يرى د. ادريس جنداري، كاتب وباحث أكاديمي أن المغرب كان سباقا للوعي بالاختراق الإيراني للمنطقة العربية، ونجح في محاصرته من خلال ردع النخبة المتشيعة عبر حلّ أحزابها / جماعاتها المدعومة إيرانيا (البديل الحضاري، حركة من أجل الأمة)، مشيرا بأن الجهاز الاستخباراتي المغربي المشهود له بالكفاءة دوليا يقوم بدور فعال في مطاردة وتفكيك الخلايا الشيعية، محذرا من الاختراق الإيراني لمغاربة العالم عبر الأذرع الجمعوية العاملة في مجال الدعم الاجتماعي.
ما هو السبب الذي جعل ايران قوة اقليمية استطاعت فرض نفسها في الساحة الدولية رغم الحصار الطويل المفروض عليها (لديها دائما طاقة كبرى للتشويش والازعاج سواء على المستوى الإقليمي أو الدولي)؟
إيران كـ "قوة دولية".. هذه بروباغندا تروجها القنوات الصفوية ليس إلا! أما الحقيقة على أرض الواقع، فإيران تقوم على اقتصاد ريعي/نفطي تتحكم فيه تقلبات السوق الدولية، وتقوم على نظام سياسي استبدادي يتحكم فيه الولي الفقيه الذي يقود حكومة صورية برئيس صوري... إذن، المقومات الاقتصادية والسياسية لا تؤهل إيران للتموقع كقوة إقليمية..
النموذج الإيراني يمكن مقارنته بنموذج كوريا الشمالية، فهي كذلك نقدم نفسها كقوة دولية، لكن المؤهلات الاقتصادية والسياسية تخونها، وأكثر ما يمكنها أن تحققه هو التشويش.
ما هو المطلوب من الدول العربية للحد من النفوذ الايراني في المنطقة؟
يجب أن نتفق، أولا، حول المقصود بالنفوذ الإيراني، فإذا كان المقصود هو اختراق إيران لجماعات الإسلام السياسي فهذا موجود، لكن ماذا تساوي هذه الجماعات في ميزان القوى داخل النظام السياسي العربي؟ أغلبها أفلس والباقي في الطريق. أما إذا كان المقصود بالنفوذ الإيراني، اختراق الدول والتحكم فيها وتوجيهها فهذا غير موجود، بل إن النظام السياسي العربي يمثل تحديا حقيقيا لنظام الملالي، ويهدده وجوديا من خلال الشراكات والعلاقات الدولية التي يقيمها مع القوى الكبرى في العالم، في حين يصنف النظام الإيراني ضمن محور الشر باعتباره نظاما سياسيا منبوذا وغير قابل للتعايش مع النظام الدولي.
ماهي تداعيات النفوذ الايراني في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا على المغرب ؟
بخصوص المغرب، فقد كان سباقا للوعي بهذا الاختراق ونجح في محاصرته من خلال ردع النخبة المتشيعة عبر حلّ أحزابها/جماعاتها المدعومة إيرانيا (البديل الحضاري، حركة من أجل الأمة)، كما أن الجهاز الأستخباراتي المشهود له دوليا بالكفاءة يقوم بدور فعال في مطاردة وتفكيك الخلايا الشيعية، هناك اختراق وحيد يجب على المغرب إيلاءه كامل الاهتمام، ويتعلق بمغاربة الخارج الذين تستهدفهم الاستخبارات الإيرانية اعتمادا على أذرعها الجمعوية العاملة في مجال الدعم الاجتماعي، ولكن هؤلاء لا يمثلون أي تأثير على الداخل.