الرباط: الباحث صديق حامد يناقش أطروحة دكتوراه حول التحولات الجيو ستراتيجية في شمال إفريقيا

الرباط: الباحث صديق حامد يناقش أطروحة دكتوراه حول التحولات الجيو ستراتيجية في شمال إفريقيا خلال مناقشة أطروحة دكتوراه حول التحولات الجيو ستراتيجية في شمال إفريقيا
ناقش الطالب الباحث صديق حامد أبو القاسم محمد، يوم الثلاثاء 29 أكتوبر 2024 بكلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية - السويسي بالرباط، أطروحته لنيل الدكتوراه في العلوم القانونية و السياسية، تحت عنوان: "التحولات الجيواستراتيجية في شمال إفريقيا".

وكانت لجنة المناقشة تضم كل من: عبد المنعم الجداري، أستاذ التعليم العالي بكلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية السويسي- مقررا ورئيسا، عبد العزيز قراقي، أستاذ التعليم العالي بكلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية السويسي مشرفا وعضوا، تم عبد النبي صبري، أستاذ مؤهل بكلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية - السويسي- مقررا وعضوا، ورشيد مقتدر : أستاذ مؤهل بكلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية بالدار البيضاء - مقررا وعضوا.
" أنفاس بريس" تنشر ملخصا عن هذه الأطروحة:


التعريف بالموضوع:
تتوفر منطقة شمال إفريقيا على مجموعة من المقومات التي تجعلها تحتل مركزا عالميا متميزا وكذا الموقع الاستراتيجي الهام بالإضافة إلى إمكانياتها الطبيعية والمعدنية مما جعلها مركزا للتنافس بين القوى الكبرى والتي رسمت مجموعة من المخططات والآليات.

وتظهر أهمية الدراسة من خلال معرفة التطورات السياسية والاستراتيجية التي تشهدها المنطقة في ظل التحولات الدولية وأيضا معرفة طبيعة التنافس الدولي الاستراتيجي بين الولايات المتحدة الأمريكية والدول الأوروبية والصين تجاه المنقطة ذات البعد الاستراتيجي والجيوسياسي وكذا معرفة الحركية التي تشهدها المنطقة والأحداث الدولية التي تدور فيها وظهور الكثير من المتغيرات المهددة للأمن في منطقة شمال إفريقيا.

من خلال هذا التقديم تم التوصل إلى طرح الاشكالية التالية:
تتمتع منطقة شمال إفريقيا بموقع استراتيجي مهم فهو يشكل مجال جيو سياسي ذو أهمية بالغة اقتصاديا واستراتيجيا وشديد الحساسية أمنيا مما جعلها تتعرض للاستغلال من طرف القوى الكبرى فكل طرف ينظر إلى المنطقة حسب منظوره الخاص، حيث تسعى كل من الولايات المتحدة الأمريكية والدول الأوروبية إلى الاستحواذ على المنطقة عن طريق مشاريع ومبادرات أمنية واقتصادية لخدمة مصالحها، الأمر الذي أدى إلى جملة من الانعكاسات على دول المنطقة هذا الواقع على المستوى المغاربي يطرح العديد من الملاحظات والتساؤلات لعلها أهمها يدور حولها موقع دول شمال إفريقيا من هذا التنافس وماهي أبرز الانعكاسات التي يفرزها هذا التنافس على المنطقة وعليه يمكن طرح الإشكالية التالية:

إلى أي حد ساهم السياق الدولي المتغير في جعل شمال إفريقيا مجالا جيواستراتيجيا محوريا في بناء مسار النظام العالمي؟

ومن خلال هذه الاشكالية تم طرح الاسئلة الفرعية التالية:
• ماهي المكانة الاستراتيجية للمنطقة؟
• ماهي أهم الاستراتيجيات والآليات التنافسية الأورو أمريكية لاحتواء منطقة شمال إفريقيا في ظل التهديدات الأمنية الجديدة؟
• ماهي الآثار والانعكاسات المترتبة عن التنافس الأورو أمريكي على المنطقة؟
• ما مدى تأثير هذا التنافس على مستقبل المنطقة؟
• القوى الإقليمية الصاعدة و دورها في القارة الإفريقية ؟

