المعاهدة التي تتكون من 13 مادة، "عزّزت التقارب بين المواقف الفرنسية والإيطالية، وكذلك التنسيق بين البلدين في قضايا السياسة الأوروبية، والسياسة الخارجية، والأمن والدفاع، وسياسة الهجرة، والاقتصاد، والتعليم، والبحث العلمي، والثقافة، والتعاون عبر الحدود". وبحسب حكومتي البلدين، كانت هذه المعاهدة بدايةً لتقارب جديد بين البلدين في قيادة ودفع مسيرة الاتحاد الأوروبي. كما يُنظر إلى المعاهدة على أنها محاولة من إيطاليا وفرنسا للعب دور رئيسي في الاتحاد الأوروبي بعد تقاعد المستشارة الألمانية السابقة أنجيلا ميركل؛ وبالتالي، ومنذ ذلك الحين، لا يتخذ أي من البلدين خطوة دون التشاور ومباركة البلد الآخر.
وأضاف الصحافي باراتو قائلا: "موقف إيطاليا هو نفس موقف فرنسا وموقف الدول الأوروبية الأخرى؛ لدينا تعاون اقتصادي على مستوى عالٍ. مؤخرًا، قام وزير الداخلية بزيارة رسمية إلى المغرب، ومن المقرر أن يقوم وزير الخارجية بزيارة رسمية للمغرب في ديسمبر المقبل. وبالتالي، فإن الموقف الإيطالي هو موقف صداقة وتعاون، ولا يمكنه بأي حال من الأحوال أن يكون ضد المصالح العليا للمملكة المغربية". وأضاف محاورنا أن "أحد العوامل التي لم يذكرها أي محلل هو أن إيطاليا وفرنسا مرتبطتان بتعاون خاص معزز من خلال معاهدة كيرينالي التي تتجاوز التعاون داخل الاتحاد الأوروبي، وتشمل أيضًا السياسة الخارجية للاتحاد".
وعن الدعم الفرنسي لمقترح الحكم الذاتي في الأقاليم الجنوبية للمملكة، قال ماركو: "من الواضح أن الشراكة الاستراتيجية بين فرنسا والمغرب، التي تم توقيعها مؤخرًا، تعني إيطاليا أيضًا بحكم معاهدة كيرينالي".
وعن بعض أنشطة البوليساريو في إيطاليا، قال مدير قناة "فوكوس ميديتيرانيو": "اليوم في إيطاليا لا تزال هناك بلديات، يقودها اليسار، تُبقي على علاقات زائفة مفتوحة مع البوليساريو دون أن تحظى بدعم من الدولة الإيطالية، وخاصة من هذه الحكومة اليمينية. وأنا مقتنع بأن دعوة رسمية إلى رئيسة الوزراء جورجيا ميلوني ستلقى ترحيبًا كبيرًا من الدولة الإيطالية".
واختتم ماركو باراتو حديثه قائلًا: "ينبغي على دبلوماسية البلدين، فرنسا وإيطاليا، تفعيل معاهدة كيرينالي التي تتيح فرصة اتباع سياسة خارجية موحدة لتعزيز سياسة إفريقية جادة، والأهم من ذلك، سياسة دولية مشتركة من أجل إفريقيا تتمحور حول المغرب كونه اللاعب الحقيقي الرائد في نمو القارة الإفريقية".
ويُذكر أن الموقف الرسمي الإيطالي من قضية الصحراء المغربية ظل ثابتًا بفضل حنكة وكفاءة الدبلوماسيين المغاربة الذين يعملون في صمت، رغم الإغراءات الجزائرية الكبيرة، والاتفاقيات الاقتصادية "الخيالية" التي قدمتها "دولة الكابرانات" لرئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني خلال زيارتها الأخيرة إلى الجزائر العاصمة.