رشيد يحياوي: تذاكر مباراة المنتخب الوطني.. عندما تصطدم الإثارة بخيبة الأمل

رشيد يحياوي: تذاكر مباراة المنتخب الوطني.. عندما تصطدم الإثارة بخيبة الأمل رشيد يحياوي
تستعد مدينة وجدة في 12 أكتوبر ومعها الجهة الشرقية للاهتزاز على إيقاع ترانيم وتصفيقات مشجعي المنتخب الوطني المغربي. مع مباراة مثيرة تلوح في الأفق. استجابت الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم لهذا النداء وقامت بتقديم تذاكر المباراة للبيع. ومع ذلك، فإن وراء هذه المبادرة الواعدة تلوح خيبة أمل متزايدة، مما يترك طعماً مرا في أفواه عشاق كرة القدم.
 
سهولة الوصول على حافة الانهيار
بالنسبة للعديد من المشجعين، تحولت الحماسة بسرعة إلى إحباط. المنصات الإلكترونية، المكتظة وغير القابلة للوصول، حولت ما كان ينبغي أن يكون احتفالاً إلى مسار مليء بالتحديات. لم تفعل المنصة المعتمدة و الموسومة بانتظاراتها و تعثراتها الطويلة، و التي لا نهاية لها والفاقدة للجدوى، سوى تغذية شعور بالظلم و خيبة الأمل. يشعر المشجعون كأنهم منبوذون، حيث يتم وعدهم بأرض صلبة، لكنهم يبقون عالقين في وسط بحر من الوعود الفارغة. إنهم كمن يتلقى صنبوراً، لكنه يبقى عطشاناً دون جدوى.
 
ماضٍ مضطرب: ظلال سوء الفهم
هذه الإدارة الفوضوية للتذاكر ليست حادثة منعزلة. لقد تعرضت الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم في السابق لانتقادات شديدة بسبب ممارسات مشبوهة تحيط ببيع التذاكر، مما أدى إلى شائعات عن الاتجار واتهامات بالتحيز. لقد أنشأت هذه الأجواء من عدم الثقة ندوباً عميقة، تاركةً العديد من المشجعين في حالة من الإحباط والبحث عن تغيير جذري.
 
من المهم أن نتذكر أن هؤلاء المشجعين من وجدة و النواحي من المنطقة الشرقية، قد انتقلوا إلى الدار البيضاء البعيدة جغرافيا أملاً في دعم منتخبهم الوطني في قطر. لكن وللأسف، انتهت هذه الجهود بالفشل، تاركةً هؤلاء العشاق في حالة من الجوع للحظة الحماس. اليوم، بينما تزور الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم المنطقة الشرقية وتحديداً وجدة، يبدو أنها تعيد نفس الأخطاء: عدم وجود تذاكر، وعدم وصول المشجعين المخلصين.
 
مستقبل بحاجة إلى إعادة تعريف: ضرورة الإصلاح
في هذا المفترق، يجب على الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم أن تعيد اختيار استراتيجيتها لبيع التذاكر بشكل عاجل. و عليه يريد المشجعون إجابات: ما هي الضمانات التي ستتخذها الجامعة لضمان وصول عادل للأحداث المستقبلية؟ ما هي الإجراءات التي سيتم اتخاذها للقضاء على الممارسات المشبوهة التي تلوّث بالفعل سمعة كرة القدم لدينا؟
 
نداء شغوف إلى المسؤولية
تعلو أصوات سكان وجدة و النواحي وعشاق كرة القدم في جميع أنحاء البلاد بقوة: إنهم يطالبون بتوضيحات وأفعال ملموسة. لهم حق في حضور المباريات، وكذلك الحق في المشاركة في احتفالية كرة القدم، ضمن إطار من الشفافية والعدالة. المسألة ليست مجرد  تذاكر، بل هي مسألة كرامة واحترام تجاه من يدعمون فريقهم بلا هوادة.
 
بل ومن الضروري أيضاً التفكير في الجيل الصغير القادم، الذي عاش خيبات أمل سابقة وقد يشعر بأنه مستبعد من المنافسات المستقبلية، وخاصة بعد اسبعاد منطقته الشرقية من برنامج المباريات المقرر إقامتها في كأس العالم 2030. 

لذا، ينبغي على الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم أن تتوقف عن تكرار هذه الأخطاء وأن تحترم تطلعات المشجعين، الذين هم أساس نجاح كرة القدم المغربية.
 
إعادة قيمة الشغف الجماعي
حان الوقت للجامعة الملكية المغربية لكرة القدم أن تدرك تأثير قراراتها على المشجعين. إن إدارة صارمة ودقيقة لبيع التذاكر ليست مجرد ضرورة، بل هي واجب على منظمة تتطلع إلى أن تكون وصية على الرياضة الوطنية. من خلال إعادة تعريف نهجها، تمتلك الجامعة فرصة لتجديد الاتصال بالمشجعين، و إشعال شعلة الشغف الجماعي، وتحقيق لحظات احتفالية مشتركة في كل مباراة. بعد كل شيء، قلب كرة القدم المغربية ينبض على إيقاع مشجعيها، ويجب أن تُسمع أصواتهم.