وللاجابة عن هذه الاشكالية والاسئلة الفرعية: تم الاعتماد على المناهج التالية:
لقد تم استخدام مجموعة من المناهج في هذه الدراسة، وهي على الشكل التالي:

المنهج التحليلي: وهو المنهج الذي يدرس الظاهرة أو المشكلات العلمية من خلال القيام بالوصف بطريقة علمية، ومن ثم الوصول إلى تفسيرات منطقية لها دلائل وبراهين تمنح الباحث القدرة على وضع أطر محددة للمشكلة، واستعمل هذا المنهج في جمع ودراسة المعطيات حول التفاعلات الأمريكية والأوروبية في المنطقة ودراستها كما هي في الواقع ووصفها وصفا كميا وكيفيا وهذا لتحديد طبيعة التفاعلات وفهم حركيتها.

المنهج المقارن: وهو ذلك المنهج الذي يعتمد على المقارنة في دراسة الظاهرة حيث يبرز أوجه التشابه والاختلاف فيما بين ظاهرتين أو أكثر، واستعمل هذا المنهج في الدراسة للمقارنة بالمبادرات والآليات التي استخدمها كل طرف دون أن نسيان مقارنة ومواقف كل طرف من الأزمات الجديدة والقديمة في المنطقة كمشروع التكامل بين دول شمال إفريقيا وكذا ثورات ما سمي بالربيع العربي وموضوع الصحراء المغربية.

المنهج الإحصائي: وهو المنهج الذي يعتمد على جمع المعطيات الإحصائية ومراجعتها ثم تفسيرها، واستخدم هذا المنهج في تقديم الأوراق والإحصائيات بين الولايات المتحدة الأمريكية والدول الأوروبية في ظل التنافس فيما يخص العلاقات والمبادلات التجارية بالمنطقة، وكذا تقديم حصيلة المساعدات التي تتلقاها دول المنطقة من الأطراف المتنافسة على المنطقة.

تم تقسيم هذه الأطروحة من خلال خطة البحث التالية:

القسم الأول: جدلية الثابت والمتحول في الأنظمة السياسية في شمال إفريقيا
القسم الثاني: حضور شمال افريقيا في الاستراتيجيات الدولية

بالنسبة للقسم الأول: والذي تطرقنا فيه إلى جدلية الثابت والمتحول في الأنظمة السياسية في شمال إفريقيا،
حيث تعد قضية الإصلاح السياسي والتحول الديمقراطي من أبرز القضايا التي أثيرت في دول شمال افريقيا وأنظمتها السياسية، خاصة منذ نهاية الحرب الباردة وبداية الموجة الثالثة للتحول الديمقراطي وانطلاق المبادرة الأمريكية في مشروع الشرق الأوسط الكبير هذا على المستوى الدولي، أما على المستوى الداخلي فقد واجهت نظم شمال افريقيا جملة من القضايا: كالفقر والبطالة وانتشار الفساد السياسي والمالي والإداري، وحتى الاقتصادي وفقدان المشاركة السياسية في عملية صنع القرار، كل هذه التحديات كانت سببا في اندلاع ثورات بالمنطقة منذ نهايات ديسمبر 2010، حيث شكلت حالة "تونس" أولى شرارات المد الثوري في 18 ديسمبر 2010، ثم جاءت الثورة المصرية في 25 يناير لتعطي انطلاقة جديدة للمد الثوري والإصلاحي في كل من الجزائر في 9 فبراير 2011 ثم الجماهيرية الليبية في ثورة شباب 17 فبراير، والمغرب في " حركة 20 فبراير2011، وقد شكلت هذه التطورات عاملا محفزا لمضي الجزائر والمغرب في إجراء إصلاحات دستورية.

