بين الفينة والأخرى تقدم الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، طلبا لتغيير الجنسية الرياضية للاعب من أصول مغربية، لغرفة قانون اللاعب بمحكمة كرة القدم التابعة للاتحاد الدولي للعبة “فيفا”. آخر ملف تم حسمه لفائدة المغرب يتعلق باللاعب أسامة صحراوي الذي كان يحمل قميص منتخب النرويج وأضحى بقرار من “فيفا” لاعبا في صفوف المنتخب المغربي.
لكن في الوقت الذي يختار فيه العديد من اللاعبين المغاربة المقيمين في دول أوروبا وأمريكا تمثيل المنتخب الوطني المغربي، اختارت فئة كبيرة من الرياضيين من أصول مغربية تمثيل دول أخرى، والوقوف لعزف نشيد بدل “منبت الأحرار”.
"الوطن الآن" تسلط الضوء على أسماء اختارت تمثيل بلدان غير مسقط رأسها وقلبها.
نزوح كبير للعدائين المغاربة نحو دول أخرى
عرفت ألعاب القوى نزوحا كبيرا للعدائين المغاربة نحو دول أخرى متعتهم بجنسيتها ونعيمها، أبرز الحالات رشيد رمزي عداء المسافات المتوسطة الذي أصبح بحريني الجنسية. ابن مدينة أسفي الذي أصبح نجما في البحرين، حين عجز عن ضمان مكانته في منتخب مغربي كان يوما مليئا بنجوم الركض.
قرر رمزي الهجرة إلى البحرين، مما أدى إلى تألقه في الساحة الآسيوية بالفوز بميداليات ذهبية في بطولة آسيا لألعاب القوى ودورة الألعاب الآسيوية 2002. حطم الرقم القياسي الآسيوي في سباق 800 متر، ووصل إلى قمة مستواه في العام التالي بحصوله على ذهبيتي سباقي 800 متر و1500 متر في بطولة العالم لألعاب القوى 2005، وهو أول رياضي يحقق الفوز في هذين السباقين في هذه البطولة، مانحا للبحرين فرص عزف نشيدها الوطني في المحافل الرياضية الكبرى. ليس هو الوحيد، فقد تلاه مجموعة من الأبطال أبرزهم مروان هبطي.
ليس الخليج العربي هو الوجهة المفضلة لمن استبدلوا الجنسية المغربية، بل إن أوربا شهدت تدفقا للرياضيين الذين حملوا جنسية دول مختلفة، أبرزهم العداء محمد مغيث الذي أصبح بطل العالم في العدو الريفي بقميص منتخب بلجيكا، إضافة لأيت خموش الذي هاجر على متن قارب مطاطي لإسبانيا وأصبح بطلا قوميا في إسبانيا في أولمبياد بكين لذوي الاحتياجات الخاصة هاربا من هشاشة طوقته في الراشيدية.
ناصر شاذلي
كرة القدم ورهان الجنسية الرياضية
وفي كرة القدم اختار العديد من اللاعبين المغاربة المقيمين في دول أوروبا والخليج، تمثيل منتخبات هذه البلدان، وأداروا ظهورهم للمنتخب الوطني ومن بين هؤلاء الأسماء خالد بولحروز، الذي اختار منتخب هولندا سنة 2004، رغم أنه ابن مدينة الناظور، إذ لبى دعوة المدرب الهولندي ماركو فان باستن، دون إعارة الاهتمام لدعوة الناخب الوطني السابق بادو الزاكي. وعلى النهج نفسه، سار المدافع يونس قابول، الذي اختار المنتخب الفرنسي، إلى جانب المدافع عادل رامي، مدافع إشبيلية الاسباني، صاحب نفس الاختيار، دون إغفال عبد الله كونكو، الذي فضل منتخب السينغال بدل المغرب.
في بلجيكا، كان مروان فلايني، صاحب قصة الشعر الشهيرة، قريبا من حسم موقفه بتمثيل المنتخب المغربي، بعد لعب مباراة واحدة للمنتخب الأولمبي المغربي عام 2005، قبل أن يغير رأيه بشكل مفاجئ، ويمثل منتخب بلجيكا منذ عام 2007. وهي نفس حالة ناصر شاذلي، الذي لعب لـ “الأسود” في عهد البلجيكي إيريك غيرتس، في مباراة ودية بإيرلندا قبل أن يختار بلجيكا لاحقا ويمثلها في “مونديال” البرازيل سنة 2014. وعلى نفس المنوال سار زكرياء بقالي وغيره من اللاعبين من ذوي الأصول المغربية الذين فضلوا قمصان دول أوربية خاصة في هولندا.
