تجمعني هذه الصورة التي التقطت لنا بمطار أورلي بباريس سنة 2001 (في الطريق إلى بيروت) بالشاعرين: اللبناني أدونيس والمغربي محمد بنيس.
فقد احتضنت حينها العاصمة اللبنانية مؤتمرا لليونيسكو ضمن مشروعها الرائد لدعم نشر الكتاب وتعميم القراءة، عبر التجربة الناجحة والمتميزة لإصدار "كتاب في جريدة"، الذي كان يسمح بتوزيع 3 ملايين نسخة كتاب أو رواية أو ديوان شعر في نفس اليوم بكل العالم العربي.
كنت مشاركا في ذلك المؤتمر ممثلا لجريدة "الإتحاد الإشتراكي" المغربية زمن كانت تسجل أعلى المبيعات الصحفية بالمغرب وبمسافات عن باقي الصحف (فيما مثل يومية "الصباح" الحديثة الصدور حينها الصديق السوداني طلحة جبريل بصفته رئيسا للتحرير بها).
حققت تجربة النشر تلك نجاحا باهرا، لكن الأزمة المالية لليونيسكو بسبب معاقبة واشنطن لها، أوقفت المشروع.
كان أدونيس رئيس لجنة الإختيار، حيث اخترنا في لقاء بيروت ذاك 24 عنوانا أدبيا.
دخلت حينها في ذلك المؤتمر في نقاش ومعركة مع بعض إخوتنا المصريين للدفاع عن كتلة أسماء مغاربية اقترحها الوفد المغربي ضمت كلا من: الروائي ابراهيم الكوني الليبي، الشاعر منصف المزغني التونسي، الروائي واسيني الأعرج الجزائري، ديوان الشعر الموريتاني، الروائي محمد زفزاف والمسرحي عبد الكريم برشيد من المغرب (غابت مشاركة تونس والجزائر وليبيا عن المؤتمر فقررنا كمغاربة بدون أن يكلفنا أحد النيابة عنها في اقتراح أسماء أدبية منها). حيث تم تقزيم الإختيار الأولي في البداية من قبل الرئاسة (أدونيس والشاعر شوقي عبد الأمير) إلى اسمين مغاربيين فقط، مما دفعني للدخول في جدال مطول مع الشاعر شوقي عبد الأمير حول ما أجابني به من أن "مصر ظاهرة أدبية" (كان قد تم اختيار تسعة أسماء مصرية في البداية). فقد منحني ذلك فرصة لأعيد موضعة مقاييس "الظاهرة الأدبية" حيث اعتبرت في ردي عليه أن مصر بعد أجيال طه حسين والعقاد مرورا بأحمد منذور ووصولا إلى نجيب سرور وأمل دنقل المبدعة فعلا، ليست في أجيالها الأدبية اليوم سوى "رجع صدى" واجترار.
وأن الظواهر الأدبية الواعدة فعلا عربيا أصبحت صاعدة في الخليج وفي لبنان (طرحت اسم الروائي ربيع جابر كمثال) وفي السودان وفي بلدان المغرب العربي.
تدخل ممثلوا لبنان (الشاعر شوقي بزيغ) والكويت (في شخص مؤسس شركة صخر للكمبيوتر الرائدة المرحوم محمد عبد الرحمن الشارخ) والإمارات (الشاعر ناصر الظاهري رئيس اتحاد الكتاب الإمارتيين حينها) والناقدة اللبنانية يمنى العيد وغيرهم الذين دعموا فكرتي بقوة، مما جعل الشاعر العربي الكبير أدونيس بصفته رئيس المؤتمر يقرر رفع الجلسة للعودة بلائحة جديدة.
كانت النتيجة اختيار الستة أسماء المغاربية التي اقترحناها كوفد مغربي (كان الشاعر محمد بنيس قد غادر قبلها بيوم إلى نيويورك لحضور الحفل الرسمي بمقر الأمم المتحدة لإعلان 21 مارس يوما عالميا للشعر باقتراح من بيت الشعر بالمغرب ودعم من حكومة عبد الرحمان اليوسفي). فيما تم تقليص الأسماء المصرية إلى أربعة أسماء. مثلما أضيف إسم الروائية السعودية رجاء عالم باقتراح مني باسم الوفد المغربي ضمن الكوطا النسائية رجاء عالم للإشارة ذات أصول مغربية ولدت بمدينة مكة.
كنت ما نسواش .