حيث تم تقسيم هذا القسم إلى فصلين الفصل الأول: تم تسليط الضوء على محددات قوة السلطة السياسية والتي من خلالها تم التطرق إلى المقاربة الاستراتيجية في المبحث الأول، في حيث تم تسليط الضوء على الجيوسوسيولوجية والجيوسياسية في شمال إفريقيا في المبحث الثاني.

أما فيما يخص الفصل الثاني من القسم الأول: والذي يعالج مشكلة التجاذب المصالح وإشكالية التغيير المؤسساتي، فتم التطرق فيه إلى نقطتين رئيسيتين: النقطة الأولى: والتي تمت معالجتها من خلال المبحث الأول وهي أبعاد الاهتمام الاوروبي في شمال افريقيا، في حين المبحث الثاني تم التطرق فيه إلى الاستراتيجية الأمريكية اتجاه منطقة شمال افريقيا.

هذا فيما يخص القسم الأول:
فيما يخص القسم الثاني ، والذي يتعلق ب حضور شمال افريقيا في الاستراتيجيات الدولية
تتوفر منطقة شمال إفريقيا على مجموعة من المقومات، والتي تجعلها تحتل مركزا عالميا متميزا، وهو الموقع الجيوستراتيجي والمحيط الهادي والبحر الأبيض المتوسط وحوض النيل، ومضيق جبل طارق وقناة السويس، هذا بالإضافة إلى إمكانياتها الطبيعية والمعدنية والطاقية والسكانية، مما جعلها في مركز الصراعات الدولية والإقليمية، والتي رسمت مجموعة من المخططات الإستراتيجية للدول الغربية. وهكذا أولت استراتيجيات القوى العظمى البحر المتوسط أهمية كبيره لمكانته الهامة ولوضعه الجيوستراتيجي المتميز وتأثيره على التجارة والمواصلات العالمية.

ولقد شكل ما تزخر به منطقة شمال إفريقيا من موارد طبيعية، ومواد أولية وما توافر لها من أهمية جيواستراتيجية، تعاظمت وتزايدت وفق منظور ورؤية القوى العظمى الطامعة فيها وصاحبة المصلحة والنفوذ وتواكبت وتوازنت مع ما لحق النظام الدولي من تبدلات وتغيرات وتطورات، وأصبحت منطقة شمال إفريقيا بذلك موقعا أوليا هاما في الاستراتيجيات الكونية للقوى العظمى.

فتم تقسيمه بدوره إلى فصلين الفصل الأول: تم التطرق فيه إلى التحولات السياسية ومنعطف 11 سبتمبر، حيث تطرقنا إلى محاربة الارهاب كضابط إيقاع للعلاقات الأمريكية لشمال افريقيا، في المبحث الأول، أما المبحث الثاني: فتم تسليط الضوء على التغيرات السياسية في شمال إفريقيا ومدى تأثيرها على العلاقات مع الاتحاد الأوروبي.

أما بالنسبة إلى الفصل الثاني من القسم الثاني: والذي يتمحور حول شمال افريقيا كفضاء للتنافس غير المتكافئ.
فتم تقسيمه بدوره إلى ثلاث مباحث: الأول: تم التطرق فيه إلى استراتيجية الوجود الصيني والروسي وعلاقته بدول شمال افريقيا، في حين المبحث الثاني تم التطرق فيه إلى الدور التركي والايراني كقوة عالمية صاعدة، أما المبحث الثالث، القوى الاقليمية الصاعدة والبحث عن قيادة القارة الافريقية.

وفي الأخير تم طرح بعض الأسئلة أو السيناريوهات من أجل البحث والتوسع في هذا الموضوع.
إلى أي مدى يمكن أن يصمد مفهوم الدولة الوطنية؟
إلى أي حد يمكن أن تكون المنطقة في مأمن من مليشيات فاغنر؟
ما مستقبل المنطقة مع الحرب السيبرانية؟