منتخب هولندا
منتخب هولندي للفوتسال بتوابل مغربية
تابع الجمهور المغربي أولى مقابلات منتخب هولندا لكرة القدم داخل القاعة برسم نهائيات كأس العالم أوزبكستان ما بين 14 شتنبر 2024 و6 أكتوبر 2024، والتي تعادل فيها بثلاثة أهداف لمثلهما، أمام منتخب البلد المستضيف، باهتمام ملحوظ، بحكم أن أغلبية لاعبي منتخب “الطواحين” هم من أصول مغربية، وعددهم 8 من أصل 14. ويتعلق الأمر بإسماعيل وادوح، وأيوب البخاري، وكريم الموساوي، وعبد الصمد الطاهري، وسعيد بوزامبو، ولحسن بويوزن، ومحمد الشيح، وإسحاق بلحاج، ما يطرح بقوة مطلب استقطاب الكفاءات المغربية المهاجرة قبل استدراجها نحو قميص آخر وعلم آخر وهوية أخرى.
وتناول عدد من الفضائيات الرياضية، مشاركة منتخب هولندا في هذا الموعد العالمي، بعناصر أغلبها من أصول مغربية. ومما جاء في إحداها أن المغرب. يشارك لأول مرة في التاريخ بمنتخبين، في كأس العالم لكرة القدم داخل القاعة. فيما أطلقت منصات التواصل على المنتخب الهولندي لقب “المنتخب الهولندي المغربي”، والذي تمكن من انتزاع بطاقة التأهل إلى مونديال أوزبكستان بعد غياب دام 24 عاما.
وتعليقا على الحدث نشرت صحيفة “AD” الهولندية مقالا بعنوان “المنتخب الهولندي لكرة القدم داخل الصالات بطابع مغربي قوي”، تطرقت فيه إلى هذه الكتيبة المختلطة التي نجحت في انتزاع بطاقة التأهل إلى المونديال القادم.
وكتبت قائلة “الأمر المميز هو أن عشرة من اللاعبين الخمسة عشر الذين تم اختيارهم كان من الممكن أن يلعبوا أيضا للمغرب، المغاربة الآن هم أفضل اللاعبين في العالم”.
مغربيات يهدين الإنجازات لغيرنا
حين فازت سارة شعاري، البطلة البلجيكية من أصل مغربي، بالميدالية البرونزية في مسابقة أقل من 67 كلغ في رياضة التايكواندو خلال دورة الألعاب الأولمبية الأخيرة بباريس في صيف 2024، قررت الجامعة الملكية المغربية لرياضة ذوي الاحتياجات الخاصة استرجاع الكفاءات المهاجرة التي حملت “مكرهة” قمصان منتخبات أخرى، فتكونت خلية للاستقطاب.
دخلت لاعبة التايكواندو البلجيكية من أصل مغربي سارة شعاري، التاريخ في دورة الألعاب الأولمبية “باريس 2024”بفوزها ببرونزية وزن تحت 67 كيلوغراما.
ولدت سارة في بلجيكا من أب مغربي وأم بلجيكية، وبدأت ممارسة التايكواندو في الخامسة من عمرها، وسرعان ما أحبت الرياضة واستمرت في ممارستها.
وتجمع شعاري بين التميز الرياضي والتفوق الأكاديمي، حيث تتابع دراستها في مجال الطب.
حققت شعاري إنجازات مبهرة في مسيرتها، إذ أصبحت في العام 2022 بعمر 17 عاما، بطلة للعالم في تايكواندو بفوزها بالميدالية الذهبية للوزن الخفيف.
كما حققت ذهبية دورة الألعاب الأوروبية 2023 لوزن 62 كيلوغراما، ثم فازت بالجائزة العالمية الكبرى للتايكواندو 2023، مما أهلها للمشاركة في أولمبياد باريس.