭ ‬تتطلب‭ ‬تركيزا‭ ‬عاليا‭ ‬وقدرة‭ ‬على‭ ‬اتخاذ‭ ‬القرارات‭ ‬المقنعة‭ ‬في‭ ‬لحظات‭ ‬حرجة،‭ ‬مما‭ ‬يجعل‭ ‬الحكام‭ ‬عرضة‭ ‬للتوتر‭ ‬والانفعال‭ ‬أمام‭ ‬ضغوط‭ ‬الجمهور‭ ‬واللاعبين‭ ‬والمسيرين‭ ‬والصحافيين‭.‬

‬ومن‭ ‬خلال‭ ‬الاستعداد‭ ‬الذهني،‭ ‬يتمكن‭ ‬الحكم‭ ‬من‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬هدوئه‭ ‬واتزانه،‭ ‬مما‭ ‬يساعده‭ ‬على‭ ‬اتخاذ‭ ‬قرارات‭ ‬عادلة‭ ‬دون‭ ‬التأثر‭ ‬بالضغوط‭ ‬الخارجية،‭ ‬علما‭ ‬أن‭ ‬الاستعداد‭ ‬الذهني‭ ‬يعزز‭ ‬من‭ ‬ثقة‭ ‬الحكم‭ ‬بنفسه،‭ ‬ويمكنه‭ ‬من‭ ‬مواجهة‭ ‬الانتقادات‭ ‬بشجاعة‭ ‬ووضوح،‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬يساهم‭ ‬في‭ ‬تحسين‭ ‬أدائه‭ ‬ويقلل‭ ‬من‭ ‬فرص‭ ‬تراجع‭ ‬مستواه‭ ‬تحت‭ ‬تأثير‭ ‬الضغوط‭ ‬السالفة‭ ‬الذكر‭.‬
 

وختم‭ ‬بوحميدة‭ ‬حديثه‭ ‬لـ‭ ‬”أنفاس بريس”‭ ‬بالقول‭ ‬إن:‭ ‬”القدرة‭ ‬على‭ ‬التحمل‭ ‬العاطفي‭ ‬تعد‭ ‬من‭ ‬أهم‭ ‬العناصر‭ ‬التي‭ ‬يجب‭ ‬تطويرها‭ ‬لدى‭ ‬الحكام،‭ ‬إذ‭ ‬تمكنهم‭ ‬من‭ ‬التعامل‭ ‬برباطة‭ ‬جأش‭ ‬مع‭ ‬التحديات‭ ‬داخل‭ ‬الملعب،‭ ‬والمحافظة‭ ‬على‭ ‬حيادهم‭ ‬واستقلاليتهم‭. ‬وبذلك‭ ‬يمكن‭ ‬لحكام‭ ‬كرة‭ ‬القدم‭ ‬المغاربة،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تعزيز‭ ‬الاستعداد‭ ‬الذهني‭ ‬وتطوير‭ ‬استراتيجيات‭ ‬إدارة‭ ‬التوتر،‭ ‬أن‭ ‬يحافظوا‭ ‬على‭ ‬أدائهم‭ ‬العالي‭ ‬ويؤدون‭ ‬مهامهم‭ ‬بأمانة‭ ‬ونزاهة،‭ ‬رغم‭ ‬الظروف‭ ‬الصعبة‭ ‬التي‭ ‬قد‭ ‬تواجههم”‭.