انه لا يمكن ، بأي حال من الأحوال، أن تكون الوضعية النظامية المخولة بموجب النظام الأساسي لمهني الصحة بالمجموعة، للأشخاص الذين تم نقلهم تطبيقا للمادة 16 أعاله، أقل من تلك التي كان يستفيد منها المعنيون بالأمر في إطارهم الأصلي في تاريخ نقلهم." فالنقل المذكور في المادة 16 أو وضعية الإلحاق الخاص ببعض الفئات في كل من وكالتي الأدوية والدم لا يعني المس بالوضعية النظامية أو المالية لموظفي وزارة الصحة المنقولين على غرار ما وقع بموظفي الجامعات وموظفي التعليم المزاولين بالأكاديميات. خاصة أنه لاوجود لأي توصية أو توجيه أو تقرير أو حتى برنامج يشير أن التدبير المالي لموظفي الصحة يشكل اشكالا بل على العكس المشكل الأكبر هو قلة الموارد البشرية و ضعف تحفيزها عبر إعادة الاعتبار لها بدل المس بوضعها. وهي السلطة الأكبر في هذا الإصلاح. لأن الهدف من الإصلاح في شقه المتعلق بالموارد البشرية هو التحفيز لخلق جاذبية خاصة في ضل النقص المهول. وليس سلك مسار خاطئ سيتسبب في التنفير و التذمر بدل الاستقطاب كما هو واقع اليوم وبالتالي تحول الإصلاح إلى معول هدم بسبب تسرع تشريعي و مخالفة النصوص لأهداف التنزيل. وهو وضع سيزيد نزيف القطاع و ارتفاع الهجرة خارج القطاع والابتعاد عن القطاع العمومي في ضل تدبير فردي و تهديد مكتسبات وضمانات لموظفين أفنوا أعمارهم بالقطاع وشباب تم توظيفهم حديثا يتطلعون لمستقبل زاهر بالقطاع ليصدموا بتغيير غير مدروس سيعصف باستقرارهم المهني لينطبق على هذا الإصلاح " جا يبوسو وعماه " وهو واقع يحيلنا على وضع ليس بجديد فنجد العديد من الخطب الملكية والعديد من التوصيات والتوجهات الاستراتيجية لكن الاخطاء تبدأ في التنزيل .لهذا فالمطلوب تدارك الأمر لأننا نتحدث عن قطاع كجزء من السيادة الوطنية وليس مقبول فيه التمرين أو التجريب وخاصة في مسألة مقدمي العلاجات فالأمر يتعلق ب70000 موظف صحي . يضحون ويقدمون الخدمات ويحافظون على الأمن الصحي كجزء من النظام العام في ضل خصاص كبير و ظروف عمل صعبة ولا ينقص القطاع احتقان جديد بسبب تهور أو سوء تقدير . وللعلم فالتغيير الوحيد الذي كان مرسوما هو التحفيز المادي في ضل ضعف جاذبية القطاع العام عبر الاجر المتغير انا الباقي فهو الحفاظ على الوضع .ليتحول بفعل فاعل لتغيير في الوضعية الوظيفية لمهني الصحة والمس بمراكزهم المالية وهو ما يطرح عدة علامات استفهام حول الهدف من مثل هذا الإجراء البعيد عن سياق الإصلاح . بل اللبنة الأولى للإصلاح مما يعني سقوط الرجل الأولى من الطاولة.