وأعلن دونالد ترامب صباح الأربعاء 6 نونبر 2024، فوزه بالانتخابات على المرشحة الديمقراطية كامالا هاريس، بعد حملة غير مسبوقة تميّزت بالترشح المتأخر لهاريس في يوليو 2024 بعد انسحاب الرئيس جو بايدن.
ومنذ أول انتخابات رئاسية، لم تتسلم الولايات المتحدة أي امرأة لقيادة البلاد، في وقت علق فيه الكثير من الأمريكيين الآمال على هاريس لكسر هذه القاعدة.
وترى اختصاصية علم الاجتماع، د. شروق أبو حمور، أن خسارة هاريس تعد مؤشراً جديداً على أن المجتمعات تميل إلى منح القيادة للرجال مهما اختلفت ثقافتها من الشرق إلى الغرب.
وذهبت أبو حمور في حديث لـ"إرم نيوز" بالقول إلى أن "الولايات المتحدة، ورغم أنها تقدم نفسها كدولة متقدمة في مجال حقوق المرأة، إلا أن هناك الكثير من حالات الاضطهاد خلف الكواليس".
وأضافت :"لا يوجد سبب رئيس لخسارة هاريس أمام ترامب أكثر من كونها امرأة أمام رجل".
كما أشارت إلى أن اتجاهات ترامب في دعم إسرائيل وغيرها من التحركات التي لم تستطع هاريس القيام بها ساهمت في خسارتها، في إشارة إلى ترشحها المتأخر بعد انسحاب الرئيس جو بايدن.
ويؤيد المحلل السياسي حسن الخالدي، أن رفض الأمريكيين، انتخاب امرأة لرئاسة البلاد، يعود إلى عوامل اجتماعية وتاريخية وثقافية متعددة، رغم أن المجتمع الأمريكي يشهد تطورًا في قضايا المساواة.
وأشار الخالدي في تحليل لـ"إرم نيوز" إلى أن عدم تولي المرأة منصب الرئاسة من قبل، يجعل البعض غير متقبلين لفكرة أن يكون قائد البلاد امرأة، خاصة مع استمرار وجود قوالب نمطية حول الأدوار التقليدية.
كما لفت إلى أن هناك نظرة سائدة بأن القيادة القوية يجب أن تكون ذكورية، حيث يُنظر إلى الرجل على أنه أكثر حزمًا وقدرة على إدارة الأزمات، وهي صفات يربطها البعض بالقيادة السياسية.
في تحليل سابق لصحيفة "نيويورك تايمز"، رأت أيضاً أن أحد الأسباب الرئيسة يكمن في القوالب النمطية الثقافية التي ترتبط بالقيادة، حيث يُعتقد أن القيادة السياسية تتطلب صفات يُفترض أنها ذكورية مثل القوة والحزم.
هذه التصورات، وفق الصحيفة، تؤثر في تقييم الناخبين للمرشحات، ويحد من دعمهن.
كما أشار الباحث الاجتماعي جوليا كينغ في تقرير نشرته صحيفة "واشنطن بوست" إلى أن التغطية الإعلامية تؤثر أيضًا على صورة النساء في الحملات الانتخابية، حيث يتم في كثير من الأحيان التركيز على المظهر الشخصي أو أسلوب الحديث بدلاً من الإنجازات السياسية.
وتتوسع الأسباب لتشمل أيضًا دور الأجيال الأكبر سنًا التي تميل إلى تقليل تأييدها للنساء في المناصب القيادية.
وذكر المحلل الاجتماعي جوناثان نيلسون في تقريره لصحيفة "التايمز"، أن الأجيال الأكبر قد تجد صعوبة في التكيف مع فكرة أن تقود امرأة أكبر دولة في العالم.